رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تخدعك عبارة "لازمتها إيه وقفة طابور الانتخابات"؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد الوجوه التى أطلت علينا فى ٢٠١١، والذين جاءوا من بلاد الغرب بشعارات ثورات الربيع العِبرى أملا فى الحصول على مكانة تليق بما يحصل عليه العملاء بعد أن ينتهوا من دورهم المكلفين به، ولما فشل فى الحصول على ما يريد عاد من حيث أتى بعد أن لمَعته فضائياتنا أثناء فترة الضعف واختلاط المفاهيم وسوء القراءة والتدبير وبيع الضمائر والأوطان كتب على حسابه على تويتر يقول: (لا أرى الحشود أمام السفارات التى يتحدث عنها الإعلام.. أنا شخصيًا مقاطع هذه الانتخابات لسخافة المسرحية وهزليتها. هذا القول يتساوى مع جملة «إيه لازمتها بقى وقفة طابور الانتخابات»، هذه المقولات الخبيثة سيستغلها كل من بنفسه غرض، والتى ستسمعها طوال الوقت حتى موعد الانتخابات الرئاسية التى أوشكت على الانعقاد. فقد انعقد الرهان على وعى وإرادة الشعب المصرى الذى يستشعر الخطر ويشم رائحته قبل أن تفوح بذكائه الفطرى المعتاد، والذى يبدله من حال إلى حال أخرى مختلفة تمامًا شكلًا وموضوعًا عندما يستلزم الأمر، فجميعنا يعلم مجموعات المتربصين ودوائر الشر التى تحيط بمصر من كل الاتجاهات فى الداخل والخارج. ومن واجبنا الرد على هؤلاء الأشخاص وفضح ألاعيبهم فقد ينخدع البعض فيما يقولون من أكاذيب. وقد ظهر هذا الوعى جليا فى مشهد انتخابات المصريين فى الخارج الذى بعث برسالة قوية مفادها بأن مصر وطن يعيش داخل كل مصرى بعيدا عن وطنه، يكبر كل يوم بقدر ما يتم على أرضه من عمل وإنجاز، وأكد برسالة حب وانتماء ووفاء وهو يرفع علم مصر ويهتف لها، وغنى بكل مشاعره تحية لجيشها وعرفانا بفضل شهدائها الذين قضوا دفاعا عن الوطن والعِرض والكرامة، وأثبتوا برسالة إصرار أن مصر تستحق فقطعوا المسافات الطويلة وتكبدوا عناء السفر ليصلوا إلى مقار السفارات والقنصليات ليقولوا لمصر نعم.. لم يبخلوا بالجهد والمال وقرروا بعفوية وحب شديدين أن يحولوا انتخابات الرئاسة إلى استفتاء جديد على حب مصر، وتجديد للمنهج الذى تسير به. فلم تكن مشاركة المصريين من أجل اختيار الرئيس فقط، لكنه بالإضافة إلى هذا كان تأكيدا للأولويات التى قررها الشعب، وتكليفا مستمرا لاستكمال ما بدأ منذ ٣٠ يونيو وحتى الآن من ضرورة السعى الدءوب نحو الاستقرار وإعادة بناء الدولة على أسس قوية تستشرف المستقبل، خصوصا بعد أن خرجنا من مرحلة الفوضى التى عمت المنطقة كلها بأقل الخسائر بالمقارنة بما حدث ويحدث حولنا بفضل جيش وطنى متماسك وشرطة استردت عافيتها بمساندة ودعم ظهير شعبى أدرك بفطرته ومخزونه الحضارى خطورة المرحلة وحجم المؤامرة التى تستهدفه، وبعد أن تعلم الدرس ولم تعد تنطلى عليه كلمات رنانة لا تساوى مهما كانت ضياع الوطن أو سقوطه. لذلك فالمشاركة الإيجابية للمصريين بالخارج رسالة للداخل ومقدمة لحضور كبير للمصريين ليستكملوا الصفعة التى وجهوها لكل الذين كانوا- وما زالوا- معاول هدم جاءوا إلى مصر دعما للمؤامرة الكبرى، وظلوا يتلونون تارة بلون الوطنية، وتارة بلون الوصاية على الشعب، وتارة بلون البراءة والخوف على حقوق المصريين الإنسانية، وتارة بلون رمادية الدعوة للمواطنة، وتارة بلون حقوق الأقباط، وهم لا يعرفون أن كل الأقنعة التى يلبسونها شفافة تكشف عن وجوه قبيحة ومفضوحة. ومن هول تلك الصفعة لم يستطيعوا رؤية المشهد الواضح للعيان، ولم يستوعبوا الدرس الذى أكده المصريون منذ ٣ يوليو ٢٠١٣، وفى ٢٦ يوليو من الشهر ذاته، فطلبوا من المصريين أن يلتزموا بيوتهم ولا يخرجوا، فجاء الرد صادما ومزلزلا فى طوابير طويلة أمام السفارات فى عز البرد والمطر فى أوروبا وفى شمس وحر الخليج فى رسالة قوية لهؤلاء الكارهين.
الرسالة جاءت من المصريين فى الخارج واضحة، وأعتقد أن المصريين فى الداخل التقطوها جيدا وسوف يعيدونها للعالم كله بتوقيع بسيط ومُعجِز بأننا نحن شعب الإنجاز والإعجاز لذلك أخى المواطن المصرى الأصيل:
إياك والكسل وتثبيط الهمم التى لا مجال لها الآن فاحذر السقوط فى الفخ الذى ينصبه لك من يريد بنا وبوطننا السوء، لتكن حذر من الفرصة التى ينتظرها هؤلاء ليهددوك بها فيما بعد فى أمنك واستقرارك.
انزل بكثافة وشارك بحماس كما لم تفعل من قبل وأثبت للدنيا أنك من بيده حق تقرير مصيره، ومن يمنح الشرعية إن أراد ومن يسلبها أن لزم الأمر كما فعلتها من قبل.
أوعى تتخاذل وتقول إيه لازمتها وقفة طابور الانتخابات.. أنت أذكى من ذلك.
تحيا مصر وحفظها الله وشعبها وجيشها