الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

تفاصيل آخر 48 ساعة في حياة الساحر داخل مستشفى الصفا

«الإنسان ضعيف» تلخص «رحلته القصيرة» مع المرض

 محمود عبدالعزيز
محمود عبدالعزيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد صراع قصير مع المرض، ومشوار طويل من التألق والإبداع، رحل عن عالمنا الفنان «الساحر» محمود عبدالعزيز، صاحب الأعمال التى ساهمت فى تميز مشوار السينما المصرية على مدار تاريخها، وتركت لمحبيه ذكريات خلدته فى قلوبهم بقدر تفردها وتميزها عما سواها من أعمال أخرى.
وتمكنت «البوابة» من اختراق «حاجز السرية» الذى أحاطت به أسرة الفنان الراحل، أيامه الأخيرة داخل مستشفى الصفا بالمهندسين، وعلمت أن الحالة الصحية للساحر تدهورت بشدة خلال اليومين الماضيين، وفشل الأطباء فى التعامل معها، فى ظل النقص الكبير لنسبة «الهيموجلوبين» فى دمه، وانتشار مرض «السرطان» فى جميع أنحاء جسده، بالشكل الذى استحال معه العلاج بالأدوية، لذلك اكتفى الأطباء بإعطائه المسكنات فى آخر يومين قبل رحيله.
وعانى «الساحر» أيضًا من وجود أنسجة داخل الفم أدت لـ«تورم فى اللثة»، وتمت إزالته جراحيًا، لكنه ظل يعانى من مشاكل فى التنفس، كما أجرى له عملية نقل دم فى نفس يوم الوفاة.
وشهدت الساعات الأخيرة فى حياة «عبدالعزيز» بمستشفى الصفا بالمهندسين، والتى قضى فيها الفنان الراحل لحظاته الأخيرة، قبل أن ينتقل إلى جوار ربه فى التاسعة من مساء أمس الأول السبت، وجود زوجته الإعلامية «بوسى شلبي»، وأبنائه، والنجمتين «صابرين» و«إلهام شاهين» اللتين كانتا تزورانه قبل لحظات من وفاته، واستقبل الجميع خبر الوفاة بحالة من الحزن الشديد، وساد الأجواء هناك أصوات بكاء ونحيب قادمة من جناحه الخاص بالمستشفى.
ووفقًا لمصادر بـ«مستشفى الصفا» فإن النجم الراحل قضى أيامه الأخيرة داخل «جناح خاص» بالمستشفى، برفقة زوجته وأبنائه الذين كانوا يستقبلون الفنانين دون أن يسمحوا لأحد بالدخول، بسبب صعوبة حالته الصحية، مشيرة إلى أنه تم نقل الجثمان إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى حتى موعد الدفن الذى تقرر أن يكون بالإسكندرية، مسقط رأس «الساحر»، وذلك بعد أن تم تشييع الجثمان من مسجد الشرطة بمدينة «الشيخ زايد» بمدينة السادس من أكتوبر. 
ونُقل «عبدالعزيز» إلى المستشفى، الشهر الماضي، إثر إصابته بأزمة صحية، وظهور التهابات وأورام فى اللثة والفك، إلا أن وضعه الصحى تدهور، وضعفت مناعة جسمه بشكل كبير.
وامتلأت قائمة الناعين لرحيل «مزاجنجى الفن»، بداية من الكاتب الصحفى «حلمى النمنم»، وزير الثقافة المصري، الذى وصفه فى بيانه بـ«الساحر»، مضيفًا: «محمود عبدالعزيز فنان مصرى عظيم أثرى الحياة الفنية المصرية بموهبته التى جعلت منه ساحرا بحق»، وصولًا إلى نعى عدد كبير من الممثلين والفنانين المصريين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينهم محمد صبحي، والكاتب الصحفى عماد الدين أديب، وأنغام وعمرو دياب وأحمد حلمى ومحمد هنيدي.
وحرص عدد كبير من نجوم الفن، والمحبين لـ«الساحر» على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، وتوافد الكثير منهم إلى مستشفى «الصفا»، حيث مقر جثمانه، بعد خبر وفاته الذى كان بمثابة صدمة كبرى فرضت حزنا واكتئابا شديدا على كل العاملين بالوسط الفنى وجمهوره.
وتم تشييع جثمان «الساحر»، بعد صلاة ظهر أمس الأحد، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بـ٦ أكتوبر، على أن يتم دفنه بمقابر الأسرة بمحافظة الإسكندرية، ويتلقى نجلاه محمد وكريم محمود عبدالعزيز، وزوجته الإعلامية بوسى شلبي، العزاء فيه بنفس المسجد، بعد غد الأربعاء.
«عبدالعزيز» من مواليد ٤ يونيو ١٩٤٦ فى الإسكندرية، وتحديدًا فى «حى الورديان»، تخرج فى كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية عام ١٩٦٦، وظهر لأول مرة فى مسلسل «الدوامة» فى أوائل السبعينيات، ثم شارك فى فيلم «الحفيد» عام ١٩٧٤، وبعدها توالت بطولاته السينمائية، قدم نحو ٩٠ فيلما للسينما المصرية، وأكثر من ١٥ مسلسلا تليفزيونيا وإذاعيا، إضافة إلى عدد قليل جدا من المسرحيات لا يتجاوز أصابع اليد.
بدأ مشواره مع التليفزيون فى ١٩٧٣ بمسلسل «الدوامة»، إخراج نور الدمرداش، لكنه سريعا ما اتجه إلى السينما ليشارك فى أفلام كبيرة مثل «غابة من السيقان» عن قصة الكاتب إحسان عبدالقدوس، وإخراج حسام الدين مصطفى، و«الحفيد» تأليف عبدالحميد جودة السحار وإخراج عاطف سالم.
ومع نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات نجح فى اكتساب ثقة المخرجين والمنتجين فى تحمل دور البطولة فقدم «العذراء والشعر الأبيض» أمام نبيلة عبيد فى ١٩٨٣ و«تزوير فى أوراق رسمية» أمام ميرفت أمين فى ١٩٨٤ و«إعدام ميت» فى ١٩٨٥ و«الجوع» أمام سعاد حسنى فى ١٩٨٦.
وفى ١٩٨٧ سجل عبدالعزيز بصمته الأبرز فى عالم الفن بالمسلسل التليفزيونى «رأفت الهجان» المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية والذى جاء فى ٣ أجزاء.
بلغ قمة تألقه فى عقد التسعينيات، وهو ما ظهر فى فيلمه «الكيت كات»، إخراج داود عبدالسيد فى ١٩٩١ الذى نال عنه عدة جوائز محلية ودولية، فضلًا عن أدواره المتميزة فى فيلمى «العار» و«الكيف».
ومع مطلع الألفية الجديدة عاد من جديد لشاشة التليفزيون ليصنع مجموعة مميزة من المسلسلات مثل «محمود المصري» فى ٢٠٠٤ و«باب الخلق» فى ٢٠١٢ و«جبل الحلال» فى ٢٠١٤ و«رأس الغول» فى ٢٠١٦ الذى كان آخر أعماله الفنية.
وكان عبدالعزيز متزوجا من المذيعة التليفزيونية «بوسى شلبي»، وله من زيجة سابقة ابنان يعملان بالفن هما المخرج والمنتج محمد والممثل كريم.