الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات البوابة.. مونودراما "ليلى"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
١
أنا «ليلى» التى تطوّرتْ
واحترفتْ القفز فوق الفخاخ
المُغرية جدًا
دون أن يبلعها ألم!
«ليلى» التى لا ترتعش
حين تدلف إلى القبو
تتفيّأ بعباءة مسخٍ مُتغضّن
يحتضن قلبًا نبيلا
ولا تدخل إلى المعبد
لتخلع الروح قُربانًا
بصحبة رجلٍ وسيم
بقلب ذئب
مُتأهٍب جدًا
لانمحاء فريستِه!
«ليلى» التى تعدّ ندوب الروح
حين تتوسّد الليل
لا لتجترّ تاريخًا من الحماقة
بل لتراقب نضوجها عن كثب
وهو يتبختر فى رداء ملكةٍ مُقاتِلة
بنهديّن مُكتمليّن
لاذعى الحليب
ويصمّ أذنيّه عن أبواق الحنين
المُستهتِرة
التى تدعوه لنبذ التعقيد
ودُوار موجاتِه
والاحتماء ببساطةٍ طفولية غافلة
قد تزيح أشباح الأرق الليليّ!
«ليلى» التى تزدرى وصايا النساء
تُقشّرها عن جلدِها الغضّ
تدفنها فى أعماق الصحاري
تُقيم الأضرحة فوق أطلالِها
وتَحتسى الجعّة
لأن إيزيس صرخت فى أذنيْها
قُرب سَرير الولادة
بأسرار العِصيان المقدّس!
«ليلى» الوحيدة باختيارها
لأن جموعًا من النائمين
لا تروى عطشًا أو تُسكِت نهمًا
لتنين الحكمة المتوحش
المُتقافز بلا كلل
فى كهوف الحشا!
«ليلى» المتأملة فى فُسيفساء الكون
المُسافِرة على بِساط التيه
التى باعت الروح للعالم السفلي
لتقتل خوفَها
وربحت الصفقة!
«ليلى» التى نجحت
فى أنسنة
ضوارى الغابة
وشاركتهُم العَشاء!
٢
أعرف أن العاديين لا يناسبون النار بدَمى
حين أُخالطهم أختنق، أسعُل، أموت
أتألم، أتمزّق، أُستَلب
تنبعث من ملابسهم
روائح الإذعان والأمان الزائف
تنساب من شفاههم
وصايا الموتى
تنسخهم أمواتًا بدورِها
وأنا أسيرة لشبق الحياة
لا تنحنى هامتى لمقاصِل القدر
أعرف أن السهام الحادة
التى اخترقت لحمَ الروح
أدراج تنتشلنى من وحل العادي
حين أتعمّد التعامى
وألتحف بالغفلة
تبشّرنى بشمس المعنى
فى نهاية أنفاق التجربة
آهٍ من تلك المُختالة القاسية
لا يعنيها المُتوارين رُعبًا
من فوضى الهزّات الأرضية
لن تأخذها بى شفقة
لن ترانى حقًا
إلا حين أمزّق ثوب الوداعة
وألقى به لحيتان النهر
فلا تَبقى له ذكرى أو أثر
لتتجلّى الذئبة بداخلى فى وضوح القمر
لترقص فوق عظام الذين مرّوا فوق عُشب الروح
ولم يتركوا إلا تصحّرًا
الآن يذهبون إلى مكانهم المناسب
فى قيعان النسيان
وأُحلّق أنا بجلدٍ جديد
تحرسهُ أفعى حكيمة
وتباركُه بأنفاسِها الأمومية
تلك التى تتشابه
مع النار بدَمى!
٣
تركتهم ورائى
جثثًا جثثًا
عبَّدتْ الطريق إلى كهف الحقيقة
أزالت الحجاب عن مرآة ذاتى
سيشتبكون مع أُخريات بالطبع
لأن جوهرهم النيّء
لا يعرف لسعة الأنوثة الكاملة
سليلة الأزمان القديمة
جوارى يسدّون بهنّ
ثغرات الوقت وانطمار الروح
ما سيكتشفونه لاحقًا
أن النسيان لن يُريحهم أبدًا
أو قد تأخذه شفقةٌ بتخبّطهم
بعد انخلاعى
وسيبقى طَعمى اللاذع
خالدًا مستلقيًا
متدثّرًا بالنزَق
فوق دفاتر أيامِهِم!


قصيدة لـ «مريم كساب»