الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الإنجيلية" تستكمل احتفالات الإصلاح.. وتبني وترمم 21 كنيسة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد عام 2017، بالنسبة للكنيسة الإنجيلية المشيخية أحداثًا عدة، ويعد الحدث الأبرز فيها احتفالها بمرور 500 عام على الإصلاح الديني، والذى نتج عنه المذهب الإنجيلي. 
وأقامت المذاهب الإنجيلية عن الكنيسة المشيخية احتفالات منفصلة لهذا الحدث، وكان الاحتفال الرسمى فى كنيسة قصر الدوبارة بوسط البلد، والذى شهد حضور العديد من الشخصيات العامة والمسئولين من قبل الحكومة وأعضاء مجلس النواب والسفراء الأجانب.
ففى نهاية أكتوبر الماضي، احتفل سنودس النيل الإنجيلى المشيخى بمصر – المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، بمقر الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الجديدة. وتضمن برنامج الاحتفال عرض فيلم عن الإصلاح الدينى فى أوروبا ومصر، تم تصويره فى أماكن الإصلاح بأوروبا. 
شارك فى الاحتفالية الدكتور القس جورج شاكر، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، الدكتور القس عاطف مهني، رئيس سنودس النيل الإنجيلى المشيخي، الدكتور القس غسان خلف، الدكتور القس كمال يوسف رئيس لجنة الإصلاح، الأنبا أنطونيوس عزيز مطران الأقباط الكاثوليك.
وفى 18 نوفمبر احتفلت الكنيسة الإنجيلية فى مصر، بمقرها فى قصر الدوبارة، حيث شارك فى الاحتفال رئيس الكنيسة الإنجيلية بألمانيا هنريك بيدفورد ستروم، ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر د. القس أندرية زكي، وحلمى النمنم وزير الثقافة، ووزير النقل د. هشام عرفات، ومحافظ القاهرة عاطف عبدالحميد، وسفير الفاتيكان بالقاهرة برونو موزارو، ونقيب المحامين سامح عاشور، وأسقف شبرا الخيمة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا مرقس، ووزير التنمية المحلية السابق أحمد زكى بدر.

إصلاح لوثر
وعلى هامش الاحتفالات بمرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلى، صرح هامش القس سهيل سعود، بالكنيسة الإنجيلية اللبنانية لـ«البوابة نيوز» بأنه بعد دراسة موضوعية لكتابات وحياة ومواقف مطلق الإصلاح الإنجيلي، المصلح مارتن لوثر، تغيرت نظرة الكنيسة الكاثوليكية والبابوات، فى العصر الحديث إليه، وظهر هذا التغيّر فى تصريحات، منها:
البابا يوحنا بولس الثانى، فى العام ١٩٨٣، بمناسبة ذكرى مرور ٥٠٠ عام على ولادة لوثر، عندما قال: «لوثر هو اللاهوتى الذى ساهم فى طريقة كبيرة، فى تغيير راديكالى فى الواقع الكنسى والعلمانى فى الغرب، إن عالمنا لا يزال يختبر تأثيره الكبير على التاريخ حتى اليوم».
وتابع البابا: «الذكرى هى مناسبة للتأمل بحقيقة مسيحية، ووضوح فى ذلك الحدث المحفور فى التاريخ، الذى هو زمن الإصلاح.. لقد حان الوقت ألا نبعد أنفسنا، وننظر نظرة واقعية إلى الأحداث التاريخية، ونتأكد أنها تُفهم بشكل أفضل وتثار بشكل أفضل».
