الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.."صائد الدبابات" يكشف كيف حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. عبدالعال: دمرت 18 دبابة للعدو.. وفرقة مظلات إسرائيلية استهدفت قتلى لتكبيدهم خسائر كبيرة.. وقائدي تعهد بتكريمي محمولاً على الأعناق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إبراهيم السيد عبدالعال، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والذي لقب بصائد الدبابات بعد تمكنة من استهداف 18 دبابة وسيارتين مدرعتين للعدو الإسرائيلى خلال الحرب المجيدة.
ثلاثة وأربعون عاما مرت ومازال عبدالعال يتذكر أيام الحرب كما لو كانت بالأمس حتى زملائه الذين شاركوا معه، بدءا من قائد كتيبته وحتى أعلى رتبة عسكرية حينها.
"البوابة" انتقلت إلى منزل عبدالعال لترى حائطا من الانجازات داخل منزله المتواضع في مدينة طلخا، والتي تضم شهادات تقدير من المؤسسة العسكرية وعددا من المؤسسات الحكومية تكريما لدوره الملموس خلال الحرب.


يقول عبدالعال: كنت مجند رقيب بالقوت المسلحة عقب انتهاء دراستى حتى وصلت إلى حكمدار طاقم صواريخ فهد بالفرقة 16 مشاة ك35، بعد أن التحقت بالقوات المسلحة عام 69، وكنت من أفراد قوات المدفعية صواريخ فهد مالونيكا المضادة للدبابات، وبعد تدريب لمدة ستة أشهر تمت ترقيتي من عريف إلى رقيب، وكان دوري تأمين السرية وحماية قيادة جسر شط القناة. 
وأضاف عبدالعال، في البداية تلقينا التدريبات على يد خبراء روس بطرق قاسية للغاية لأننا كنا نسمع منهم دائما أنه لايوجد في العالم جندى يستطيع الحصول على درجة ممتاز في دقة التصويب بالصواريخ الأهرام سوى الروس فقط، ولكن كانت سعادتنا لا توصف عند نهاية الاختبار بعد أن كنت أنا وتسعة من زملائى قد حصلنا على درجة ممتاز مما أدهش الخبراء الروس، حتى بعد طرد الروس من مصر قام باستكمال التدريبات لنا ضباط مصريين بمستوى مرتفع في التدريب أكثر كفاءة من الخبراء الروس.
وتابع عبدالعال: أنه في ذلك الوقت كل ما كان ينشر في الصحف هي تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلى "بن جوريون" الملقب عندهم "بنبى إسرائيل المسلح"، أن حدود إسرائيل حيث يقف جنودنا مما جعل من عزيمتنا أكبر على تدمير العدو المغرور.
وواصل صائد الدبابات سرد الأحداث فيقول: "إن ما أثار دهشتى هو أن إسرائيل قد انتصرت في حرب 1967 من حدود غير آمنة وانتصرت مصر في حرب أكتوبر من حدود اعتبرتها إسرائيل آمنة.
وقال عبدالعال: قمنا بتدريب خارجي على إعداد الصورايخ واستطعنا تحقيق أرقام قياسية في الإعداد والتجهيز يفوق المعدلات الزمنية للخبراء الروس الذين تعلمنا على أيديهم، مما كان حافزا مهما لانتصارنا.
وعن بداية الاستعدادات يقول عبدالعال، في عام 1970 حصلت على درجة عريف نظرًا للكفاءة في التدريب، وكان لهذة الترقية عظيم الأثر في الاستمرار والتقدم والتدريب وتم انتقالى هذا العام من طنطا إلى طريق القاهرة السويس وتم إجراء العديد من المسابقات في الرماية على مستوى الكتيبة، وكذلك بين الكتائب على مستوى القوات المسلحة وحصلت الكتيبة 35 فهد على المركز الأول، وبعد الحصول على هذه النتيجة تم تنفيذ رماية بالصواريخ الحية أمام مدير المدفعية، وكان أول الرماه هو زميلى العريف محمد عبد العاطى على دبابة هيكلية على مسافة "205 كم"، وتم إصابة الهدف مما أثار إعجاب جميع الحاضرين من القيادات، إلى أن جاء دوري في الرماية وكنت في حالة رهبة شديدة خاصة وأن كل الحاضرين من القيادات، وتم التركيز حتى قمت بإطلاق الصاروخ وإصابة الهدف ونظرا لكفاءة الكتيبة في الرماية تم إلحاقها بمدفعية الفرقة 16 مشاة في نوفمبر 1970.
