الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رسالة الصوم للكردينال مار بشارة بطرس الراعي

الكردينال مار بشارة
الكردينال مار بشارة بطرس الراعى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى رسالته السادسة، كتب الكردينال مار بشارة بطرس الراعى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، كتب عن عدة زوايا للصوم؛ فمن الناحية الجسديّة، الصّوم هو الامتناع عن الطعام والسّوائل، ما عدا الماء، من نصف الليل حتى الظهر، والانقطاع عن أكل اللحوم الحليب ومشتقاته والبيض فى أيام محددة نذكرها فى القسم الثانى من هذه الرسالة.
ومن الناحية الروحيّة هو قوت النّفس وغذاء الروح ودواء يُعطى الخلاص والتكفير عن الخطايا ويقترن بالصّلاة والإماتات فيُصبح الطّريق المختصَر للوصول إلى السّماء، على ما يقول القديس أمبروسيوس.
ومن الناحية الاجتماعية، هو التّصدّق عيّنًا ونقدًا على المحتاجين، فى مختلف حاجاتهم، كما يصفها المسيح: «كنتُ جائعًا، عطشانًا، عريانًا، غريبًا، مريضًا، سجينًا»، لا تقتصر هذه الحاجات على البُعد المادّى، بل تشمل أيضًا الشَّأن الروحى والمعنوى. ومن الناحية الإنمائيّة، هو القيام بمبادرات ومشاريع توفِّر فرص عمل لشبابنا.
أما عن الغاية من يقول بطرس الراعي؛ إن الصّوم إعداد الذّات للعبور من حالة الخطيئة إلى حالة النّعمة، «من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد». أليست الطّبيعة، من بعد أن تجرّدت أشجارها من عتيق أغصانها وورقها، تدخلُ زمن الرّبيع لتلبس ثوبًا جديدًا، وتزهر لكى تعطى ثمارها لحياة البشر؟ كم نحنُ بالحريّ أفضل منها.
لا يتوخّى زمن الصوم فرض أصوام وإماتات تفوق طاقتنا البشرية لأنّ الربّ يريد «رحمة لا ذبيحة»، وألا تكون خياراتنا فى الأطعمة والأشربة سببًا للخصام مع إخوتنا لأنّ المحبّة هى التى تجب أن تحكم أوّلًا فى كلّ أصوامنا. لكن ما يجب التيقّظ له أيضًا هو أن لا يتحوّل أكلنا وشربنا ليكون سبب عثرة لأخينا. فلتتحول كلّ أصوامنا لمجد الله.
والصّوم وسيلة للانتصار على الجسد والأهواء الرّديئة. فالسيد المسيح انتصرَ بصيامه على تجارب الشّيطان الثلاث، الذى حاول إغراءه للسّقوط فى شهوات العالم التى يختصرها يوحنا الرّسول بثلاث: شهوة الجسد بتجربة تحويل الحجارة إلى خبز، وشهوة العين بتجربة الحصول على جميع ممالك الدّنيا ومجدها، وكبرياء الحياة بتجربة رمى السيد المسيح ذاته من أعلى الهيكل، فيحمله الملائكة على أكفّهم لئلّا تصطدم رجله بحجر.