البابا بنديكت الرابع عشر، فى ٢٣ أغسطس من العام ٢٠١١، وأثناء زيارة الدير الذى قضى فيه لوثر ٦ سنوات من عمره كراهب أوغسطينى، فى «إيرفرت» فى ألمانيا، صرح قائلا: «مارتن لوثر هو مصلح عصره، الذى انتقد كنيسة لم تكن نموذجا يحتذى بها.. مارتن لوثر طرح ويطرح تحديا روحيا ولاهوتيا لكاثوليك اليوم، فالذى شغل فكر وحياة لوثر باستمرار كان سؤاله عن الله، كيف أجد إلهًا منعمًا؟ وهو الشغف العميق الذى ساد عليه كل حياته، هذا السؤال الذى أصابه فى الصميم، يمكن وضعه فى إطار بحثه اللاهوتى وصراعه الداخلى، فبالنسبة للوثر، لم يكن اللاهوت دراسة أكاديمية، وإنما هو صراع نحو الذات، والذى هو فى نفس الوقت، صراع مع الله ولأجل الله».
البابا فرنسيس، وبعد مرور ٤٩٩ عامًا على الإصلاح الإنجيلى، فإنه فى ٣١ أكتوبر ٢٠١٦، زار مدينة «لوند» السويدية، وشارك مع الكنائس اللوثرية فى الصلاة. 
وصرح قائلا: «مارتن لوثر كان غاضبا من خطايا الكنيسة فى القرن السادس عشر، لانغماسها فى الأمور الدنيوية»، كما قال: «بامتنان، نحن نعترف ونقدر، بأن الإصلاح ساهم فى إعطاء الكنيسة الكاثوليكية، اهتماما ومركزية أكبر للكتاب المقدس، فى حياتها وحياة أعضائها»، ثم أكد ضرورة استمرار الأبحاث والدراسات التاريخية واللاهوتية المشتركة، بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اللوثرية، التى تقود إلى فهم موضوعى لأحداث ولاهوت الإصلاح قائلا: «علينا أن ننظر بمحبة وصدق إلى تاريخنا، ونعترف بأخطائنا ونسعى للمسامحة والغفران... نحن نتوق لأن نشفى هذا الجرح، فى جسد المسيح، هذا هو الهدف من سعينا المشترك، الذى نسعى لتنميته بتجديد التزامنا فى الحوار اللاهوتي».
مما لا شك فيه، أن الذكرى التاريخية، وتصريحات البابوات الحديثة، والتوبة أمام الله، والاعترافات الصادقة المتبادلة بين الكنائس فى العالم، لها نتائجها الإيجابية، على علاقات الأفراد المسيحيين والكنائس مع بعضها البعض، من المؤكد أنه لا يمكن تغيير التاريخ الماضى، إذ لا يمكن تقديم تاريخ مختلف، لكن من الممكن فى ذكرى مرور ٥٠٠ عام على الإصلاح الإنجيلي، أن نغير حضور الماضى فى الحاضر، لهذا نحن مدعوون ككنائس مشرقية، أن نقدم فى الحاضر شهادة مسيحية صادقة مشتركة، فى زمن تشهد فيه الكنيسة، فى مشرقنا العربى، تحديات وصعوبات جمة، حتى يؤمن العالم، أن الله أرسل ابنه يسوع المسيح ليخلص البشر، لتكون لهم حياة، ويكون لهم أفضل.
بناء وترميم 21 كنيسة إنجيلية 
من المقرر أن تبدأ الكنيسة فى بناء وترميم الكنائس التى حصلت على ترخيص، ففى نوفمبر الماضي، وافق محافظ المنيا اللواء عصام البديوي، على 21 طلبا مقدما من الطائفة الإنجيلية برئاسة الدكتور القس أندرية زكي، ما بين تصاريح بهدم بناء وترميم وتعلية الكنائس. 
وقالت الكنيسة الإنجيلية إنها تقدمت بـ21 طلبا إلى محافظ المنيا، خلال عام 2017، لهدم وبناء وترميم كنائس، مشيرة إلى أن اللواء عصام بديوى وافق على جميعها، وضمت الموافقة على إحلال وتجديد مبنى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بسمالوط، وتعلية السور الخارجى لمبنى كنيسة الأخوة البليموث بقرية اتليدم، وإحلال وتجديد مبنى كنيسة الله بمدينة المنيا، ونقل العبادة من الكنيسة الرسولية الإنجيلية الكائنة بعزبة النخل التابعة لقرية حسن باشا إلى مبنى جديد مملوك لهم فى ذات القرية.