الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

حكايات المعتقلين العرب في "زنازين إيران"

سجناء يروون لـ«» معاناتهم خلف الأسوار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجلوس على البوتاجاز والزجاج المكسور.. أبرز أنواع التعذيب 
الطعام المسموم وجبة المساجين المتمردين
معلم عربى: سممونى داخل السجن وأصبت بـ«سرطان دموى»

عكفت إيران خلال السنوات الأخيرة على التوغل داخل الأراضى العربية، وتصدير الثورة الخمينية، وخلق مراكز قوى للسيطرة على قرارات تلك الدول، فيما اتبعت استراتيجية حاولت من خلالها تقديم نفسها كدولة متقدمة ونموذج مبهر يُقتدى به لإغواء الشباب بتجربتها والانصياع لها والانبهار بحضارتها. وسخر نظام الملالى آلته الإعلامية لتلميع تلك الحضارة، وتشكيل مفارقة مع الواقع العربى الذى تسعى إلى تضخيم أزماته وإظهار الدول العربية فى مظهر العاجز أمام التجربة الإيرانية، لاستقطاب الشباب. 
ويعد الداخل الإيرانى أشبه بالغرف المظلمة، أو المناطق المحصنة، ولا تخرج الأزمات الداخلية والمظاهر السلبية إلى العلن، ولا يسلط عليها الضوء، خاصة أن هناك حصارًا مفروضًا على وسائل الإعلام، وغير مسموح بسبر أغوار تلك المناطق، وفُرض عليها مسار محدد لا تستطيع الخروج عنه، وهو تلميع إيران وتبييض وجهها، وتقزيم دور الدول العربية بجوارها، لكن الكواليس تختلف تمامًا عما يعرض على مسرح المؤامرات، وخلف الأسوار أسرار مغايرة. 
كشفت تقارير حقوقية دولية، عن أن إيران التى تحتل الترتيب الـ19 عالميًا من حيث عدد السكان، جاءت فى المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث عدد السجناء، بحسب إحصائيات دولية. 



إبراهيم الأحرارى عذبوه لاعتراضه على سب الصحابة
يقول إبراهيم الأحرارى الخلفي، إن القصص التى عاشوها داخل المعتقلات، والتنكيل بهم لا يصدقها أحد، وشهدنا فى كل سنة إعدام وقتل شبابنا وعلمائنا، معظم هؤلاء، لا أحد يعرف عنهم شيئًا وسط حالة من التعتيم الإعلامي، وقبل ٣٥ عامًا تعرضت للاعتقال، وكنت أعمل معلمًا. 
وأضاف: «بدأت دراستى فى مركز لتربية المعلمين، وكنت فى إحدى الجلسات بمدينة «نيجور» فى منطقة جنوب شرق إيران فى بلوشستان، وكانت الجلسة لأحد المسئولين بهذه المنطقة». 
وأعلنت اعتراضى على المشاكل التى يواجهها أهل السنة، وكان خامنئى رئيس الجمهورية فى إيران، وخطب الجمعة تسب أبو بكر وعمر وعائشة بطريقة مستفزة، فقلت لمندوب أهل السنة فى المجلس يجب أن تعترض على مثل هذه الممارسات، خاصة أن نسبة السنة تصل إلى ٣٠٪ ولا يتم احترام مشاعرهم، ولا يجوز سب عقائدنا ونحن لن نسكت.
وتابع: «بعدها تعرضت للاعتقال، وتم اصطحابى إلى مبنى الاستخبارات فى مدينة «شابهار» فى غرفة مظلمة، وتم استجوابى، ولكن لم يعذبونى جسديًا، آنذاك؛ لأن الناس هناك بدأوا ينتفضون، خاصة أن هناك بعض القرى العربية فى خاراسان، وانتفضوا يدافعون عني، وفى هذا الوقت كانت الحرب بين إيران والعراق، وتم نفيى فى إحدى القرى البعيدة لمدة عامين، وكنت أدرس للطلاب فى ظل الأشجار؛ لأن طبيعة المنطقة صعبة، وأهل المنطقة لا يعرفون لغتى ولا أعرف لغتهم». 