وقال: إن قائد الكتيبة في ذلك الوقت كان الرائد جلال الجيار إلى أن تم نقله، وجاء خلفا له الرائد عبدالجابر أحمد على، وكان رجلا صعيديا شديد الصرامة والحزم، وكنا نتلقى تدريبات في غاية الشدة حتى وصلت فصيلتى للعمل في مواجهة الكتيبة 16 مشاة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى، والتي كانت رتبته في ذلك الوقت مقدم أركان حرب.
وعن الانتصار يقول عبدالعال: تم العبور مع الموجات الأولى للعبور مع الكتيبة 16 مشاة في القوارب المطاطية وكنت أحمل الصواريخ مع باقى أفراد الطاقم بكامل أسلحتنا ومعداتنا، ولم أقم بالاشتباك في ذلك اليوم ولكن تم تدمير أكثر من 10 دبابات بواسطة جنود الكتيبة 16 مشاة بقيادة المقدم أركان حرب حسين طنطاوى إلى أن وصلنا يوم 7 أكتوبر حتى قام العدو بالهجوم علينا بعدد كير من الدبابات وقمت بتجهيز الصواريخ وإطلاق الصاروخ الأول وكان الجميع يراقب الصاروح في اتجاة الدبابة، ولكن سقط على الأرض لانتهاء زمن المرور حيث كانت الدبابة خارج المدى وحزنت جدا ولم يدم حزنى كثيرا حتى شاهدت الدبابة وهى تدمر من صاروح آخر أطلق عليها من طاقم آخر على مقربة منها، وبعد فترة أعاد العدو الهجوم علينا بالدبابات، وأطلقت صاروخا آخر عليها وتم تدميرها وانسحبت باقى الدبابات إلى أن وصلنا ليوم 8 أكتوبر وصدرت الأوامر بالتقدم لمسافة 12 كيلو من القناة وعند الدخول للموقع المحدد تم تجهيز الصواريخ؛ للتأكد من صلاحيتها وبدأ العدو الهجوم بـ10 دبابات في آخر ضوء وكانت الدبابات تتقدم بسرعة كبيرة وقمت بإطلاق صاروخ على إحدى الدبابات وتم تدميرها وتوالت الصواريخ من الأطقم على الدبابات حتى قام العدو يوم 9 من أكتوبر بقصف مدفعي وجوي بصورة عشوائية على مواقع الكتيبة، وفى نفس الوقت تقدمت الكثير من دبابات العدو في اتجاهنا وكنا مستعدين لهذا الهجوم بصواريخنا وقمت بتدمير 6 دبابات للعدو في أقل من نصف ساعة، وكنت سعيد بهذا العدد حتى طلبت من قائد السرية التقدم للأمام لعمل كمائن للدبابات التي خارج مرمى الصواريخ، ولكن رفض حتى أحقق أكبر معدل من تدمير الدبابات وأكدلى أنه سوف يحملنى على كتفة بعد انتهاء المعركة ليقدمنى لرئيس الجمهورية نظير الأعمال التي قمت بها.
وواصل عبدالعال سرد أيام النصر، قائلا" تم الاشتباك مع العدو في يوم 12 أكتوبر مع عدد من الدبابات التي تهاجمم الكتيبة والتي كانت تحاول التحرك بصورة متقاطعة معينة بغرض تشتيت الصواريخ، ولكن تم تدميرها حتى يوم 13 أكتوبر حتى الساعة العاشرة صباحا شاهدت 7 دبابات تتقدم للهجوم على الكتيبة، وهى تطلق النيران في كل اتجاة بغرض تدمير أطقم قنص الدبابات وعند دخولها مرمى الصواريخ تم الإطلاق عليها وفي يوم 14 أكتوبر كانت الدبابات تهاجمنا منذ الصباح وبسرعة شديدة، وأطلقت أول صاروخ على أول دبابة ودمرتها وحاولت باقى الدبابات الهرب، وهى تطلق ستائر دخان لستر انسحابها ولكن تم إطلاق صاروخ وتوجيهه ننحو الدبابة وتم إصابتها من لخلف وفرت باقى الدبابات". 
