الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"صالح" و"مروة" صاحبا أشهر صورة في حصار "حلب" لـ"البوابة نيوز": الحب في زمن الحرب أجمل.. لا نملك شيئًا يعيننا على الحياة.. ونعيش ظروفًا صعبة

صالح ومروة
صالح ومروة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يشعر فى حياته بمدى القهر الذى تحوَّل بداخله إلى وحش مهزوم، فأصبح يدوِّن على جدران حلب عباراتٍ تؤكد أنه سيرجع يومًا قويًّا، كما غنّت من قبل فيروز، اعتذر لمحبوبته حلب وكتب لها: "سنرجع يومًا"، واحتضن زوجته تلك التي يعشقها وكتب لها: "إلى مَن شاركتني الحصار أحبُّك"، وكأنه لقي في جدران حلب الملاذ الأخير لوداع قطعة من قلبه، كما وصفها.



"الحب فى زمن الحرب جميل.. لكنه مؤلم"، تلك كانت كلمات البداية فى حديثنا الخاص ضمن ملف " حلب تتحدث "مع مروة ابنة الـ20 عامًا وزوجها صالح ابن الـ25 عامًا، صاحبي الصورة الشهيرة والتى لم يكن يخطر ببالهما أنها ستصبح أيقونة إلهام للعاشقين في العالم كله.
بدأت القصة حين التقى صالح الذي يعمل في مجال تصوير الأفلام الوثائقية بمروة منذ عدة أشهر خلال تصويره فيلمًا شاركته فيه التمثيل، فيقول صالح : كنت أبحث عن فتاة تأخذ دور البطولة في فيلم كنت أنوي تصويره في حلب عن معاناة المدنيين تحت الحصار، وحينها تعرفت على مروة (20 عامًا)، وأصبحت بطلة الفيلم وشريكة حياتي في الوقت نفسه.
رُوحها المرحة وضحكتها هما ما جعلا صالح يتقدم لخطبتها، غير مُبالٍ بظروف الحرب التي تعيشها بلادهما، فالحب بات أقوى من كل شيء.


وأكد صالح: "أنه لم يكن قرار الارتباط سهلًا لما نعيشه من أجواء الحرب، ولكن تعلمنا أن نصنع الفرح من أبسط الأشياء"، وقال: "في أول أيام الخطبة قررت مروة أن تصنع قالبًا من الكيك للاحتفال، ولظروف الحرب لم نكن نمتلك سوى الدقيق، فأخذنا البيض من أحد الجيران الذي كان يمتلك بعض الدجاج في حديقة منزله، وأخذنا السمن من جارٍ آخر، واستخدمنا قليلًا من حليب الأطفال بعدما أبدلنا الشوكولاتة بالتمر وسمّيناه كيك الحصار".
وعن زواجهما، مضيفًا: "لم تطلْ فترة الخطبة وتَزامن يوم زواجنا مع بدء الحملة التي شنّتها قوات النظام السوري على أحياء حلب المحاصَرة، فاختصرنا الزفاف باحتفال صغير ضمَّ أهل مروة وبعض الأصدقاء، لكن تغيبت عنه عائلتي لأنها تعيش خارج الحصار".
وتابع: "وسط الحصار وبعد يومٍ واحد فقط من الاقتحام الأول لقوات النظام والميليشيا الموالية له لأحياء حلب الخاضعة للمعارضة، أعلنت أنا ومروة زواجنا رغم الخوف الذي كان يداهم قلوب نحو 250 ألف محاصر".



وعن قصة صورتهما واصل صالح: "كنت أحمل معي علبة دهان بخاخ، قررت أنا ومروة أن نترك شيئًا على جدران مدينتنا قبل الرحيل فكتبت: "راجعين" فردت مروة: "يا هوا"، وعلى جدار آخر كتبت لها: "إلى من شاركتني الحصار.. بحبك"، ثم رسمنا التاريخ المقرَّر لخروجنا الأخير من مدينة احتضنت سنوات حياتنا وكل ما نملك من ذكريات".
ومن العجيب أن تلك الصورة التي التقطاها معًا كانت فى 15 ديسمبر 2016 كانا يعتقدان أنهما سيخرجان يومها من حلب، لكن شاء القدر أن يمنعهما لتخرج صورتهما من مر وضيق الحصار قبلهما بعدة أيام، مؤكدًا أنه "لم أكن أتوقع أن صورتنا أمام هاتين العبارتين ستنتشر بهذا الشكل، وقد أغاظت قوات النظام جدًّا، حتى إنهم التقطوا صورًا على الجدار نفسه نكاية بنا.
ليبقى السؤال الأخير الذى بات يسأله الملايين عبر العالم عن مصير هذين الزوجين الشابين بعد تهجيرهما من بيتهما ومدينتهما، ليجيب صالح عن هذا السؤال قائلا : "نتنقل أنا ومروة لدى المعارف والأصدقاء، فنحن لم نعد نملك أي شيء يعيننا على الحياة، ليس نحن فقط، ولكن هذا حال الآلاف من أهالي حلب المهجرين، فنحن جميعًا نعيش ظروفًا إنسانية صعبة يعلم بها الجميع".

للعوده الى باقى الملف من هنا