وقال: «مرت الفترة علىّ كـ٢٠ عامًا، وفقدت من وزنى ٢٥ كيلو، حتى أننا اضطررنا للشرب من البرك مع الحيوانات، ولم نكن نجد أماكن ننام فيها، كنت أنام فى ساحة المسجد، وسط الحيات والعقارب؛ لأن المنطقة كانت فقيرة جدا، بدأت علاقاتى مع الناس تتحسن فأزعجهم ذلك، وتم إرسالى إلى مدينة قريبة من زاهدة فى منطقة شبه مغلقة لا أستطيع التواصل مع أحد». 
وأضاف: «بعدها بفترة رجعت إلى منطقتي، ولكن بدأت المشاكل تتجدد مرة أخرى، خاصة بعد أزمة مسجد الشيخ فايز محمد لأهل السنة، والذى أسس منذ ١٠٠ عام، وكان مجاورًا لمنزل خامنئي، وكنت أنام بعض الليالى فى هذا المسجد وأهل السنة كانوا يحبونه، والحرس الإيرانى والاستخبارات حاصروا المسجد فى مدينة مشهد وهدموه، وتم الاعتراض على هذا الأمر، إضافة إلى حقوقنا المهدرة، ومسئولو السنة بدأوا يهدئوننا ووعدونا بالتواصل مع المسئولين لحل هذا المشاكل، وتم قصف أماكن التجمع». وتابع: «تم اعتقال أكثر من ١٠٠٠ شخص وأرسلوهم إلى أماكن للتعذيب، وبعد سنة تم اعتقال أحد زعماء أهل السنة، وهو الشيخ محمد صالح ضيائى فى جنوب إيران، وبعد أسبوعين تم تقطيعه، وبعد ٧ أشهر بدأوا اغتيال علمائنا واحدًا تلو الآخر، لم يعرف أحد ما حدث لهم، وسلسلة من الاغتيالات الممنهجة للمشايخ والناشطين، واتصلت مع إذاعة «بى بى سي» فى هذا التوقيت، وتكلمت معهم عن مأساتنا، وانتشر صوتى فى هذه الليلة عبر المذياع، وتم اعتقالى من قبل الاستخبارات أثناء عودتى من المدرسة بطريقة مرعبة، وتم نقلى إلى مدينة «زاهدان»، وتغطية عيونى لأنى كشفت عن قتل العلماء، وأسرتى تبحث عنى فى الشوارع ولا يعلمون عنى شيئًا، وتم تعذيبى معنويًا وجسديًا بسبب تصريحاتي». 
وأوضح: لم أعرف تهمتى التى تم اعتقالى على أساسها سوى الكشف عن الجرائم التى ترتكب بحقنا، وتم وضعى فى غرفة مغلقة أكثر من ١٥ يومًا، وأصبت بمرض خطير وفقدت من وزنى أكثر من ٣٥ كيلو فى مدة قصيرة، وأجبرونى على الاعتراف بأنى أخطأت بالحديث للإعلام الخارجى وتم تصوير اعترافاتى تحت التهديد. وأخذوا علىّ تعهدات بعدم الخروج من إيران، وتم إرسالى إلى المحاكم الثورية، وحكموا على بـ٥٠ جلدة والحبس ٦ أشهر ولكنهم علقوا المدة على مدة ٥ سنوات، ومارسوا على ضغوطًا كبيرة للعمل معهم، وبعد الوثيقة التى وقعت عليها بأكثر من ١٠٠ ألف دولار «وصل أمانة» لأشاركهم فى العمل، ولكن بعد خروجى من السجن شعرت بآلام المرض مرة أخرى، وفقدت من وزنى كثيرا ولم يعرف الأطباء حالتى وجربت كل الأدوية، وبدأت أنزف من أنفى لمدة أكثر من عام، وظهر على جسدى آثار الدم تحت جلدى وانتشرت فى أماكن كثيرة من جسدي. واكتشف أحد الأطباء أنه تم تسميمى داخل السجن وأصبت بنوع من السرطان الدموي، ولمدة أكثر من ٨ أشهر وأنا أتعالج منه، ولكن الله عافانى ونجانى من المرض، وبعدها واصلت الاستخبارات ترويعها لى ولأسرتى وتعمدوا مضايقتى حتى وأنا أسير فى الشوارع، مما اضطرنى إلى الانتقال للعيش فى منطقة «شابهار» وبدأت العمل فى التجارة، ولكن تم اغتيال بعض أصدقائى والنشطاء العرب من أهل السنة، حتى اضطررنا إلى الهجرة إلى خارج البلاد، ولكن بعض مشايخنا ما زالوا يتلقون التعذيب والويلات، حتى وصلت الأمور إلى اغتصابهم واغتصاب أسرهم وحرق جلودهم.