وعن يوم 16 من أكتوبر يقول: "صائد الدبابات" مع أول ضوء كانت أمامنا العديد من دبابات العدو تتقدم نحونا بسرعة كبيرة محاولة اختراق موقعنا وكنا في سباق مع الزمن لتجهيز الصواريخ؛ لصد أي هجوم وكانت المسافة بين الصواريخ والدبابات في حدود 2 كيلو وتم إطلاق أول صاروح وأصاب الدبابة التي اشتعلت من الداخل وتم إطلاق صاروخ آخر فدمر دبابة أخرى، وتمت مهاجمتنا بواسطة أفراد المظلات الإسرائيلية وكانوا على بعد أمتار منا يطلقون نيران رشاشاتهم علينا، واستشهد العديد من أفراد المشاة وخطرت لى فكرة حتى نتمكن من قتل أفراد العدو القريبة منا فقمت بخلع الخوذة ووضعها على الكوريك، وأقوم برفعها في الهواء فيقوم العدو بإطلاق النار وانزلها مرة أخرى واستمررت عدة مرات حتى قمت آخر مرة بعدم رفعها فاعتقد العدو أنهم قتلونى وتقدموا نحونا في ثقة إلا أنهم فوجئوا بوابل من النيران وقتلناهم جميعا.
وأكد عبدالعال: أنه تم الانتقال خلال يوم 17 أكتوبر لموقع آخر على يمين الكتيبة 16 مشاة نحو تبة مرتفعة، وتم تجهيز الصواريخ وشاهدت إحدى عربات العدو المجنزرة التي تحمل بعض الأفراد تتقدم نحونا وقمت بإطلاق صاروخ عليها وشاهدت طائرة هليكوبتر للعدو واقفة في السماء وخطرت لى فكرة تدميرها، وهى كانت جال منظار التحكم ولكن إحدى طلقات مدفعية العدو أصابت الصاروخ ودمرته ولم أتمكن من هذا الصيد الثمين.
وعن آخر يوم له بالمعركة روى عبدالعال أنه في يوم 18 أكتوبر تم إمداد الكتيبة ببعض الصواريخ والذخائر وعند الظهر شاهد دبابة إسرائيلية متسللة وحلفها أربع دبابات أخرى في اتجاة الكتيبة، وأطلق عبدالعال الصاروخ على الدبابة والتي كانت في المقدمة وتم تدميرها وتعامل باقى الرماة مع الدبابات الأخرى وتم تدمير دبابة منهم وتقدمت باقى الدبابات نحو الكتيبة إلى أن تمكن أحد الرماة من الضرب نحوها ولكن لم يتم إصابتها، وقمت بإطلاق صاروخ عليها وإصابتها وتدميرها ليصل إجمالي ما قمت بصيده من معدات العدو 18 دبابة، وتم منحى وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى في 21/10/1990 طبقا للقرار الجمهورى الصادر من الرئيس الراحل محمد انور السادات رقم 220 لسنة 1974.
وعن الوضع الراهن، أكد عبدالعال أن أبطال القوات المسلحة الذين يواجهون الإرهاب في سيناء لايقلوا أهمية عن المصريين الذين استطاعوا تحرير الأرض، مؤكدا أن جنود القوات المسلحة قادرون على إتقلاع جذور الإرهاب من سيناء والحفاظ على تراب سيناء.
وشدد عبدالعال في نهاية حديثه على أن الجيش المصرى قادر على حماية الدولة وردع كل من تسول له نفسة أن يمسها بسوء، قائلا" العدو في سيناء أصبح متخفيا تحت ستار الدين وقتل باسم الدين والدين منهم بريء، ويحاولون بكل غدر وخسة أن ينالوا من قواتنا ولن يتحق ذلك طالما أن هناك جيشا مصريا قويا قادرا على صد أي عدوان".