الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"حسام الحمود".. قاهر الملاحدة والقرآنيين على "الفيس بوك"

حسام الحمود
حسام الحمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محامٍ سوري ساقه القدر إلي دخول عالم «الفيس بوك» منذ أشهر قليلة ليصطدم بأفكار الملحدين، ومنكري السنة، ما اضطره لاستخدام ما يدرسه في الرد عليهم بشكل تفاعلي يصل إلى حد المناظرات اليومية، تتناول مختلف الأسئلة المتعلقة بإنكار حجية السنة، والإلحاد، بأسلوب منطقي وفي مجموعات تصل بعضها إلي توفير 4 مناظرين لمنكري السنة، و6 لغيرهم من مختلفي الأفكار.
«حسام عدنان الحمود»، ولد في مدينة حلب السورية عام 1983، وحصل على إجازة الحقوق بجامعة حلب، درس بعدها الاقتصاد قسم علوم مالية ومصرفية تعليم مفتوح بذات الجامعة لمدة سنتين، ويدرس حاليًا ماجستير في الدراسات الإسلامية، متزوج ولديه طفلة، ويعمل مدير الموارد البشرية في شركة لإنتاج الخيوط.
يقول « الحمود»، البالغ من العمر 34 عامًا، درست الحقوق في جامعة حلب، وأعكف حاليًا علي تحضير رسالة الماجستير في الدراسات الإسلامية بجامعة الأوزاعي، حيث بدأت دراسة العلوم الشرعية في فترة التسعينيات، وحفظت ما يقرب من عشر أجزاء من القرآن الكريم، ولازلت أحفظ حاليًا. قرأت الكثير من الكتب، بجانب حضور الدروس الدينية في الجوامع، ثم مع تطور العلم ووجود الحاسوب والإنترنت أصبح الوصول للعلم أسرع.
ويتابع، دخلت إلى مجموعات الحوار في "الفيس بوك"، وتابعت المناظرات، وتعلمت طرق الرد، وكيفية الوصول للحجة مؤكدا ان التواصل الاجتماعي خطر أدى لزيادة ظاهرة الإلحاد والابتعاد عن الدين، بسبب عدم القراءة، فالكتاب هو أساس العلم، والداخل لمجموعة حوارية ربما تكون اللبنة الدينية لديه ضعيفة فينجر وراء بعض الشبهات ويصدقها وبالتالي يصل لمرحلة ضياع بين الإيمان والكفر"، 
يستطرد:" ليس الفيس هو ما دفعني لتعلم العلوم الشرعية، لكنه دفعني إلي تعلم علم فن الرد والفلسفة، في الوقت الراهن، بعد دخولي مجموعة الحوار مع الملحدين".
يقول عن نفسه، "أميل لمحاورة منكري السنة أكثر، وعندما أحاور ملحد أقنعه بما أعلم ثم أطلب منه محاورة أحد الزملاء المتخصصين بملف الإلحاد، فأغلب الملحدين يضعون نظرية التطور سببًا للإلحاد وعند نفيها وإثبات بطلانها يبدأ الملحد بالعودة للإيمان تدريجيًا، علمًا أن هذه النظرية لا علاقة لها بوجود الإله أو عدم وجوده، وبالنسبة لي لم أدرس نظرية التطور لأن أغلب الدول الكبرى حاليًا تتجه نحو إلغاءها من المناهج التعليمية نظرًا لهشاشتها وضعفها، ومجموعتنا تقوم علي أن كل شخص مختص بنوع معين من الحوار، لدينا حوار مع الملحد، مع الأديان الأخرى، منكري السنة، مع المسلمين الذين لديهم بعض الشكوك والشبهات".
وأوضح "الحمود أنه"بالحوارات والمنشورات القصيرة الهادفة، ورد الشبهة بحجة دون الإطالة والاسترسال، يمكننا مواجهة هؤلاء، لذا فالأزهر عليه أن يفتح باب الحوارات والمناظرات علي مستوى عالٍ، وأري أن هناك علماء في الأزهر كلامهم يدخل القلب مباشرة وعليهم القيام بمناظرات ودعوة كبار الملحدين إليها، لكن للأسف هم مقصرون".
