الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. في ظل الركود السياحي.. شباب الأقصر ينتظر بدء العمل في "3 مناطق صناعية".. ومصنع السماد تسكنه الأشباح

مصنع السماد بالأقصر
مصنع السماد بالأقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن طبيعة الأقصر السياحية دائمًا ما تحول بينها وبين أن تكون "بلد مصانع" فهي لا تضم سوى مصنع واحد فقط يسكنه الأشباح و3 مناطق صناعية يجري الترتيب لبدء العمل بهم منذ سنوات، خاصة مع التحركات الجدية من قبل محمد بدر محافظ الأقصر، لتحويلها إلى محافظة صناعية بعد معاناة القطاع السياحي والركود الذي صاحبه خلال السنوات الأخيرة ومعاناة المواطنين الشديدة بسبب اعتمادهم الرئيسي على السياحة كمصدر دخل.

بالنسبة للمناطق الصناعية، أوضحت نجلاء عبد العال الصادق، مدير عام منطقة الاستثمار بمنطقة جنوب الصعيد، أن محافظة الأقصر تضم 3 مناطق صناعية أولها في البغدادي فهي أول مدينة صناعية تبدأ مسيرة وقاطرة الصناعة بالمحافظة، حيث انتهت كافة التجهيزات داخلها لفتح أبوابها أمام المستثمرين لإقامة مصانع وورش كبرى داخلها، وتبلغ مساحتها حوالي 311 فدان، وتم تخصيص 87 ألف متر منها فقط وتسليم قطع الأراضي لـ23 مستثمر ورجل أعمال، لعمل مشروعات ومصانع مثل "إنتاج أعلاف الدواجن وأثاث طبي وتعبئة مواد غذائية وورشة تصنيع وتجميع أجهزة كهربائية وتقطيع رخام طبيعي وجرانيت ومصنع نشر وتصنيع ألواح وترابيع للرخام ومصنع طوب أسمنتي ومصنع لتصنيع كل أنواع اللحوم وتعبئة المواد الغذائية وغيرها" ومازالت هناك مساحات أخرى لم تخصص بعد.
وأضافت نجلاء، أن المنطقة الصناعية بأرمنت، تبلغ مساحتها 947 فدانًا وتم تخصيصها بمنطقة الرزيقات وتمت أعمال الترفيق وطرحها للمستثمرين، بعد تقسيمها إلى أربع مراحل وذلك بسبب المبالغ المالية الطائلة التي تحتاجها، ومن المقرر أن تضم 18 مصنعًا من بينها "مصانع للألبان ومجزر آلي تبادلي، وصومعة ومطحن، ومصانع لتجفيف الطماطم ومصانع لإنتاج وحفظ وتغلف النباتات العطرية والطبية، ومصانع لإنتاج الخشب الحبيبي المضغوط عالي الجودة، ومصانع أثاث معدني ومكتبي، إضافة إلى منطقة حرفية متنوعة وغيرها".
وتابعت، أن المنطقة الصناعية الثالثة تقع بمدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر وتبلغ مساحتها 383 فدانًا، ويصل إجمالي الاستثمارات التي تم إنفاقها عليها إلى ما يقرب من 130 مليون جنيه، ويجري التنسيق للبدء في استغلال المنطقة التي تم الانتهاء من ترفيقها بالكامل مشيرًا إلى أنه تم التقدم بـ7 طلبات لإقامة مشروعات بالمنطقة شملت: إقامة مصنع لـ"تيل الفرامل"، ومصنع رخام، ومصنع لأكياس البلاستيك، ومصنع لتعبئة الأرز والبقوليات، ومجمع ثلاجات لحفظ اللحوم والأسماك والدواجن، ومصنع لإنتاج الأسلاك الكهربائية، ومحطة لتعبئة الغاز.

لكن كل ما سبق يظل على الورق فقط ولم يتم تطبيقه على أرض الواقع بعد وإن كان قد تم البدء في المنطقة الأولى، أما على صعيد المصانع القائمة بالفعل، فيعد مصنع السماد العضوي بمنطقة الحبيل شمال الأقصر هو خير مثال على بطء تحرك المسئولين في هذا الشأن مما حوله إلى مكان تسكنه الأشباح في قلب صحراء الحبيل واعتبره البعض استمرارا لمسلسل إهدار المال العام بسبب توقف العمل به لأسباب إدارية وفنية لينضم إلى قائمة المشروعات التي لم يكتب لها النجاح بمحافظة الأقصر ويتحول إلى مجرد أبنية وآلات صماء تشكو الإهمال.
ويعد مصنع سماد الحبيل أحد المشروعات الاستثمارية الهامة المعطلة بالأقصر فهو متوقف عن العمل منذ عام 2009 أي منذ أكثر من 9 سنوات وبالرغم من الاجتماعات المتتالية التي عقدها محافظ الأقصر، مع مسئولي جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وغيرهم من المسئولين، لمناقشة خطة إعادة تشغيل المصنع إلا أنها كلها محاولات لم تخرج عن نطاق المائدة المستديرة ولم تدخل حيز التنفيذ.
وأكد مصدر بديوان عام محافظة الأقصر، أن المصنع تم إنشاؤه عام 1998 بتكلفة إجمالية وصلت إلى 6 ملايين و500 ألف جنيه ومقام على مساحة 5 أفدنة وتم إنشاؤه في إطار اتفاقية تعاون مشترك بين وزارة البحث العلمي والحكم المحلى والإنتاج الحربي بهدف الاستفادة من مخلفات القمامة بإعادة تدويرها وتحويلها لسماد عضوي يستخدم في أغراض الزراعة وعلق وقتها المواطنون عليها آمالا بأن يكون مصنعا رائدا، لإنتاج السماد العضوي حيث كانت تبلغ الطاقة التشغيلية له 120طنا قمامة في اليوم ولكن في عام 2001 تم تأجير المصنع للشركة التي كانت مسئولة عن أعمال النظافة بالمحافظة في ذلك الوقت إلى أن تركته الشركة عام 2009 بعد أن أهلكت معداته وماكيناته، أي بعد 10 أعوام فقط من تاريخ إنشائه ولا يزال متوقفًا دون سبب واضح حتى اليوم.

ويضم مصنع السماد المهجور، محطات للفرز يتم فيها عزل الصلب وفصل البلاستيك والكرتون والمعادن لتتم إعادة تدويرها بطريقة نظيفة وآمنة فس حين يتم فصل المخلفات العضوية ونقلها مباشرة لمصنع السماد لتتم إعادة تدويرها لإنتاجه نقيًا، كما تتراض بداخله السيارات والجرارات الزراعية والآلات والماكينات متوقفة عن العمل بعد أن أكلها الصدأ بفعل أشعة الشمس وتناثر عليها الأتربة كما تتواجد سيور الفرز واللاقط المغناطيسي والمنخل الخشن الدوار والناعم وسيور المرفوضات والمكبس والقادوس الذي يستخدم في التعبئة بعد خروج السماد في شكله النهائي وكلها آلات ومعدات تعطلت مع مرور السنين بعد أن كلفت الدولة ملايين الجنيهات.
وأكد العميد أحمد طارق، مدير المتابعة الميدانية السابق، أن هناك عدة مخاطبات رسمية لعدة جهات، من بينها الهيئة القومية للإنتاج الحربي تقوم الهيئة برفع كفاءة المصنع لإعادة تشغيله بمبلغ 960 ألف جنيه وتم بالفعل عمل مقايسة تفصيلية لرفع كفاءة المصنع وتم طرح المصنع للإيجار مرتين ولكن لم يتقدم أحد.