وأضاف: «يعتبر الجلد هو أبسط أنواع التعذيب داخل السجون لأهل السنة والعرب، حتى أن بعض الزعماء كانوا يقطعون قدمه بالسكاكين لإجباره على الاعتراف بما لم يفعله، والحكايات أكثر من ذلك بكثير، حيث تعرض لها الآلاف الذين لا يعلم عنها شيئًا، إضافة إلى معاناتنا فى كل المجالات الاقتصادية والطبية والتعليمية، وإجبار أهل السنة لتغيير مذهبهم والاعتراف بالنظام الإيراني».




تيسير التميمى تهمته «محارب لله ورسوله»
يقول تيسير التميمي: «إن النظام الإيرانى يوجه تهمة رئيسية للمستهدفين من العرب والأحوازيين، وهذه التهمة هى «محارب لله ورسوله» و«مفسد فى الأرض»، ويتعمدون إهانة العرب الأحوازيين، ويعتبرونهم «عربا مستعربين» وليسوا من العرب الأصليين، وذلك لأنهم يريدون السخرية منهم لأنهم لا يعترفون إلا بجنسهم الفارسى ويهينون كل الجنسيات الأخرى».
ويضيف: «هاجرت أسرتى إلى الكويت منذ صغري، وبعد الغزو العراقى عدنا مرة أخرى إلى الأحواز، وقبل مغادرتنا إلى الكويت مرة أخرى فوجئت بتوقيفى فى ميناء المحمرة، وتم استدعائى فى مكتب الاستخبارات فى الجمارك، واتهمونى بالعمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال توزيع المنشورات مع بعض من الشباب الآخرين، بالإضافة إلى اتهامى بالتحريض على استقلال الأحواز وانفصالها عن إيران، وهو الأمر الذى نفيته وقتها لأنهم لم يكن لديهم أى أدلة، وبعد تدخلات كثيرة تم العفو عني، وسافرت إلى الكويت ومكثت هناك لمدة ٥ سنوات ثم عدت إلى الأحواز مجددًا.
