تشير التوقعات إلى أن مصر تخطو بقوة نحو مجال التجارة الإلكترونية لتصبح لاعبًا رئيسيًا في هذا القطاع لما تمتلكه من بنية تحتية في المجال التقني والتكنولوجي، بالرغم من التحديات التي تواجهها في هذا المجال.
وفي تصريحات نقلتها "رويترز" توقع هشام صفوت، الرئيس التنفيذي لـ"جوميا مصر" للتجارة الإلكترونية، وصول حجم التجارة الالكترونية في مصر لنحو 20 مليار دولار في عام 2021، مع توقعات بأن تترواح قيمتها العام الجاري 2017 بين 4 إلى 5 مليارات دولار.
وأوضح أن حجم التجارة الإلكترونية في مصر خلال العام الماضي 2016 بلغ نحو 2.5 مليار دولار بينما ستتضاعف خلال العام الجاري، ثم تتضتعف أربع مرات بحلول العام 2020.
وتشير أرقام وزارة الاتصالات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في أنحاء مصر يبلغ 46.2 مليون شخص، بما يزيد عن 54٪ من مجموع السكان، فيما تحتل مصر المرتبة الـ 14 على مستوى العالم في استخدامات الإنترنت، وهو ما يراه الخبراء أنه يعزز من قطاع التجارة الإلكترونية في مصر.
ووفقًا بتقديرات مؤسسة "بيكر ماكنزي" للاستشارات، فإن مصر وباعتبارها أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان ستكون اللاعب الرئيسي في التجارة الإلكترونية، ولتحصد النسبة الأكبر من هذه التجارة التي ستصل في 2025 بإفريقيا لنحو 75 مليار دولار.
ومن التحديات التي رصدتها سابقًا وزارة الإتصالات وتكنولوجيا أمام التجارة الالكترونية، أن أكثر من 56٪ من إجمالي الأسر المصرية ليس لديها الوعي الذي يجعلها تستخدم التجارة الالكترونية، ورغم ذلك فإن الآمال في مصر واعدة أمام نمو قطاع التجارة الالكترونية.
ونوه هشام صفوت في تصريحاته إلى أن الشركات العالمية مهتمة بالسوق المصري وهو ما يعكسه انضمام 4 مستثمرين جدد إلى جوميا في 2016، ولهم نشاط في مصر، بينهم "أورنج" للاتصالات و"أكسا" للتأمين و"جولدمان ساكس" و"المؤسسة البريطانية للاستثمار"، من خلال ضخ استثمارات بحجم 480 مليون دولار، منها 170 مليون دولار سيتم ضخها في مصر حتى عام 2021، وستخصصها لقطاعات التكنولوجيا والدعاية والعمليات اللوجستية.
ولفت الرئيس التنفيذي لـ"جوميا مصر" إلى أن عدد العمليات التجارية والزائرين من مصر إلى المنصة التجارية لـ"جوميا مصر" يتضاعف بشكل كبير، وبلغ عدد العمليات في "البلاك فرايداي" وهو "يوم الخصومات" بلغ 50 ألف عملية في 2015، ثم 150 ألف عملية في 2016، ونستهدف هذا العام في البلاك فرايداي الوصول إلى 800 ألف عملية، مشيرًا إلى أن حصة "جوميا" 42% من حجم السوق، متوقعًا أن يصل عدد من تلقوا خدمات تجارة إلكترونية عبر منصتهم إلى 1.5 مليون شخص من 2012 إلى نهاية 2017.
ومن بين التحديات التي تواجه جركة نمو التجارة الالكترونية، وفقًا لما رصدته مؤسسات محلية ودولية، بينها وزارة الإتصالات صعوبة الشحن والنقل، وبعض الجوانب المالية والقانونية، بخلاف عدم الاعتراف القانوني بالعقود الالكترونية، وهي تمثل نحو 24٪ من معوقات الاستخدام المنزلي، مع النقص في وجود وسائل دفع مريحة على الانترنت، وهي تمثل نحو 16% من المشاكل.
وقال الخبير الاقتصادي مختار الشريف في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إنه رغم التحديات فإن الفرص كبيرة أمام مصر لتحقيق نقلة نوعية في قطاع التجارة الالكترونية، خصوصًا أن العديد من الشركات تعمل على ابتكار حلول عديدة لمواجهة مختلف المعوقات والتحديات، لتجاوز نظم الدفع الإلكتروني بالدفع النقدي عند الإستلام، وتنظيم حملات مشتركة عبر مواقع البيع الإلكتروني بتقديم تسهيلات في البيع وخيارات توصيل السلع إما من خلال شركات الشحن السريع، أو التوصيل المنزلي، والعمل على تعزيز الوعي بالتجارة الالكترونية.
وتشير الأرقام العالمية، لمؤسسات مثل "بيكر ماكنزي" و"الأونكتاد" وغيرها إلى أن الإنفاق على التجارة الاكترونية عالميا ارتفع من 1.2 تريليون دولار في 2013 إلى 1.7 تريليون دولار في 2015 ومن المتوقع أن يصل إلى 2.3 تريليون دولار في العام الجاري 2017.
إلا ان "الشريف" يري أن هذه الأرقام تتيح لدول عديدة، خصوصًا مصر حصد حصص من السوق العالمي والذي ينمو بشكل كبير.
وتشير بيانات التجارة بعض مواقع التجارة الإلكترونية إلى أن زوار الموقع من مصر والشرق الأوسط، خصوصًا من الشباب ينمو بشكل كبير فوفقًا لتصريحات هشام صفوت، فقد بلغ 9 ملايين زائر شهريًا حاليًا، والمستهدف 18 مليون زائر في البلاك فرايداي هذا العام.
وقال محمد محمود المرسي متسوق إلكتروني أن سوق التجارة الالكترونية هو السوق القادم، والذي يستقطب الشباب بصفة خاصة، ويعطي خيارات سعرية وسلع متنوعة، مشيرًا إلى أنه تعامل أكثر من 20 مرة مع الأسواق الإلكترونية، والسعر كان أفضل، والدفع تم نقدًا أو من خلال أصدقاء لديهم بطاقات ائتمانية.
وأشار إلى أن سوق التجارة الإلكترونية في مصر يتنافس عليها شركات عالمية مثل "علي بابا" و"جوميا" و"سوق دوت كوم"، و"نيكست"، و"ماي يو إس" و"يا قوطه" وغيرها والتي تعرض مئات الآلاف من المنتجات.
