رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كتاب المخاطرة لـ"عبدالرحيم علي" يرصد ويتساءل عن صفقة بين الحكومة المصرية والإرهاب الإسلامي

رياض أبوعواد
رياض أبوعواد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

القاهرة الوكالة الفرنسية يرصد كتاب المخاطرة فى صفقة الحكومة وجماعات العنف للصحفى المصرى عبدالرحيم علي، إمكانية عقد صفقة سرية بين الحكومة المصرية والإرهاب الإسلامى الذى غرست بذوره فى السبعينيات وفرض ثقلا على الشارع المصرى فى التسعينيات ومخاطر عقد مثل هذه الصفقة على مستقبل مصر يتطرق الكتاب إلى تاريخ ظهور الإرهاب الإسلامى فى السبعينيات، بتشجيع من السادات فى مواجهة التيارات اليسارية والناصرية فى مصر، وكيف انقلب السحر على الساحر بقيام الإسلاميين بتصفيته عام ١٩٨١ أثناء حضوره احتفالات انتصار أكتوبر لعام ١٩٧٣ بعد رعايته لهم.

ويرى الكتاب أن الاعتقالات العشوائية التى تلت عملية الاغتيال جعلت من المعتقلات إطارًا لتفريخ تنظيمى الجهاد الإسلامى والجماعة الإسلامية، كما أسهم السماح للعديد منهم بالمشاركة فى الحرب الأفغانية فى تطوير كفاءاتهم القتالية وفى تصاعد دورهم وصولا إلى التسعينيات واتجاههم إلى الإرهاب الذى تسبب عامى ٩٦ و٩٧ فى مقتل ١٥٨ مواطنًا وسائحًا و٥١ ضابطًا.

ويتناول الكتاب أهم الحوادث التى ارتكبها الإرهاب بحق السياح الأجانب مثل حادث الأقصر الذى ذهب ضحيته ٨٥ سائحًا وأربعة مصريين وحادث فندق أوروبا الذى استهدف مجموعة من السياح اليونانيين، ثم حادث المتحف الوطنى فى ميدان التحرير الذى استهدف مجموعة من السياح الألمان، بالإضافة إلى أحداث أخرى استهدفت المواطنين الأقباط مثل مذبحة كنيسة مارجرجس فى أبوقرصاص وعزبة داود بنجع حمادى، وذلك بقصد إحراج الحكومة أمام الرأى العام الغربى ويشير الكتاب إلى أن الهدوء الذى تبع هذه الموجة من العنف حير المراقبين والمتابعين للوضع فى مصر وطرح تساؤلات كثيرة عن إمكانية عقد صفقة بين الحكومة وجماعات العنف، خاصة أن هناك بدايات قد تحققت فى عام ١٩٩٥ مع جهود لجنة من علماء الأزهر بينهم الشيخ الراحل محمد متولى شعراوى قامت بالتوسط بين القيادات الإسلامية المعتقلة والحكومة بشكل سرى الإسلامية فى أوروبا وأمريكا أطلقتها هذه الجماعات ابتداء من مبادرة قيادات الجهاد المعتقلين فى عام ١٩٩٧ ومبادرة تنظيم الجهاد التى أطلقها أسامة صديق المقيم فى ألمانيا مع مطلع العام الحالى بمباركة الشيخ عمر عبدالرحمن المعتقل فى الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر الكتاب أن تصعيد العمليات عام ١٩٩٧ جاء بقرار من قيادات الخارج فى سياق ردهم على مبادرة القيادات المعتقلة ليتبع ذلك الهدوء المحير وبدء السلطات بإطلاق سراح خمسة آلاف معتقل على دفعات.

كما يتناول الكتاب إحجام الحكومة عن استثمار الخلافات بين الفصائل الإسلامية خاصة إثر خسارتها التعاطف من قبل الغرب بعد حوادث الاعتداء على السياح فى الأقصر وميدان التحرير، معتبرًا أن هذه الطريقة فى التعاطى تعكس خوف الحكومة ورغبتها فى استكمال الاتفاق الذى بدأ التحضير له طوال شهور عبر العديد من الوسطاء.

ومن خلال أكثر من ١٥٠ صفحة تحتوى على وثائق من مبادرات ومقابلات وتصريحات جاءت كملاحق، حاول الكتاب أن يستشرف ملامح المستقبل وشدد الكاتب أخيرا على أن الجماعات التى لا تستطيع أن تقبل بالآخر المعارض لفكرها قصدت بمبادراتها التقاط الأنفاس استعدادا لجولة أخرى حاسمة خاصة أن السلطة تقدم لها وقودا من السخط الشعبى الناجم عن الفساد وسوء الحالة الاقتصادية.

صدر الكتاب عن دار ميرت للنشر والتوزيع بالقاهرة مطلع العام ويقع فى ٤٠٠ صفحة من الحجم الكبير منها ١٥٠ صفحة ملاحق ووثائق.