«ناس تتوه فى البحر أسوأ العذاب وأمر.. وناس غلابة رزقهم من خرم إبرة يمر عايشين كده فى المحن ولا شافوا لحظة تسر»، تنطبق تلك الكلمات على بطل قصتنا عمنا سيد، الذى أرغمته الأيام على البحث فى القمامة عن الورق الكرتون والزجاجات البلاستيكية ليوفر قوت عياله.
عم سيد، صاحب الـ٦١ عامًا، قال فى حديثه لـ«البوابة»: «بنزل كل يوم أدور على الورق الكرتون والصفيح فى الزبالة عشان ألاقى أكل أنا ومراتى وبنتى»، مضيفًا: «كنت زمان شغال عامل روبابيكيا لكن رجلى وضهرى تعبونى وخلاص ذاكرتى خانتنى مقدرش وأنا فى سنى ده أشيل غسالة ولا تلاجة أنزل بيها من بيت».
وتابع: «شغلى سبب لى المرض، غير كسرة النفس اللى الواحد فيها وهو بيدور فى الزبالة بقرف، حتى آكل بإيدى وأنا بشتغل، فبعقد بالجوع طول اليوم لحد ما أروح أغسلها بالمطهر بس هعمل إيه غصب عنى مين هيرضى يشغلنى بعد ما عديت الـ٦٠».
وأضاف الرجل الستينى «أؤجر التروسيكل بـ١٠ جنيه فى اليوم بلف بيه حوالى ٩ أو ١٠ ساعات، وآخر كل يوم برجع بالصفيح والكرتون اللى لميته بيطلع لى ٢٠ أو ٣٠ جنيها، بشيل منهم اللى أقدر عليه عشان أول الشهر ورايا إيجار وميه ونور واللى يفضل بجيب بيه أكل لمراتى وبنتي».
واستكمل: «مش بلوم على حد فى اللى أنا فيه، أنا راجل مش متعلم ومفيش صاحب شغل هيرضى يشغل حد فى سني»، مضيفًا: «بنتى الوحيدة عندها ١٥ سنة يدوب بأكلها بالعافية ومقدرتش أدخلها مدرسة». واختتم «الناس بتتعاطف معايا ومحدش بيضايقنى ومبعرفش أمد إيدى حتى لو مش معايا فلوس أتعشى.. عمرى ما قلت لحد إدينى حاجة لله».
