رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد حسين هيكل.. السياسي والأديب

محمد حسين هيكل الروائي
محمد حسين هيكل الروائي والسياسي المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى ميلاد "محمد حسين هيكل" الروائي والسياسي المصري الذي ولد في 20 أغسطس عام 1888 وتوفي عام 1956، وينفرد الدكتور محمد حسين هيكل بين أبناء في عالم الأدب والفكر، حيث حاز بالسبق والريادة، فسبق غيره في تأليف أول رواية عربية بقصته المعروفة زينب، وفتح لأصحاب القلم والبيان كتابة التاريخ الإسلامي على نحو جديد يجمع إلى جانب العمق والتحليل العرض الجميل، والأسلوب الشائق، والربط المحكم بين أحداث التاريخ. وكتب أيضًا أدب الرحلة، وسجل خواطره وما يجول في نفسه في كتابه الرائع في منزل الوحي، ودون مذكراته السياسية، وما شاهده وشارك فيه من أحداث في كتابه مذكرات في السياسة المصرية. 
وحاز هذا السبق وهو غير متفرغ للعمل الأدبي، فقضى حياته كلها إما رئيسًا لتحرير جريدة أو وزيرًا في وزارة، أو زعيمًا لحزب، أو رئيسًا لمجلس الشيوخ، أو محاميًا في قاعات المحاكم.
وُلد محمد حسين هيكل في قرية كفر غنام إحدى قرى مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة على جانب من الجاه والثراء، والتحق بكتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ولما بلغ السابعة التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية بالقاهرة، وظل بها حتى أتم دراسته بها، وحصل على شهادتها الابتدائية سنة 1901، ثم انتقل إلى المدرسة الخديوية، وأتم دراسته بها سنة 1905، ثم التحق بمدرسة الحقوق الخديوية، وفي أثناء هذه الفترة توثقت صلته بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، فعكف على قراءة الأدب العربي القديم، في أمهات الكتب المعروفة كالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والبيان والتبيين للجاحظ، وطالع عيون كتب الأدب الإنجليزي، وبعد تخرجه في مدرسة الحقوق سنة 1909 سافر على نفقته الخاصة إلى باريس ليتم دراسته في الحقوق ويحصل على إجازة الدكتوراة.
ثم وقع عليه الاختيار ليعمل وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلَّها محمد محمود باشا سنة 1938، لكن حياتها كانت قصيرة فاستقالت في السنة التالية، ثم عاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى سنة 1942، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة ثالثة في سنة 1944، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة.1945
كما اختير سنة 1941 نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943، وظل رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وفيما بين ذلك تولى رئاسة مجلس الشيوخ 1945 وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي أكثر من خمس سنوات أرسى خلالها تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس.
ومن أهم مؤلفاته "في منزل الوحي"، و"الشرق الجديد"، و"الامبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة"، و"زينب"، و"حياة محمد"، و"هكذا خلقت"، و"ثورة الأدب".
وإلى جانب هذه الأعمال الإبداعية والفكرية كتب الدكتور هيكل كتابه مذكرات في السياسة المصرية خرج جزءان منها في حياته، وصدر الجزء الثالث بعد وفاته، وهذا الكتاب من أهم أعمال هيكل، وتبدأ المذكرات بنشأة صاحبها السياسية عام 1912، وينتهي الجزء الأول منها بتوقيع معاهدة 1936، ويبدأ الجزء الثاني منها وينتهي بقيام ثورة 1952، حيث يبدأ الجزء الثالث، وهذه المذكرات مرجع هام في التاريخ السياسي المصري، وإن كان الحياد فيها عسيرًا، لأن لصاحبها موقفًا ورأيًا، وعلى الرغم من أهميتها فلا يمكن الاعتماد عليها وحدها دون الرجوع إلى المصادر الأخرى، لأن المؤلف كتبها ببراعة فائقة قد تنزلق إليها قدم الباحث العجول الذي لا يمتد بصره إلى غيرها من المصادر.