رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نابوكوف.. الباحث عن "لوليتا" في عيون المراهقين

 الكاتب الروسي الكبير
الكاتب الروسي الكبير فلاديمير نابوكوف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الأوساط الثقافية في العالم، اليوم الأحد، بذكرى ميلاد الكاتب الروسي الكبير فلاديمير نابوكوف؛ والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1899 في سانت بطرسبرج
كتبت أعمال نابوكوف الأولية باللغة الروسية، وبعدما اشتهر عالميًا أصبح يكتب رواياته بالإنجليزية تلك التي عرفت بكونها معقدة، حيث أن حبكة القصص والكلمات المستخدمة فيها كثيرة التعقيد بالإضافة إلى مساهماته في مجالات أخرى مثل قشريات الجناح والشطرنج.
ولد لعائلة أرستقراطية، فأبوه أحد كبار رجال القانون الروس في عصره، وجده وزير سابق من العهد القيصري، وقد تلقى نابوكوف مع إخوته تعليما ثلاثي اللغات بالروسية والإنجليزية والفرنسية، كما وقع في سن مبكر تحت تأثير أستاذه للأدب الروسي الشاعر والناقد فاسيلي هيبيوس.
ومع قيام ثورة أكتوبر 1917، التحق نابوكوف للدراسة بكلية تيرنتي في جامعة كامبريدج حيث درس العلوم واللغات والأدب الوسيط، وتفرغ للأدب بعد ما اغتال عملاء سوفييت والده، فترجم إلى الروسية عددًا من الروايات الأوروبية.
ظهرت أولى رواياته عام 1925 تحت عنوان "ماشينكا"، بعدها ظهرت مسرحيته المعادية للسوفييت "رجل سوفييتي" واتبعها بروايته "الملك السيدة الخادم"، وكانت هذه الفترة أخصب فترات عطاء نابوكوف الإبداعي حيث نشر عمله "الغلطة"، ثم عاد سنة 1934 ونشر أعمالا ملفتة للانتباه مثل "سباق مجنون" و"دعوة للعذاب" وفي هذه الأخيرة عداء شديد للحكم التوليتاري السوفييتي، إلا أنه كتب سنة 1938 لأول مرة رواية باللغة الإنجليزية هي "سيرة سباستيان نايت الحقيقية".
غادر إلى أمريكا للعمل بجامعة استاندفورد، ثم درس الأدب الروسي بجامعات بوسطن وهارفارد، كما نشر دراسة معمقة عن "جوجول"، ولما حصل على الجنسية الأمريكية تم تعيينه في جامعة كورنيل التي نشر منها عمله "الثلمة" وبدأ في كتابة سيرته الذاتية بعنوان "من الشاطئ الآخر.
نشر روايته "لوليتا" التي منعت أول الأمر في أمريكا والتي أبرزت مواضيع مثيرة للجدل، فبطل الرواية همبرت هو أستاذ أدب في منتصف العمر مريض بشهوة المراهقين، يرتبط بعلاقة جنسية مع دولوريس هيز ذات الـ 12 عامًا بعد أن يصبح زوج أمها؛ و"لوليتا" هو لقب دولوريس الخاص.
تميّز هذا الكتاب أيضًا بأسلوب الكتابة؛ فالسرد كان ذاتيًا بحتًا، حيث يروي همبرت مقاطع مجزأة من ذكريات، موظفًا في ذلك أسلوبًا نثريًا متطورًا، في الوقت الذي يحاول فيه كسب تعاطف القارئ من خلال صدقه وأحزانه، على الرغم من أنه قبل نهاية القصة بقليل وصف نفسه بأنه مهووس حرم دولاريس من طفولتها، ثم أشار بعد ذلك بقليل إلى أن "أكثر الأمور بؤسًا في الحياة الأسرية أفضل من المحاكاة الساخرة لزنا المحارم الذي كان يتشاركه مع دولاريس.
بعد نشرها، حققت رواية لوليتا مكانة كلاسيكية وأصبحت إحدى أفضل وأشهر الأمثلة المثيرة للجدل في أدب القرن العشرين؛ دخل الاسم الثقافة الشعبية لوصف الفتاة التي تنضج جنسيًا قبل الأوان؛ أنتج ستانلي كوبريك الرواية كفيلم سينمائي عام 1962، ثم أنتجها أدريان لين مرة أخرى سينمائيًا عام 1997؛ كما عرضت أكثر من مرة على خشبة المسرح، وأنتج عنها أوبراتين وعرضي باليه وعرض موسيقي فاشل على مسرح برودواي بالإضافة إلى انها أصبحت رواية "لوليتا" كتاب الجيب في أمريكا، وباع حقوق تحويلها إلى فيلم بمبلغ 150 ألف دولار، وقد تفرغ في هوليوود لكتابة سيناريو لهذا الفيلم، إلا أنه سافر لأوروبا حيث كتب "النار الخافت"،وفي سنة 1969 كتب أطول رواياته "آدا".
توفي الكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف يوم 2 يوليو 1977م، ومنذ ذلك التاريخ ظهرت عن نابوكوف عشرات الكتب بمختلف اللغات، وكان من أبرزها كتاب بريان بويد "نابوكوف السنوات الروسية" و"السنوات الأمريكية"، وكتاب بالروسية ألفه بورلاكا تحت عنوان "نابوكوف: مع أم ضد"، وكتاب "نابوكوف" ضمن سلسلة "كتاب كل الأزمنة" بفرنسا، وأيضًا نابوكوف واستبدادية المؤلف لموريس كوتيرييه، ثم عمل متميز عن سيرته لأندريوفيلد هو "نابوكوف: حياة كاملة أو تكاد"، وأيضًا "نابوكوف والهجرة المنشودة" لدانييل سوتون.