وبدأنا تحركات سرية لا يعلم أحد عنها أى شيء، وتم اعتقالى بعد سفرى بـ٩ أيام من قبل الاستخبارات الإيرانية، وتم سؤالى عن جميع تحركاتى فى الكويت وأنشطتى هناك، وتم تغمية عيونى واصطحابى إلى مكان مجهول، وتم نزع الغمامة فوجدت نفسى فى غرفة مليئة بأدوات التعذيب، من بينها جنازير وصواعق كهرباء ومياه نار، وتم تهديدى حال عدم الاعتراف بالتعذيب بكل هذه الأدوات، وتم نقلى إلى غرفة أخرى وسؤالى عن نشاطى وتم ضربى وأجبرونى على الجلوس على «بوتاجاز»، لم أستطع الجلوس من شدة الحرارة، وسألونى عن التواصل مع الأحوازيين بالخارج إلا أننى لم أعترف، وتم تعليقى فى السقف، ومارسوا معى كل أنواع التعذيب لمدة ٣ أيام حتى أغمى عليّ، وحاول بعض المسئولين التوسط لى للخروج، وطلبوا منهم أن يأخذوا عليّ تعهدا بعدم ممارسة أى أنشطة. أعادونى مرة أخرى إلى الزنزانة فى مبنى الاستخبارات بمنطقة الدورق «الفلاحية»، وبعد ٥ أيام تعذيب، وذلك دون عرضى على أى محكمة، ولكن ذلك تم فى زنزانة انفرادية، وبعدها نقلونى إلى مكان آخر يضم ١٥ سجينًا مورست عليهم كل أنواع التعذيب سواء خلع الأظافر أو الصعق بالكهرباء أو الضرب بالجنازير أو دق المسامير فى أياديهم أو إجبارهم على الجلوس على البوتاجاز، واستعملوا معهم كل أنواع التعذيب الوحشية التى تتنافى مع كل حقوق الإنسان، ولذلك نقول إن النظام الإيرانى ديكتاتوري، خاصة أن قوات الأمن تتحرك بدون أى أذون قضائية، وليس هناك أى نوع من الحماية القانونية للمعتقلين، الذين لا يعلم أحد عنهم شيئًا، وهو ما يخالف كل مواد حقوق الإنسان فى العالم». 
وتابع: «الجمهورية الإسلامية مجرد ستار لكثير من الجرائم والاضطهاد للشعوب غير الفارسية، ويعتبرون الأقليات ضد النظام الفارسي والجمهورية الإسلامية محاربين لله ورسوله ومفسدين فى الأرض، وهو ما يجعلهم يلقون بالآلاف داخل هذه السجون السرية ولا أحد يعلم عنهم شيئًا وسط تعتيم إعلامي، وهذه السجون فى الغالب تكون أماكن شبيهة بالمخازن ولا أحد يعلم عنها شيئًا وليست تابعة لمؤسسات الدولة، ويتم استعمال كل أدوات وألوان التعذيب داخلها، وإجبار المتهمين على الجلوس على الزجاج المكسور، ما يجعل المعتقلين يتمنون الموت فى كل لحظة بسبب الوحشية والقذارة التى تمارس ضدهم من قبل النظام الإيراني، وكثير من السجناء يجبرونهم على أشياء لا تليق بالإنسان، وكل ذلك دون تهمة سوى المطالبة بحقوقنا التى كفلها القانون الدولي، وهى حقوق أى إنسان يعيش فى أى مكان فى العالم، لذلك نتمنى من كل العالم أن يقف بجوارنا لاستعادة حقوقنا المنتهكة من هذا النظام «الفاشي». 



عبد الله الكعبى هددوه باعتقال شقيقاته لإجباره على الاعتراف

قال عبدالله الكعبى أحد المعتقلين إنه «تمت مداهمة منزله عن طريق عناصر الاستخبارات الإيرانية بشكل وحشى لزرع الرعب والخوف فى نفوس العائلات، وهددوه بإطلاق النار عليه واعتقال إحدى شقيقاته أو والدته حال عدم تسليم نفسه، وتم تقييده ووضع عصابة سوداء على عيونه».
وأضاف: «وضعونى فى مكان منعزل لمدة ٥ أيام دون أن يتحدث معى أحد ودون أى تهمة، وكل يوم يأخذوننى لتلقينى وصلة من التعذيب، وبعد نقلى إلى زنزانة مترين فى مترين مبتلة الأرضية، وكانوا يقفون خلف أبواب الزنازين ويتعمدون أن يوصلوا لنا رسائل باعتقال شقيقاتنا وزوجاتنا كنوع من الحرب النفسية، وكثير عانينا من أصوات النساء والأطفال أثناء التعذيب قى الزنازين بشكل لايتخيله أحد، والسجين يظل فى حالة مرعبة بأن المعتقل هو شقيقته أو والدته أو زوجته». 
