الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة نيوز" تخترق العالم الخفي لأطفال الشوارع.. سرقة وجنس ومخدرات

احد اطفال الشوارع
احد اطفال الشوارع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
داخل قصر أثري تهالكت جدرانه عبر مرور الزمان، كانت تسكنه قديمًا عائلة ملكية، وأصبح ملكًا للدولة بعدما تبرعت به آخر وريثة قبل وفاتها، ليصبح وكرًا لأطفال الشوارع الذين لم يجدوا مأوى لهم غير حديقة ذلك القصر المهجور، فتجمع أصدقاء السوء الذين وجدوا أنفسهم مشتركين في نفس الظروف مع غيرهم، فأصبحوا يتقاسمون كل شيء فيما بينهم وينامون على أجزاء من الكراتين الورقية عند حلول الليل.
«البوابة نيوز» توجهت إلى حديقة القصر المهجور بشارع أحمد أنسى بقلب حلوان، والتقت أحد أطفال الشوارع ويدعى «مصطفى. م»، ١٤ سنة، ومقيم بعرب راشد، ويروي تفاصيل تركه للمنزل بعد وفاة والدته منذ ٣ سنوات، قائلا: إن والده عامل بورشة سمكرة ويقوم بضربه بوحشية يوميًا ليعمل معه، إلى أن قرر ترك المنزل هاربًا من معاملة والده السيئة، والعيش في الحديقة، وهناك تعرف على ٨ أولاد من نفس عمره، ودارت صداقة بينهم في اليوم الأول، واشتغل بمسح السيارات في إحدى الإشارات، وبعد مرور يومين تعرف على كل من «مصطفى زريبة» و«أبو إسلام» و«أم جيهان» العقول المدبرة والمتحكمين بجميع من يمكث بالحديقة، وقاموا بعرض المهام الجديدة عليه بالاشتراك مع المدعو أحمد بقو ومحمد سوادة، في تنفيذ سرقات واقتسام الأموال بعد السرقة، بالإضافة إلى الحصول على الجنس مع أم جيهان مقابل العمل اليومي وإعطائها نسبة كبيرة من عوائد بيع المسروقات.
ويروي «مصطفى»، أنه عندما كان يرفض ارتكاب السرقات كانوا يأخذونه للحديقة ويتناوبون الاعتداء عليه بسلاح أبيض، واصطحابه رغما عنه في تنفيذ السرقات، وقام بتنفيذ أكثر من ٦ سرقات من محال تجارية متنوعة بحلوان، وكانت السرقات عبارة عن أدوات حديدية وعربات حديدية، خاصة برفع المواد وشبابيك ألومنيوم، وقُدرت المسروقات بمبلغ ١٠ آلاف جنيه، يتحصل على عمولته ربع ثمن المسروقات بعد بيعها لعميلهم سيئ النية ويدعى «حمو زين» تاجر خردة فى منطقة الملأة بحلوان.
وأكمل أنه كان ينام لمدة ٤ أيام في الحديقة، ثم يرجع للمنزل للاطمئنان على أشقائه ويعود مرة أخرى، وكان ينفق الأموال التي يحصل عليها على الطعام وشراء الملابس ولعب البلاي ستيشن.
وفي السياق نفسه، يروي «أحمد بقو»، ١٨ سنة، أحد أطفال الشوارع واحد ضحايا، التشكيل أنه يعمل معهم منذ سنة تقريبًا، ونفذ أكثر من ٢٠ واقعة سرقة، وكان يحضر المسروقات للزعيم مصطفى «زريبة»، وهو من يقوم ببيعها لدى عميلهم ويقوم بتوزيع الأموال عليهم حسب النسبة، وأنه تم القبض عليه أثناء سرقته مشغولات حديدية خاصة ببنزينة بشارع منصور بحلوان منذ فترة زمنية، ولكن تنازل المُبلغ وتم إخلاء سبيله.
وأضاف «بقو» أن أكثر من يتناولون الأقراص المخدرة داخل الحديقة من الأموال الذين يتحصلون عليها ويقع نصيب الفرد منهم يوميًا في حدود ٥٠٠ جنيه من متحصلات السرقة، وتتدخل سيدة تدعى «أم جيهان» وتمارس معهم الجنس الجماعي مقابل اقتسام الأموال معهم واستدراجهم مقابل الجنس.
وفي الموضوع ذاته، أكمل الحديث أحد أصدقائهم ويدعى أحمد خالد، ٢٠ سنة، قائلا، إنه يقوم بأعمال التسول والشحاذة لجلب قوت يومه بعدما قرر ترك منزل والديه بسبب سوء معاملتهم وشعوره بكرههم له، وأصبح يمكث بالحديقة ويلف على مطاعم المأكولات لكسب استعطافهم وأخذ وجبات مجانية، ويتحصل في اليوم الواحد على مبلغ ١٠٠ جنيه من أعمال التسول.