السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حق مريم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوجع كل الوجع في خبر وفاة مريم الطالبة المصرية المعتدَى عليها بالعنصرية في بريطانيا في مدينة "توتنجهام". وجاء الخبر مؤلمًا مشوقًا بنزيف الحزن والأسى، في قلوب كل المصريين، إن منظمات حقوق الإنسان في بريطانيا صداع في رأس مصر، فهل لها من تواجد في قضية مريم وهي في بلادهم، أم أن أصحابها يتشدقون صباح مساء بالحريات في مصر والادعاءات الباطلة من الـ"بي بي سي"  وتلفيق التهم الباطلة بحجة الاختفاء القسري، وحكاية أم زبيدة، وآخِرها طلب المندوب السامي البريطاني زيارة مرسي العياط في سجنه، بأي حق يفرضونه على مصر، فلم يدركوا وهم في حالة من الغياب أن مصر لم تكن تحت وصاية الدول، لقد آوت بريطانيا العناصر الإرهابية مدافعة عنهم دفاعًا مريرًا، فإذا كانت دول تدعم داعش لضغط على الدول العربية، فإن بريطانيا راعية حقوق الإنسان تدعم العناصر الإرهابية بكل قوة وصلابة، متخذة ذريعة حقوق الإنسان، وقد استماتت لإثارة قضية ريجيني وادعائها بأنه قُتل بأيدي المصريين، وقد أذاعت وتكهنت بحادثة الطائرة الروسية قبل بدء التحقيقات.
إن حق مريم ولم لن يضيع، فلم يكن اليوم كالأمس، وقد أعجبني تصريح السيد سامح شكري مباشرة بقوله: إن حقها لن يذهب سُدى، وأتساءل، مثل كل المصريين: لقد سمعنا مريم، عبر المحطات الفضائية، تحكي قصتها وقد تماثلت تقريبًا للشفاء، فكيف ماتت؟! إن الأمر شائك جدًّا. 
أين حقوق الإنسان وصداعها المزمن؟! فقد كتفت ألسنتهم وضاعت عباراتهم التي تثير الغبار علينا بين الحين والآخر، واضعة مصر في اتهامات جزافية باحتراف وتلفيق القصص، لقد تعرضت مريم من عدة أيام للسحل والضرب من هؤلاء الفتيات العشر اللائي قُمن بسحلها مرتين لمسافة عشرين مترًا دون سبب يُذكر، في بلد الحريات والديمقراطية كما تدعي، والآن قد تحولت القضية من الاعتداء إلى ضرب أفضى إلى الموت بما يفيد القتل.
إن على كل مصري وعربي أن يتبنى قضية (مريم كلنا) ويعبرون عنها ويترجمون قصتها عبر كل وسيلة إعلامية وتواصل اجتماعي، لقد فضحت بريطانيا مصر بقضية ريجينى، ومصر بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، رغم ذلك أقامت قنواتهم الفضائية عرسًا على تلك القضية. 
إن من يحتضن الإرهاب يفعل كل شيء ويعطي لنفسه حقًّا في إدانة كل الناس، فالإجرام متأصل فيمن يرتمي في أحضان بريطانيا، فلم نر شريانًا منهم ينتفض لمقتل مصرية طالبة ضعيفة، فقد غابت وذابت دماؤهم ونخوتهم وضاعت أصواتهم وأبواقهم، لقد تفننوا في الأكاذيب.
إن أملنا في "الخارجية" كبير في طرح القضية، إن أملنا في شبابنا عظيم في ترجمة قصة مريم للعالم. كلنا مريم.