وتابع: «تستمر وصلات التعذيب يوميا صباحا ومساء من منتصف الليل حتى الفجر دون توجيه أى تهم، وحين سؤالنا عن تهمتنا لا يرد علينا أحد، وحتى يرفضوا طلباتنا بتوكيل محامين للدفاع عنا، بعد هذه الفترة أى ناشط أحوازى يتحرك لحقوق القومية العربية تكون عقوبته الإعدام أو السجن عشرات السنين، والتهمة محارب لله ورسوله ومفسد فى الأرض، ونظام الملالى مقدس عندهم أى نوع من النشاط أو المعارضة عقوبته الإعدام والسجن المؤبد ولا تقل المدة عن ١٠ سنوات». وأوضح أنه بعد ٤ شهور داخل زنزازين الاستخبارات لم ألتق أحدًا من عائلتي، وقالى لى أحد الموظفين إنه صدر لى قرار من رئاسة الاستخبارات بالانتقال إلى مكان «مشمسة»، مكان مفتوح ونقلى من الزنزانة الانفرادية، وأخذونى فى ممر عرضه متر أو أقل من المتر، ولا أرى أى شيء، وأنا مقيد ولكن فى نور قليل، مسافة قرابة ١٠ دقائق فى ممر يشبه السرداب، وصلنا إلى المشمسة وهى عبارة عن غرفة ١٠ فى ١٠ وارتفاعها قرابة ١٨ مترا، وفوقها «شرك الحديد»، معلق فيها مشانق لتنفيذ الإعدام كنوع من التعذيب النفسي، فقمت توضأت وصليت، وقلت لهم أنا جاهز للإعدام، وكان زملائى يطلبون تنفيذ الإعدام قبل زملائهم، وبعد ١٠ دقائق أعادونى إلى مكانى مرة أخرى. 
المعاناة الأخرى، هى أن المحامى العربى الأحوازى يواجه تهديدات حتى لا يتسلم أى بلاغ يتعلق بالمعتقلين الأحوازيين العرب، والأحكام التى تصدر من المحاكم كلها وهمية، ولكن الأحكام الفعلية تصدر من وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد التعذيب الجسدى والتعليق فى السقف والصعق الكهربائى والماء البارد والحار، فهم يتلذذون بأنواع التعذيب والإهانات، إضافة إلى الإهانات اللفظية من جماعة عراقيين وحسن نصر الله والمسبة، ويقومون بتعذيب الشباب الأحوازى أكثر من الشباب الموجود داخل السجن، وبعد تعذيبى لمدة أشهر أتوا لى بورقة تتضمن الاعتراف بأننى عضو فى جناح عسكرى مسلح، وأننى أعمل ضد ولاية الفقيه والنظام الإيرانى، ومشارك فى عمليات تفجير، وأرادوا إجبارى على هذا الاعتراف.
وهددونى باعتقال عائلتى وتعذيبها حال عدم الاعتراف، خاصة أنى سمعت صوت النساء أثناء التعذيب، الذى كان غير إنسانى ولا أخلاقي، وهذه الفترة تم نقلى من زنزانة مبنى الاستخبارات إلى سجن كارون سيئ السمعة، وهو ينقسم إلى ١٠ أقسام، والقسم السادس يتعلق بالأسرى السياسيين والثوار، ويقع السجن داخل الأراضى الأحوازية المحتلة. وأضاف: «يوميا عناصر السجن يبدأون من منتصف الليل مهاجمة المعتقلين فى القسم السادس الذى يضم ٣ غرف، اثنان منها للمدمنين والمتهمين فى قضايا قتل، والغرفة الثالثة للسجناء السياسيين، ويتم إخراجنا من الغرف فى جو قارس البرودة فى الشتاء، ثم يرسلون لنا المدمنين والمتهمين بالسرقة ليضربونا بالسكاكين والسلاح الأبيض بإيعاز من الاستخبارات، وتم الاعتداء على أحد رفاقى، وهاجمنا الحرس لمساعدة القاتل «الفارسي» وقاموا بضربنا، وتم نقلنا من القسم السادس إلى زنازين انفرادية لمدة ٤٥ يومًا، وأضربنا عن طعام لمدة أسبوع، وطلبنا محامين ولقاء عوائلنا، إلا أن أحدا لم يستجب. وتابع: «فى يوم من الأيام كانت هناك مباراة بين الأردن وإيران، وكنا فى الغرفة ١٣٠ أسيرًا أحوازيًا، ولدينا تليفزيون صغير، وأثناء مشاهدة المباراة فاز الفريق العربى على الفريق الإيراني، فرحنا لفوز الفريق الأردنى وصفقنا، ووصلت المعلومة إلى الاستخبارات، فتم تعذيبنا بشكل وحشى، ونقلنا إلى زنازين انفرادية لمدة شهر، وتم توزيعنا على الأقسام الأخرى الخاصة بالمدمنين والقتلة».



