الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إعلام الإبراشي وأديب والليثي إلى أين؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا، معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزة حد يفهمنا، وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا وعايزين حبيايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين، يرد على اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه. 
سواق التوكتوك بطل السوشيال ميديا مؤخرا هل هو بطل من ورق؟، فهو مطلوب حيا لدى رئيس الوزراء. فقد تحول سائق التوكتوك من أبناء مصر المهمشين إلى أيقونة ومثال للمواطن المطحون (خريج التوكتوك مع مرتبة الشرف بدرجة امتياز)، حد يفهمنا ما هذه الضجة حول حديثه وانتقاد ما يحدث الآن من الظروف المعيشية الاقتصادية للبلد، إيه اول مرة يسمعوا شكاوى المواطنين (ببص لروحى فجأة لقيتنى كبرت فجأة تعبت من المفاجأة). أصابع الاتهام أشارت إليه فهل هو إخوانى أم أنه (سائق مأجور تقاضى عشره آلاف جنيه قبل التصوير) لعمل بلبلة بين المواطنين كما يقال؟. فكر ثوانى تكسب (قلة أدب واتهامات بالخيانة والعمالة)، فهو أصبح مطلوبا حيا من قبل رئيس الوزراء للحديث معه عما قاله (ما تخليه يتكلم يافوزية).. حد يفهمنا وادينى عقلك هل هذا الحدث أهم من أحداث سيناء الأخيرة واستشهاد جنودنا فى عملية خسيسة إرهابية!! حد يفهمنا إلى متى سيظل الإرهاب فى سيناء، هكذا يكون الحديث يا سيادة رئيس الوزراء هذا هو الحدث الأهم والجلل وليس البحث عن مواطن بسيط تحدث عما يشعر به من (العيشه واللى عايشينها).. إن الغضب الذى امتلك البعض ليس له تفسير وقد أصبح حديثه وهو يجلس فى التوكتوك كمن يجلس على الكرسى الكهربائى، فقد صعق الناس بكلامه البسيط الحاد وصعق هو شخصيا، وناله من الكهرباء ذات الفولت العالى فيما بعد ما قد يجعله يختفى عن الأنظار لأعوام وأعوام.. حد يفهمنا إيه اللى حصل؟.. هل لأنه تحدث بطلاقة عما يحدث فى مصر من وجهة نظره، أم أنه جاء فى توقيت يسد النظام فيه أذنيه عن مشاكل المواطن البسيط الحالية، جاء كلامه ليحدث جرحا غائرا فى قلب البلد.. والذى أدهشنى ردود فعل الناس على ما قاله فهل ما قاله بعيد عن الحقيقة؟.. مصر كانت ترسل كساء الكعبة وهذا ليس بزمن بعيد وكانت تقرض بريطانيا وكانت وكانت.. ولست هنا لأسرد تاريخ مصر الحديثة اقتصاديا قبل ثوره ٥٢ فهذا رأى الكثير من أصحاب الطبقات الكادحة المصرية. حد يفهمنا أين المشكلة، فهل أصاب كبد الحقيقة؟.. بدأت أصابع الاتهام تشير إليه وتضعه فى قفص الاتهام بأنه إخوانى ومأجور بالاتفاق مع الليثى وأن الليثى نفسه خاين وعميل للإخوان وأن السائق مدرس ومتعلم.. وشوية شوية سنكتشف أنه يقيم فى قصر من قصور المنصورية ويقوم بتمثيل دور التوكتوك أقصد السائق (فيلم الموسم وكل موسم)، والمفروض يا أستاذ عمرو يكون التصوير فى (واحد من الناس) فى أحد القصور الفخمة ومن أحدث موديلات السيارات.. يكون الحوار مع أحد المواطنين للحديث عن أزهى عصور مصر الآن فهؤلاء هم (واحد الناس وليس سواق التوكتوك وليس فى الشارع) فهذه هى ضريبة الصدق فى الإعلام المصرى. فمنذ فترة شاهدت عمرو أديب فى برنامجه الجديد وبداية موفقة له ولكن ما بين إعلام أديب والإبراشى وإبراهيم عيسى علامات استفهام كثيرة، فعمرو يتحدث عن إنجازات النظام والبلد وتصدير الصورة الإيجابية للمواطنين وظهور بعض رجال الأعمال (الفلول) ومحاولة تحسين صورتهم أمام الناس، وكل ده (مش عيب) لأن زى ما فى سلبيات فى إيجابيات وفى مجهود جبار يبذل فى بناء هذا البلد لابد من إبرازه مقولة سائق التوكتوك (تشوف مصر فيينا فى التليفزيون ).. فى حين نجد الإبراشى الذى يتعرض لحملة شرسة من الهجوم عليه واتهامه بأنه (وائل حريقة) لنقل مشاكل الناس وأوجاعهم بصدق وأمانة فهو ليس من أصحاب شعار (إنى لا أكذب ولكنى أتجمل) زى ما قال بتاع التوكتوك بردو (أنزل فى البلد ألاقى بنت عم الصومال)، (مش عيب) نواجه الحقيقة المرة ونحاول نعالج السلبيات. ونجد إبراهيم عيسى (فيلسوف الإعلام الحائر) ما بين أولويات المرحلة الراهنة من الفشل فى الملف الاقتصادى للنظام وإهدار المال العام فى مشاريع من الممكن ألا تقام فى الوقت الحالى وبين الاعتراض الدائم على ما يتخذ من خطوات لبناء البلد، فمن وجهة نظره كان من الممكن الاستفادة بهذه المليارات لحلول أزمة التعليم والصحة وفتح مشروعات لحل أزمة البطالة للشباب وزيادة الدخل القومى للفرد، (مش عيب) لكن العيب أننا لا نجد إعلاميا واحدا يجمع بين كل هذه الصفات جميعها بدون تدخلات من الدولة أو العمل على أجندة بعينها خاصة بأصحاب القنوات وأهوائهم السياسية ونقل ما يحدث بمصداقية وأمانة من سلبيات وإيجابيات ونقل مشاكل ووجع الناس، فالإعلام (تائه ما بين الوهم والحقيقة) فاهمين ولّا محتاجين حد يفهمنا.
hend.farahat12@gmail.com