الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

في صحافة أوروبا.. "الكذب له رجلين"

كارثة تقف وراءها مواقع التواصل

هيلاري كلينتون و
هيلاري كلينتون و دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأخبار الوهمية تساعد على إفراز هرمونات «جنسية»
الجمهور «المتطرف» يميل إلى تصديق «الفبركة».. وحملة ترامب: هيلارى «داعشية»
فرنسا تستعد لحملة الانتخابات الرئاسية ببروتوكول تعاون مع «فيسبوك»

«الكذب ملوش رجلين».. مثل شعبى مصرى، يؤكد أن الكذاب سيتعرض للفضيحة مهما طال الزمن، لكن هذا المثل لا ينطبق على وسائل الإعلام، حتى فى العالم الغربي، حيث الكذب كرة ثلج تتضخم، و«تتعملق» بعد السيادة الطاغية لوسائل التواصل الاجتماعى عبر الشبكة العنكبوتية.
ففى الصحافة.. تخدع الكذبة الملايين الذين يسارعون بكبسة على زر لقراءة تفاصيل تنضح بالكذب.. وكلما قرأوا حصدت المواقع الأرباح.. وتلك هى قواعد «السوق» أو اللعبة، فلا تبحثن عن المصداقية ولا الموضوعية.
وهناك دراسة إيطالية حاولت بحث سؤال: لماذا يحب الناس الأخبار الكاذبة؟
حين يقرر شخص قراءة خبر كاذب أو فضيحة، فإن ذلك يرفع من مستويات هرمون «الأكسيتوسين» وهو الذى يُفرز عند ممارسة العلاقة الحميمية.
هنا يبدو أن هناك «حاجة فسيولوجية» وراء الأمر!
لكن إلى أين تذهب بنا الأخبار الكاذبة؟ الإجابة فى دراسة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية، قالت فيها إن صعود الأخبار الكاذبة كان وراءها انتشار مواقع التواصل الاجتماعى مثل «تويتر» و«فيسبوك»، حيث حصلت هذه المواقع على شهرة واسعة خلال السنوات الماضية، وقالت الدراسة إن تلك المواقع لعبت دورا كبيرا فى استهلاك الأكاذيب لزيادة عدد المستخدمين. 
ووفقا للباحثين، فإن أكثر من ٨٠٪ من الطلاب الذين أجريت عليهم الدراسة عجزوا عن تمييز الأخبار الحقيقية من الكاذبة.
البروفيسور «سام وينبرج» المشرف على الدراسة قال: «نسبة كبيرة من طلاب الثانوية يصدقون الأخبار التى تنشرها حسابات فيسبوك، دون تحديد هل هؤلاء الأشخاص جديرون بالثقة أم لا»؟

وبدأ الباحثون فى جامعة كاليفورنيا بقيادة أستاذ الأنثربولوجيا «دانيال فيسلر» بإجراء دراسة عن نتائج الأخبار الكاذبة ومن تستهدف؟ 
تقول الدراسة، إنه طوال عام ٢٠١٦ ومنذ بدء حملة الانتخابات الأمريكية كان المحافظون فى أمريكا هم الجمهور المستهدف، فالليبرالى لن يصدق أن المسلمين جميعهم يرغبون فى قتل الأمريكيين، بينما يصدق المحافظ والمتشدد واليمينى ذلك.
واستنادا للدراسات، تعمد القائمون على حملة الرئيس الجمهورى «دونالد ترامب» نشر الأخبار الكاذبة لتخويف المجتمع الأمريكى من المهاجرين المسلمين على وجه التحديد. 
فعلى سبيل المثال هناك خبر يقول إن «داعش» يدعم هيلارى كلينتون فى سباق الانتخابات الرئاسية، لتجد أن المتشددين رافضى كلينتون، أول من يصدقون ويقومون بمشاركة الخبر على صفحاتهم الخاصة فى موقع التواصل الاجتماعي.
وتؤكد الدراسة الأمريكية أن الانتماء السياسى يحدد بشكل كبير مدى سرعة انتشار الخبر الكاذب، حيث إن التيار الليبرالى ستجده يميل لتقبل الآخر، بينما اليمينى يميل لرفضه.. بالتالى تصديق ما يفيد بأن خصمه وحش وهمجي.

الرئيس التنفيذى لعملاق التكنولوجيا «آبل»، تيم كوك يصف الأخبار الكاذبة بأنها قد تقتل عقولنا.
وكانت «فرنسا» أول من التقط الخيط، وبدأت تتعاون مع «جوجل» و«فيسبوك» لتأسيس آليات للتحقق من الأخبار ومدى صدقها، ومع اقتراب شهرى إبريل ومايو اللذين سوف يشهدان حربا انتخابية فى باريس، تتضح الرؤية ويتفهم الجميع سبب التحركات الفرنسية لإنشاء جيش إلكترونى جديد قادر على التصدى لروسيا لحماية الديمقراطية الفرنسية.
وترى السلطات الفرنسية أن الكرملين بات مصدر قلق وتهديد مباشر للمجتمع، لا سيما مع وجود المرشح اليمينى الفرنسى فرانسوا فيون الذى لم يخف ميله وتودده للرئيس الروسي.
يقول جان سيلفستر مونجرينى، أستاذ العلوم السياسية فى الشئون الروسية بجامعة باريس، بعد الضم الروسى غير المشروع لشبه جزيرة القرم والحرب فى أوكرانيا، إن الحكومات الغربية تواجه مخاطر تتعلق بحدود منظمة حلف شمال الأطلسى «الناتو».
ويستعد العملاق آبل لإنشاء آلية جديدة للتحقق من مدى صحة الأخبار، ويرى ادى كيو نائب رئيس الشركة، أنها وشركات التكنولوجيا الأخرى مسئولة بشكل مباشر عن أزمة الأخبار المزيفة.
وترغب آبل فى التأكد من مصداقية القصص الإخبارية، لكنها لم تفصح حتى الآن عن خطتها الجديدة للتصدى للأخبار الوهمية. 
وبعد تعرض الشركات التقنية للانتقاد لعدم تصديها للأخبار الكاذبة، تتعاون شركتا «فيسبوك» و«ألفابت» المالكة لـ«جوجل» على آليات للتعرف على الأخبار الكاذبة ووضع علامة عليها لتنبيه المستخدمين. 
وأفاد متحدث باسم جوجل فى فرنسا، أن الشركة ستبدأ برنامجا جديدا للبحث عن الأخبار وفحصها، بالتعاون مع وكالات إخبارية مثل وكالة الأنباء الفرنسية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة يجرى أيضا بحث إطلاقها فى ألمانيا، التى ستشهد انتخابات برلمانية فى سبتمبر المقبل.
والتحقت بالركب بريطانيا أيضا، لكنها لم تتجه لسيلكون فالى مثل فرنسا، وبدأت فى إعداد جيش جديد من المراهقين وتدريبهم فى مجال الأمن السيبراني، ويهدف البرنامج البريطانى لخلق كوادر جديدة من أجل التصدى للهجمات الإلكترونية التى من شأنها تدمير البنية التحتية للبلاد.
وبالفعل فإن آلاف المراهقين البريطانيين سيخضعون للبرنامج من أجل تعزيز الدفاع عن المملكة المتحدة فى حال تعرضها للهجوم من قبل قراصنة الإنترنت.