عارف الكعبى: «السجون» لا تخضع للرقابة الدولية
كشف الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية، عن ملاحقة الاحتلال الإيرانى للثوار العرب فى الداخل والخارج ، مشيرا إلى أن سجون طهران مليئة بعدد كبير من المعتقلين السياسيين الأحواز الذين يتعرضون للتعذيب النفسى والبدني.
وقال رئيس «تنفيذية الأحواز»: «إن سجون الاحتلال الإيرانى لا تخضع لمراقبة منظمات حقوق الإنسان المحلية أو الدولية لذلك لا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المعتقلين السياسيين.
وأوضح الكعبى أن هناك حالات كثيرة من الحبس والاحتجاز لفترات طويلة، تطال مواطنين عربًا دون سند قانونى أو تهمة محددة، بل التهمة الوحيدة هى أنهم أقارب للثوار أو أنهم يمارسون شعائرهم الدينية على طريقتهم، وهنا أقصد السنة النبوية، لافتا إلى أن غالبية التقارير التى تتناول أحوال حقوق الإنسان بالأحواز تؤكد عدم وجود رعاية صحية أو طعام كاف، كما تحدثت أيضا عن حالات من الحبس الانفرادى لفترة طويلة وتعذيب نفسي.
وعن الثوار الأحواز فى الخارج كشف «الكعبي» عن أن استخبارات الحرس الثورى الإيرانى تعمل ومنذ فترة طويلة على احتجاز أهالى الثوار الذين هم الآن خارج الأحواز، وذلك بغرض الضغط عليهم حتى يتوقفوا عن نشاطهم أو أن يسلموا أنفسهم. 
وتابع: «الثوار وأهاليهم يتعرضون لكثير من الإهانات، وفى بعض الحالات ينالهم تعذيب جسدى ونفسى أيضا ، هذا بالإضافة إلى الملاحقات الأمنية التى طالت الثوار فى منفاهم فى دول أوروبا وشرق أوسطية، ووصلت تلك الملاحقات إلى حد اغتيال بعضهم، مثل حادثة اغتيال رجل الأعمال الشلاحى ابن عم المحامى مفرح الشلاح المستشار القانونى للجنة التنفيذية لدولة الأحواز فى إسطنبول هذا العام على يد عناصر تابعة لفيلق القدس الإيرانى الإرهابى، ناهيك عن حالات فرض الإقامة الجبرية، حيث أرسل بعض النشطاء إلى العمق الفارسى فى المنفي». واختتم «الكعبي» حديثه قائلا: «إن السلطات الأمنية والقضائية فى إيران تتعامل مع نشطاء الأحواز على أساسين: الأول بأنهم مفسدون فى الأرض ومحاربون لله حسب المفهوم الصفوى أو مفهوم ولى الفقيه، وبالتالى يجب إعدامهم، والثانى على أساس عرقى مذهبى لأنهم عرب، وانتماؤهم للأمة العربية والإسلام المحمدى أكثر من انتمائهم إلى الدولة الفارسية والمذهب الصفوى، وبالتالى يجب قتلهم».