الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أحمد الخميسي: نجيب محفوظ ابتعد عن "التقعر" رغم ثقافته الضخمة

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوضح القاص والكاتب أحمد الخميسي أن كتابه "نجيب محفوظ في مرآة الاستشراق السوفيتي" جاء تعبيرًا عن فرحته بفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، حيث يضم الكتاب كل ما كُتب عن نجيب محفوظ في الاتحاد السوفيتي قبل وبعد فوزه بجائزة نوبل، ودراسات المستشرقين وردود أفعال الصحافة، وما اشتملت عليه الموسوعات الكبرى حول أديب نوبل، ومقدمات ما تُرجم من رواياته، ورسائل الدكتوراة التي أعدها المستشرقون عن العالم الروائي لنجيب محفوظ.
وأضاف الخميسي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن عميد الأدب العربي طه حسين حين قرأ "ثلاثية" نجيب محفوظ عام 1958 قال: الآن أصبح عندنا أدب جدير بجائزة نوبل، والكتاب جاء يؤكد جدارة محفوظ بالفوز نافيًا عنه أنه حاز نوبل بسبب موقفه السياسي من اتفاقية كامب ديفيد، مثلما أشيع مشيرًا إلى أنه كتب مقدمة نفى بها هذا الأمر، مؤكدًا أن أدب محفوظ يستحق الجائزة.
ويصف القاص كتابه بأنه بمثابة برقية تهنئة لأديبنا الكبير نجيب محفوظ، بسبب فرحتنا الغامرة به في العالم العربي، لافتًا إلى أن الظروف جعلت الكتاب يمثل جمهورية غير موجودة وهي الاتحاد السوفيتي الذي كان يضم 15 دولة، فالاتحاد السوفيتي انهار ولم يعد له وجود، والكتاب كان يضم رسائل علمية من باحثين بجمهوريات الاتحاد السوفيتي، من ناحية أخرى ضم الكتاب كل ما كتبته الصحافة السوفيتية عن نجيب محفوظ بعد فوزه بالجائزة وضم عرض لكل الرسائل العلمية التي ناقشت نجيب محفوظ وأصحابها حصلوا على درجة الدكتوراة بفضل هذه الرسائل، وتعرض الكتاب للنتائج التي توصل إليها الباحثين وبعضها خاطئ منها أنه ماركسي، وهو ما ينفيه الخميسي، بالإضافة إلى ذكريات بعض المستعربين الذين قابلوه في القاهرة والدراسات التي كتبوها عن رواياته.
وأوضح الخميسي أن الكتاب في طبعته الأولى صدر عن دار الثقافة الجديدة التي كان يرأسها محمود أمين العالم، وبعث له حينها نجيب محفوظ خطاب شكر بخصوص الكتاب، وأشار الخميسي إلى أنه وقف أمام من يصنفون نجيب محفوظ بأنه ممثل الطبقة البرجوازية، الأمر الذي رآه غير صحيح فكل أدب يمثل طبقة ثم يعلو فوقها ليمثل مجتمعًا بأكمله.
ويتذكر الخميسي علاقته بنجيب محفوظ حيث يقول: أنها بدأت عند قراءته للثلاثية، وأصيب حينها الخميسي بذهول أن كاتبًا كبيرًا لدينا يمكنه كتابة عمل ضخم مثل هذا، وبدأ يتردد عليه مع يحيى الطاهر عبد الله في كافيتريا "صفية حلمي" التي تطل على ميدان الأوبرا كل يوم جمعة، وعرف عنه الخميسي أنه منضبطًا وصارمًا في مواعيده، كما أنه كان مجاملًا جدا.
ويروي الخميسي موقفًا إنسانيًا جمعه بالراحل، حين اعتقل الخميسي لمدة 3 سنوات وتغيب عن لقاء الأستاذ، وحين صادفه في ميدان التحرير استوقفه محفوظ وسأل عن أحواله وهو موقف سبب للخميسي سعادة غامرة.
ويؤكد القاص أن أديب نوبل كان مثقفًا كبيرًا وضخمًا لكن لم يُضبط يومًا يتفوه بكلمات مقعرة، ولم يسمعه يقول عن نفسه كاتب، بل كان نادر المثال ومتواضعا للغاية حتى أنه كان يحتفي بمن يقدم له "مشروبات" المقهى حتى يكاد أن يقف للترحيب به كلما جاء من شدة تواضعه، كان نموذجًا واضحًا للأديب المنصرف لعمله، ولا يوجد مثله في الأدب العربي.