ويستطرد:" بالنسبة لدور الأزهر يجب عليه الاهتمام بالجيل الحالي ممن يبتعدون عن القراءة وعلمهم الشرعي يعاني من ضعف، فلم يعد كافيًا إلقاء المحاضرات والخطب، إذ لابد من إقامة الحوارات والمناظرات القائمة على أسس علمية وتفعيل صفحات التواصل لمؤسسة الأزهر وتخصيص لجنة خاصة للرد على التساؤلات، ودحض جميع الشبهات بالحجة والبيان عن طريق منشورات هادفة ومقاطع فيديو قصيرة، وصراحةً لا أدخل على صفحات الأزهر أو دار الافتاء حاليًا.
يصنف الملحدين إلي صنفين، منهم من يملكون عقولا متحجرة هدفهم فقط محاربة الدين وهؤلاء عند محاورتهم يجنحون إلى سب المقدسات والشخصنة فأتوقف من متابعة الحوار لأن غايتهم واضحة، ولهم أساليب دنيئة منها تحريف قول المحاور وإغراق المنشورات بالتعليقات وكذلك الإتيان بأكثر من شبهة في آن واحد لتشتيب المحاور والمتابعين وأغلبهم يتمتع بفلسفة قوية ويطرح جملا وكلمات علمية فلسفية يصعب على المتابع الذي يسير في طريق الإلحاد فهمها فيظن أن هذا الملحد صاحب حجة فيصفق له ويُثني عليه، والبعض منهم يكون في حالة نزاع مع النفس، لا يدري ما يفعل وعنده بعض الشبهات التي أدت إلى إلحاده، هؤلاء نطرح عليهم الحجج والبراهين والأدلة ثم نتركهم ليتفكروا، ثم يعودون ويطرحوا بعض الشبهات ونرد عليهم وهكذا إلى أن يتمكن الإيمان من قلوبهم، وأسعد لحظة عندما يأتي هذا الملحد وينطق بالشهادة ويسأل هل سيغفر لي ربي؟
وحول إثبات "عذاب القبر" لمنكريه يقول:" إن القرآن يصور لنا مشهد النزاع وكيف أن الظالمين يواجهون الجزاء، يحث يقول تعالي: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون"، حيث الظالمون في مرحلة النزع، الملائكة تنزع الروح، وجاء البيان الرباني (اليوم) تُجزون عذاب الهون، تتابع الأحداث "مرحلة بداية الموت، ثم الملائكة تنزع الروح، ثم يأتي القرار الإلهي اليوم هو يوم جزاءكم".
ويتساءل: هل اليوم مقصود بها يوم القيامة أم عذاب القبر؟، بالطبع عذاب القبر لتتابع الأحداث، دقة اللفظ اللغوي، فتخرجوا أنفسكم اليوم، بين كلمة (أنفسكم) وكلمة (اليوم) لا يوجد حرف، ما يفيد التتابع الفوري، وكذلك (ال) التعريف تفيد التحديد أي: اليوم بشكل محدد، وكذلك (تجزون) وليس ستجزون في المستقبل.
ويضيف الدليل الثاني لمن ينكرون هذا العذاب، قوله تعالي " النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"، فالبعض من منكري عذاب القبر يقول بأن هذه الآية خاصة بآل فرعون فقط، وهذا الكلام غير صحيح، لأن سبب عذاب آل فرعون هي الذنوب وكل إنسان له ذنوب، ومنهم من يتوب، ومنهم من يغرق في معاصيه، فكان العذاب حقًا عليه وبالتالي فهي تشمل كل العصاة، وتخصيص آل فرعون هنا جاء بسبب سرد قصتهم فقط، لكن سبب العذاب هي الذنوب.
واضاف: "النار يعرضون عليها"، هل النار تعرض عليهم أم هم يعرضون على النار؟، لا فرق إذ إن الكيفية مجهولة لنا والنار مجهولة لنا وهي من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها، ويوم القيامة أي ثم يوم القيامة ادخلوا آل فرعون العذاب، فـ"ثم" تفيد الترتيب مع التراخي، أي بعد عذاب القبر ادخلوا آل فرعون النار، حيث نقول "دخل أحمد ثم محمد"، أي دخل أحمد وبعد فترة دخل محمد.
وحول السنة يؤكد انها نوعان، قطعي الثبوت وهي الأحاديث المتواترة والمشهورة، وظني الثبوت وهي أحاديث الخبر الواحد أو الآحاد، والنوع الأول وصل إلينا كما وصل القرآن الكريم وبالتالي فإما أن نقبلهما معًا أو نرفضهما معًا.