رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"طواف القدوم".. الشعيرة الأولى في مسيرة زوار بيت الله

يسقط عن المقيم بمكة والقاصد عرفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الطواف».. أحد أركان الحج الأساسية، وهو الشعيرة الأولى من شعائره بعد إحرام الحاج من الميقات المخصص له، ويكون بالطواف حول الكعبة فى أشواط سبعة، يبدأها من أمام الحجر الأسود، وينتهى عنده، بأن يجعل الحاج الكعبة على يساره ويبدأ فى الطواف حتى ينتهى، ويكون تحية للبيت الحرام وبديلًا عن أداء ركعتى تحية المسجد عن الدخول. 
وينقسم الطواف إلى ثلاثة أنواع.. «طواف القدوم، الإفاضة، الوداع».
طواف القدوم: الشعيرة الأولى من شعائر الحج، ويسمى طواف التحية، ويؤديه المفرد بالحج أو القارن بين الحج والعمرة، أو المتمتع بالعمرة إلى الحج، ويقوم به الحاج عند بدء المناسك، بعد أن يحرم من ميقاته، ويبدأ الطواف حول الكعبة باستقبال الحجر الأسود ثم يبدأ بالطّواف، وبعدها يصلى ركعتين فى مقام إبراهيم كما فعل الرسول حين قدم إلى مكة لأداء فريضة الحج فى حجة الوداع، حيث يسمى بـ«طواف التحية» لأنّ أول ما تقع عليه عين الحاج أو المعتمر هى الكعبة.
ويسقط «طواف القدوم» عن ثلاثة، أولهم: قاطنو مكة المقيمون فيها دائمًا، فليس عليهم إلا طواف الإفاضة، ولا يؤدون طواف قدوم، وثانيهم: المعتمر والمتمتع، وثالثهم: الحاج إذا أدركه يوم عرفة، وقصد عرفة للوقوف، لأن هذا اليوم أولى بالوقوف فيه على عرفة، حيث قال المالكية «يجب على من أحرم من الحِلّ ولو كان مكياً، وتجب الفدية على من قصد عرفة وترك طواف القدوم وكان الوقت متسعاً»، وقال الحنابلة «يطوف المتمتع للقدوم قبل طواف الإفاضة، ثم يطوف طواف الإفاضة».
«طواف الإفاضة»: هو ركن من أركان الحج، ولا يتم الحج إلا به، وذلك لقوله تعالى «وليطوفوا بالبيت العتيق»، فلا يجوز للحاج أن يتحلل من إحرامه إلا بعد إفاضته من عرفة وبياته فى مزدلفة، وسمى بهذا الاسم لأنه يؤتى به عند الإفاضة من منى إلى مكة، وسمى بالزيارة لأن الحاج يأتى من منى فيزور البيت ولا يقيم، وإنما يبيت فى منى، ولطواف الإفاضة عدة أسماء منها «طواف الفرض، الزيارة، الركن»، ويكون هذا الطواف بعد الوقوف بعرفة، واختلفت المذاهب الفقهية حول وقت أداء طواف الإفاضة، حيث ذهب الأحناف والمالكية إلى أنه يبدأ مع طلوع فجر ثانى يوم النحر، فى حين قال أصحاب المذهبين الشافعى والحنبلى أن وقته يكون بعد منتصف ليلة النحر.
«طواف الوداع»: هو آخر طواف للبيت بعد أداء مناسك الحج، ويطلق عليه «طواف الصَّدَر»، وسمى بذلك لأن الحاج يودّع البيت ويصدُرُ به».
ويكون طواف الوداع على كل من كان قاطن خارج مكة، فلا وداع لمكى ولا من هو فى حكمه، ولا يجب كذلك على الحائض والنفساء إذا فارقتا مكة قبل طهارتهما، فإن طهرتا قبل المغادرة طافتا للوداع، وذلك فى حديث بن عباس عن طواف الوداع أن «الرسول أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف من الحائض».
واختلف أيضًا أصحاب المذاهب حول وجوب طواف الوداع، حيث ذهب جمهور العلماء إلى أنه واجب وعلى من يتركه أن يذبح، فإن لم يستطع صام عشرة أيام، فى حين ذهب المالكية إلى أنه مستحب لأنه قد أجيز للحائض تركه، ولا شيء على من تركه، فلو كان واجبًا لما أجيز لها ذلك، فى حين ذهب الآخرون إلى وجوبه.