يقول «عم حسن»: «أنا عمرى ٧٠ سنة، وعايش وحيد بعد أبويا وأمى ما ماتوا، وإخواتى ما بيسألوش عنى، وما ليش متوى غير الشارع أنام فيه، الأرصفة أحن عليا من إخواتى».
وصمت برهة وكأنه يسترجع أحداثا من الذاكرة ويبدأ بكلمة وكأنها حسرات: «آه زمان وأنا شباب، كنت متجوز، لكن ربنا ما أردش لينا الخلفة، ومراتى سابتنى علشان كنت غلبان، ما كنش حيلتى فلوس واطلقنا». وبتنهيدة ترحم على والديه قال: «كنا عايشين فى شقة محندقة فى الجمالية أنا وأمى وأبويا، وبعد موت أبويا وأمى فضلت عايش مع أخويا الصغير، لحد ٤ سنين فاتوا، وطردنى من الشقة، بالتوكيل اللى كان أبويا الله يرحمه عمله له، ومن ساعتها وأنا بنام فى الشارع وعلى الأرصفة».
وبدموع كادت تشق وجنتيه قال: «حنية ظهرى وقطمته ما بقتش بس من تلطيش الدنيا فيا، لكن زادها حادثة عربية خبطتنى فى الشارع، وولاد الحلال خدونى على المستشفى القبطى، وهناك عملت عملية فى العمود الفقرى، ومن ساعتها وظهرى انحنى، وما بقتش قادر أمشى على رجلى بزحف عليها».
واجهش بالبكاء قائلا: «محدش من أهلى بيسأل عنى، وأنا عجوز ٧٠ سنة، وظهرى مابقاش ساندنى ولا رجلى بقت شايلانى، نفسى أكمل علاج فى أى مستشفى، وأطلع منها على أوضة إنشالله فوق السطوح تلمنى وأفرد ظهرى المكسور على أرضيتها الكام يوم الباقيين فى عمرى».
