في مصر وتحديدًا في قراها ونجوعها بالصعيد، وأريافها، في عشوائياتها من جميع الجهات، أصبح "نبش القمامة " مهنة، كما كان هناك مهنة "نبش القبور وسرقة رفات الموتى أو جثثهم لبيعها لطلاب الطب، أما مهنة نبش القمامة فهي الجديد في مصر، وفي عصر أصبح فيه كل شيء يباع ويشترى.
وفي مهنة نبش القمامة هناك من ينبشها للبحث عن مخلفات يعاد تدويرها ويبيعها النابش بالتجزئة، وهناك من ينبشها بحثا عن لقمة يأكلها من تركها صاحبها بعد أن استكفت أمعائه.
التقت كاميرا "البوابة نيوز" أثناء تجولها بشوارع محافظة سوهاج، ويعمل نابشا للقمامة، ويقطن بقرية نجع حمد التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج.
لفت عم "عبدالرءوف الرجل المسن نظرنا إليه حيث ظهرت على وجهه تجاعيد الزمان وعلامات الفقر المدقع،وملابسه الرثة أثناء قيامه بالنبش وسط القمامة في منتصف اليوم تحت اشعة الشمس الحارقة وبرفقته زوج ابنته "خالد ع" 40 عامًا والذى يقطن بقرية القطنة بدائرة مركز طما،وابنه الصغير أحمد 5 أعوام.
يقوم عم "عبدالرءوف" بالنبش فى القمامة وبرفقته زوج ابنته وحفيده، بحثًا عن لقمة العيش المرة، ويروى لنا عم "عبدالرءوف" أنه يقطن بمنزل من الطوب اللبن، لا تزيد مساحته عن 100 متر، وسقفه معرش بالبوص، ومتهالك جدا، وأنه لدية 3 أبناء، بنت متزوجة وأخرى غير متزوجة وولد غير متزوج، بالإضافة إلى زوجته المسنة والمريضة أيضًا.
وأكد أنه يعاني من الحصول على لقمة العيش بسب كبر سنه، وضعف حالته الصحية، ويرغب في الحصول على أي من المساعدات التي تقدمها الشئون الاجتماعية للفقراء،مثل الالتحاق ببرنامج كرامة وتكافل.
أكد عم عبدالرءوف أنه قدم في برنامج كرامة وتكافل أكثر من مرة، ولم يتم قبول اوراقه.
أما زوج ابنتة "خالد ع" فيقول انا اعمل بتلك المهنة لأني لا أجد عملا يوميا ثابت، يساعدنى على رمق الحياة وتلبية متطلبات ابنائي الاربعة بالإضافة الى زوجتي،حيث لي بنتان فى المدرسة وولد وبنت لم يلتحقوا بالمدرسة حتى الان، وظروف المعيشة صعبة جدا، وإلا مكنتش طلعت فى عز حرارة جهنم ادور على أكل عيشى وعيش اولادى، ومينفعش اعيش عالة على حد ولا امد ايدى وقول لله او اسرق او اقعد على القهاوى زى ناس عايشه على قفا غيرها.
واضاف قدمت فى برنامج كرامة وتكافل 5 مرات وتم رفضى بدون معرفة السبب، لذا اطالب محافظ سوهاج الدكتور ايمن عبدالمنعم بتوجيه المسئولين بدراسة حالتنا جيدا وإلحاقنا ببرنامج كرامة وتكافل او اى مساعدات اجتماعية حتى نتمكن العيش ونسدد مصاريف ابنائنا، خاصة قرب حلول المدارس والتى تحتاج مبالغ كبيرة لشراء ملابس وأحذية وشنط ورسوم لأبنائي، ولا استطيع الانفاق عليهم بطريقة تسمح بتكملة مسارهم التعليمى، وقد أضطر للاستعانة بهم في العمل لمساعدتي.
اما "احمد" صاحب البشرة البيضاء والوجه المبتسم يقول ارغب ان التحق بالمدرسة زى اخواتى واطلع دكتور واكل واشرب والبس هدوم جديدة والعب مع جيرانى.
