رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"طيران التحالف" يكتب شهادة ميلاد شعار"باقية وتتمدد" لـ "داعش".. و"الخروج الآمن" يمنحه قبلة الحياة..التنظيم يتخفى بين النازحين على طريقة عادل إمام في "الإرهاب والكباب"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

طيران التحالف يكتب شهادة ميلاد "باقية وتتمدد".. و"الخروج الآمن" يمنح «داعش» قبلة الحياة

تراجع شعار "باقية وتتمدد" الذي رفعه تنظيم «داعش» الإرهابي بعد إعلان خلافته المزعومة في يونيه 2014م، تأثرًا بالضربات المتلاحقة لقوات التحالف الدولي التي بدأت منذ أكثر من عام، باستخدام سلاح الجو، الذي تسبب في إفقاد التنظيم 90% من مساحة أراضيه التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا.


ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع الأنباء التي ترددت مؤخرًا عن وجود أكثر من اتفاق بين «داعش» من ناحية والجيش اللبناني وحزب الله من ناحية أخرى، يهدف لنقل عناصر التنظيم في جرود بعلبك إلى منطقة البوكمال السورية مقابل وقف إطلاق النار والكشف عن مصير جنود لبنانيين اختطفهم التنظيم في 2014.

بالإضافة إلى اتفاق مماثل بين قوات التحالف الدولي من ناحية وعناصر «داعش» من ناحية أخرى، استنادًا لاتفاقيات الحروب التي تتيح له الخروج الآمن، وعدم قتل الأسرى، وذلك بسحب عناصر التنظيم من منطقة الريف الغربي لمحافظة دير الزور السورية، من خلال عملية إنزال جوي لثلاث مروحيات لطيران التحالف.

وقد غير التنظيم الإرهابي استراتيجية "باقية وتتمدد" مكرهًا بعد فقدانه القدرة على إدارة مناطق سيطرته، وتراجع قواته العسكرية التي كان يمتلكها في السابق، ومقتل الآلاف من عناصره تحت غطاء التحالف الجوي، في العديد من المناطق، سيما مع تحرير المساحة الأكبر من مناطقه، واضطراره للانسحاب من المناطق المتبقية.

وتحتاج سياسة "التمدد" التي كان يرفعها التنظيم شعارًا له، مجموعة من المقومات التي تساعده على تنفيذ سياسته؛ على رأسها القدرة على تأمين مواطني مناطق التمدد الجديدة، وهذا التأمين يتطلب بالضرورة وجود معدات عسكرية، وقوات بشرية قادرة على إدارة هذه المناطق، وتكمن الصعوبة في تحقيق ذلك في الاشتراطات التي يضعها التنظيم في رجال الإدارة، مثل المؤهلات الشرعية والقدرات الإدارية.

ولجأ «داعش» لمواجهة خسائره بعد تراجع شعار "باقية وتتمدد" لإيهام أنصاره بأن العودة إلى الأصل تقتضي مواجهة الفكرة التي نشأ من أجلها التنظيم، وهي محاربة "الصليبيين" وليس السيطرة على مزيد من الأراضي، وأن التنظيم لا يقاتل من أجل الأرض، والنصر لا يعني السيطرة على المزيد من الأراضي، وأن فقدان المدن لا يعني الهزيمة.


واستخدم أنصار البغدادي كلمات أبي محمد العدناني –المتحدث السابق باسم التنظيم- كوسيلة لإقناع عناصر التنظيم بأن تمدد الأرض ليس غاية في حد ذاته وأن فقدها ليس نهاية المطاف، حيث يقول: "أم تحسبين أمريكا أن الهزيمة فُقدان مدينة أو خسارة أرض، وهل انهزمنا عندما خسرنا المُدن في العراق وبتنا في الصحراء بلا مدينة ولا أرض؟ وهل سنُهزم وتنتصرين إذا أخذتِ الموصل أو سرت أو الرقة أو جميع المدن وعُدنا كما كنّا أول حال؟ كلاّ! إنّ الهزيمة فُقدان الإرادة والرّغبة في القتال."

كما أوضح أن الحالة الوحيدة التي تنتصر فيها أمريكا ويهزم الدواعش إذا نجحت في هدم عقائدهم، حيث قال: "وستنتصرين أمريكا ويُهزم المجاهدون في حالة واحدة، سنُهزم وتنتصرين إذا ما استطعت انتزاع القرآن من صدور المسلمين".

ويشكل انتقال التنظيم عبر اتفاقيات مع قوات التحالف أو بغير اتفاقيات إلى مناطق أخرى خطورة كبيرة على المناطق التي ينتقل إليها فيما بعد، لأنه سيمنح «داعش» قبلة الحياة، ويمنح الفرصة إعادة ترتيب نفسه من جديد في هذه الأماكن، مثلما كان يفعل في السابق بنزوحه متخفيا وسط النازحين، على طريقة الفنان عادل إمام في فيلم "الإرهاب والكباب" حينما خرج مندسًا وسط المواطنين، ولم يكتشف أحد أنه الإرهابي الذي هدد الجميع.