الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صدام حسين.. بطل حتى النهاية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم منذ 14 عاما وضعت القوات الأمريكية كلمة النهاية لحياة "صدام حسين"، والذي تم القبض عليه في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003 بعد هروب دام قرابة التسعة أشهر، بعد سقوط العراق في أبريل من العام ذاته.
هو صدام بن حسين بن عبدالمجيد بن عبدالغفور بن سليمان بن عبدالقادر الناصري التكريتي، الذي ينتمي إلى عشيرة البيجات، والمولود في أبريل 1937 لعائلة تمتهن الزراعة، توفى والده قبل ولادته بستة أشهر وتعددت الأقاويل التي فسرت سبب وفاته ما بين وفاة لأسباب طبيعية أو مقتله على أيدي قطاع الطرق بعدها بفترة قصيرة توفى الأخ الأكبر لصدام وهو في الثالثة عشرة بعد إصابته بالسرطان، وتزوجت أمه بعد وفاة أبيه وبعد عدة سنوات هرب من بطش زوج أمه ليعيش مع خاله الذي شجّعه على استكمال تعليمه، درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة عامي 1962 و1963، ثم أكمل دراستها في جامعة بغداد وتخرج في كلية الحقوق 1973.
كان الحس الثوري القومي هو الطابع لتلك الفترة من الخمسينيات والذي انتشر مدة عبر الوطن العربي والعراق، كما كانت القومية العربية التي دعا إليها جمال عبدالناصر في مصر دافعًا وحافزًا للبعثيين الشباب مثل صدام، وألهم عبدالناصر الوطنيين في أرجاء الوطن العربي لمحاربة الاستعمار وتوحيد العرب، وقد كان هذا سببًا في العديد من الثورات بعد مصر في كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن.
في بغداد وفي أواخر الخمسينيات كان صدام عضوًا في الفتوة وهي منظمة شبيبة شبه عسكرية على غرار شبيبة هتلر والتي شكلت أثناء حكم الملك غازي في الثلاثينيات كانت أهداف الفتوة تدعو إلى أن يعمل العراق على توحيد العرب بالكيفية نفسها التي وحد بها سكان بروسيا الألمان وبتشجيع من خير الله فإن صدام كان يشاهد في مقدمة أي مظاهرة أو أعمال عنف ضد الحكومة وفي مثل هذه الأجواء من العنف والفوضى فإن قضية كانت مسألة وقت فقط قبل أن يعمد صدام إلى قتل أحد الأشخاص.
ورغم أن صدام يقيم رسميًا في بغداد فقد كان يسافر باستمرار إلى تكريت وكان ينضم لأعمال العنف والتظاهر، عاد صدام إلى بغداد واستأنف ممارسة نشاطه السياسي وكسب قوته بالعمل كمحصل في أحد الباصات ونتيجة لأنشطته في تكريت فإن صدام اكتسب شهرة ليست كتلك التي كان يأمل بها كضابط يتدرب في أكاديمية بغداد العسكرية ولكن كمحرض سياسي لا ينفر من ارتكاب جريمة قتل لتحقيق هدفه.
كان حزب البعث صغيرًا ثلاثمائة عضو فقط عام 1958 م لكن كانت لديه طموحات، وكان لحزب البعث أن يحقق هدفه في الاستيلاء على السلطة فقد كان عليه أولًا الخلاص من الحكومة وهكذا فإن المهمة الرسمية التالية التي أوكلت إلى صدام تتمثل في اغتيال الرئيس العراقي الجديد.
في عام 1959 م شارك صدام مع مجموعة بعثية في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم الرئيس العراقي حينها بعد ظهر اليوم السابع من أكتوبر وخلافًا للترتيبات وبسبب الانفعال سحب صدام مدفعه الرشاش من تحت معطفه وفتح النار على سيارة قاسم قبل الوقت المقرر وقبل أن يتمكن الآخرون من فتح النار تمكن حراس قاسم من مواجهة الموقف وقتل سائق السيارة الذي أصيب في ذراعه وكتفه كما قتل أحد أفراد مجموعة الاغتيال وأصيب صدام في ساقه على يد أحد زملائه.
تمكن أعضاء فريق الاغتيال من الفرار إلى أحد مخابئ الحزب في العاصمة بغداد، أما عبدالكريم قاسم فقد نقل إلى المستشفى وأجرى له العلاج اللازم وتم استدعاء الدكتور تحسين الملا وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث لمعالجة صدام وقال: «إنه لم يكن سوى جرح بسيط عبارة عن كشط» وقد تمت مداهمة المخبأ الذي لجأ إليه فريق الاغتيال إلا أن صدام استطاع الفرار إلى سوريا، حيث قضى هناك ثلاثة أشهر قبل أن ينتقل إلى القاهرة حيث انضم إلى نحو 500 شاب من البعثيين الذين اجتمعوا في العاصمة المصرية وكانت الحكومة السورية قد أرسلت هؤلاء إلى مصر بهدف استكمال تعليمهم.
عمل من جديد على الإطاحة بالحكومة والاستيلاء على السلطة مع فجر يوم 17 يوليو من عام 1968 م استولت وحدات عسكرية يرافقها نشطاء بعثيون مدنيون على مؤسسات عسكرية حكومة مهمة وصدرت الأوامر بالتحرك إلى قصر الرئاسة فاندفعت الدبابات إلى باحته وتوقفت تحت النوافذ حيث كان الرئيس عبدالرحمن عارف ما زال نائمًا في سريره وكان في الدبابة الأولى صدام حسين ببزته العسكرية.
لم يعرف الرئيس عبدالرحمن عارف بالانقلاب إلا عندما سمع صوت الرصاص الذي أطلقته عناصر من الحرس الجمهوري في الهواء للتعبير عن الفرح والانتصار قبل الرئيس عارف الذي تسلم السلطة بعد مقتل شقيقه عبدالسلام عارف بتحطم هليكوبتر عام 1966 م التنحي وكان مطلبه الوحيد أن يضمن الانقلابيون سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش وتمثل دور صدام حسين يومها في مراقبة القصر وضمان عدم تدخل الجنود الموالين لعارف وبحلول الساعة 3 صباحًا كان الانقلاب قد نجح وبعد استراحة دامت ساعات وضع عارف على طائرة متجهة إلى لندن للانضمام إلى زوجته التي كانت تعالج هناك من السرطان وأعلنت إذاعة بغداد أن حزب البعث قد استولى على السلطة.
بعد الانقلاب عُين أحمد حسن البكر رئيسًا للجمهورية فيما كلف صدام بمسئولية الأمن القومي، وقد كان صدام مناسبًا لتسلم هذا الموقع لسابق تجربته للإقامة جهاز حنين والذي حل بعد تسلم البعثيين السلطة لتحل محله مؤسسات أمنية رسمية وكان عمر صدام حسين وقتها 31 عامًا.
وفي نهاية السبعينيات أصبح رئيسًا للعراق في يوليو 1979 ثم دخل حربًا طويلة الأمد مع إيران في نزاع حول شط العرب في 1980، طالت ثماني سنوات ثم قام بغزو الكويت في 1991 الذي كان بداية النهاية لنظامه وكان وراء حصار العراق واتهامه بامتلاك أسلحة نووية، ثم غزوه وتمت مطاردة صدام إلى أن ألقي القبض عليه فى 13 ديسمبر 2003 وتم إعدامه في 30 ديسمبر 2006 ليدفن في قريته «العوجة» في تكريت.