"بقى في تطور واضح وطفرة كبيرة في النظرة لفئة المعاقين.. إحنا قادرين نتحدى إعاقتنا بمساندة الدولة لنا"، كلمات عبّر عنها بعض أبطال رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لأهمية وجودهم في الحياة، خاصة أنهم يخدمون ويحبون الوطن بصدق، وخير دليل على ذلك إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن العام المقبل 2018 سيكون عام ذوي الإعاقة لدورهم البارز في المجتمع من تقديم الإنجازات في كل المجالات المختلفة، سواء رياضية أو سياسية وغيرها من التخصصات، جاء ذلك خلال لقاء الرئيس بالشباب فى مؤتمرهم الثالث بمحافظة الإسماعيلية.
"البوابة" حاورت كل من الكابتن عبدالعظيم أحمد أحد ومؤسسي رياضة المعاقين والكابتن وائل الجزار الحاصل على بطولة الجمهورية في رفع الاثقال للحديث معهم عن الانجازات التي يقدمونها رغم اعاقتهم وعزيمتهم في تحقيق الانتصار والرقي بالوطن في ظل الصعوبات التي يتعرضون لها، وايضًا لتوضيح مدى دور المؤسسات الوطنية في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
قال الكابتن عبد العظيم محمد، أحد مؤسسي رياضة المعاقين في مصر: "أنا عندي 65 سنة واتعرضت لشلل أطفال فى الساقين لما بقى عندي 6 شهور، ولجأت لإستخدام(عكازين) في المرحلة الإبتدائية وبعدها (عجلة) رالى (بدال علوى) في الإعدادية والثانوية، لكي تساعدني على المعايشة في الحياة العامة"، مضيفًا أنه التحق بنادى نقابة المهن الزراعية لممارسة رياضة السباحة وهو يملك من العمر 13 عامًا، وكان أول معاق يشترك فى بطولة المناطق للمدارس ممثلا لـ"الخديوية الثانوية"، مردفًا: "كنت المعاق الوحيد في المسابقة، ولسوء المستوى حصلت على المركز التاني متفوقًا على الأسوياء وبعدها تم تأهيلي للمشاركة في بطولة الجمهورية".
وأوضح عبدالعظيم أن البداية بدأت بعدما قال دكتور الوحدة المدرسية له إني لا أصلح للسباحة، رغم صعودي لبطولة الجمهورية، ورغم ذلك اشتركت في البطولة، وتمكنت من الحصول على المركز الرابع على العالم في عام 1947م، بعد موافقة السيدة جيهان السادات على اشتراكي فى بطولة العالم التى أقيمت فى "ستوك ماندفيل" بانجلترا للسباحة، قائلًا: "بعد ما رجعت من لندن كان عندي عزيمة ان مكملش تعليم واتفرغ لانشاء رياضة المعاقين في مصر وبقيت بالفعل احد مؤسسيه".
وأشار أحد مؤسسي رياضة المعاقين إلى أن الدولة بدأت تهتم في السنوات الأخيرة بـذوي الاحتياجات الخاصة بالنظر اليهم وتكريمهم، حتي بث في نفوسهم احترام المجتمع لهذه الفئة، لافتًا إلى أن هناك مميزات لـلمواطن المعاق وحقوق ليس من باب العطف توجد في البلدان الأخرى، بل يتم مشاركتهم في جميع الاعمال بالدولة، موضحًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي له فضل كبير في تكريم الدولة والمؤسسات الحكومية والخاصة لهم، بعد ان كانوا يتم استغلالهم في عمل شو اعلامي لمدة اسبوع بعد حصولهم علي اي بطولة ثم يتم نسيانهم بعد ذلك،، قائلًا: "الدولة بدأت تهتم بينا بعد ما كان بيتاجر بينا"، معربًا عن حزنه الشديد لسوء معاملة بعض المؤسسات الإعلامية لهم، قائلا: "في مصر لو لاقونا فلوس هياكلونا".
وأضاف "عبد العظيم": "إحنا بنحصل على اي بطولة بعد معاناة وماحدش بفوز بـأي ميدلية غير عن جدارة واستحقاق "، واصفًا الإعاقة بـ"الطاقة " بالنسبة له، موضحًا أن بداية حياتهم الرياضية كانت عن طريق قيام معسكرات في أبي قير بالإسكندرية لتشمل على ورش عمل وتدريبات رياضية يتخرج منهم الأبطال الرياضيين والمبدعين الفنين علي مر الزمن، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي بإقامة مشروع قومي يتم فيه تجميع كل المعاقين في معسكرات ويتم تخريج أبطال منهم تخدم وتحب الوطن بصدق، ضاربًا مثالًا بنائب جمهورية الأكوادور بأنه قعيد على كرسي متحرك ومتألق في عمله.
وأضاف الكابتن مهندس وائل الجزار، بطل الجمهورية في رفع الأثقال، وثاني جمهورية في السباحة لهذا العام، أنه يوجد تحول جذري في الحياة له حيث كان بطل الجمهورية في رفع الأثقال عام 2001، ولكن أصيب في حادث أثّر على كتفه ومنعه من ممارسة رياضة رفع الأثقال، قائلًا: "لم أستسلم ولم يمنعني الحادث من ممارسة الرياضة وحصد البطولات" ليتحول تفكيره واهتمامه من رياضة رفع الأثقال إلى التفكير في السباحة والتدريب على يد كباتن عالميين.
وأشار "الجزار" إلى أنه تمكن من الحصول على ميدالية ثاني جمهورية في السباحة وتعتبر أول مشاركة له في تلك الرياضة، تم تكريمه من جهات مخلتفة لحقوق المعاقين، مردفًا: "بقى في تطور واضح وطفرة كبيرة في النظر لفئة المعاقين التي هي جزء لا يتجزأ من المجتمع"، مضيفًا أنهم نالوا اهتمامًا كبيرًا من المسئولين في النظر إلى ملفات الإعاقة، وقد تبلور ذلك بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن عام 2018 هو عام ذوي الإعاقة في مصر.
وأوضح بطل الجمهورية في رفع الأثقال أن هناك العديد من المشكلات في ملف المعاقين، منها فكر البيئة المصرية وامكانيتها الضئيلة نحو تطوير الرياضة بشكل عام، لافتًا إلى أن المجهود المجتمعي مطلوب من توفير اماكن متطورة ومزيد من الاهتمام، بجانب المجهود الذاتي الذي يتم بذله من قبل الرياضيين للتطوير من أنفسهم وحصدهم البطولات المختلفة سواء الدولية او المحلية، موجهًا الشكر للمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، لإضافته بعض الألعاب الرياضية لذوي الإعاقة، لم تكن موجودة في مصر من قبل، مما ساعدتهم في دخول البطولات العالمية وحصدهم بطولات وميداليات كثيرة.
وتابع: ودليل على اهتمام الدولة بذوي الاحتياجات الخاصة هو حصول ذوي الاعاقة على ثمانية مقاعد في البرلمان المصري لتمثيلهم والمطالبة بحقوقهم، قائلًا: "إحنا قادرين نتحدى اعاقتنا بمساندة الدولة لنا"، لافتًا إلى أن السوشيال ميديا لها دور كبير في تواصلهم مع بعضهم البعض بالإضافة إلى تواصلهم مع باقي أفراد الشعب والتعريف بهم وبمهاراتهم الخاصة، مؤكدًا أن تحفيز أبناء الوطن لهم له دور كبير في الاستمرار ورفع تشجيع الجمهور من روحهم المعنوية.
