الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الصبان تفتتح مركز الدراسات الثقافية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضاف المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د.أمل الصبان، حفل افتتاح مركز الدراسات الثقافية مساء أمس الخميس، بحضور العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالدراسات الثقافية، حيث قامت مجموعة من الباحثين بالعمل على تأسيس المركز، وهم: د.عزيزه بدر، د.سامية سلام، د.محمود عبد الغفار، د.مروة مختار، د.هشام زغلول، د.محمد صلاح زيد.
ويتعاون مع المركز الكثير من القامات العلمية في مختلف التخصصات مثل: الفلسفة وعلم النفس والأدب المقارن والأدب الشعبى والنقد والفن التشكيلى والنقد السينمائى واللغات الشرقية واللغات السامية والتاريخ، من مصر والوطن العربى، مثل: تونس وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
وتضمن برنامج الافتتاح جلستين الأولى إدارةا د.محمد صلاح زيد، وقدمت كلمة الافتتاحية د. مروة مختار التي ركزت على بعدين أساسين: أولهما لماذا الدراسات الثقافية؟ والثانى من نحن؟ وأضافت أن الدراسات الثقافية شهدت ازدهارًا ملحوظًا، وحظيت باهتمام واسع في العقد الأخير من القرن الماضى، إذ شكلت خلفية معرفية لكثير من الدراسات التي شملت موضوعات متعددة، كتلك التي تتصل بقضايا الذات والهُوية والمرأة، لكن البداية الرسمية لهذه الدراسات كانت مع تأسيس مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة بالمملكة المتحدة في منتصف ستينيات القرن الماضى؛ إذ كان لهذا المركز الفضل الكبير في توجيه الاهتمام إلى ثقافة الجماهير، وتفاعلها مع وسائل ترويجها، وطرق استهلاكها.
وبدأ المركز بنشر صحيفة عبارة عن أوراق عمل في الدراسات الثقافية تناولت: وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والثقافات الدنيا والمسائل الأيديولوجية والأدب وعلم العلاقات والمسائل المرتبطة بالجنوسة والحركات الاجتماعية، ورغم عدم استمرارها لفترة طويلة فقد تركت أثرًا كبيرًا أطلق عليه بعض الباحثين مصطلح (المظلة) للعديد من المدارس التي جاءت بعدها، كما حاول بعض الباحثين وضع عدة أهداف آنية ومستقبلية مترتبة على الإتكاء على الدراسات الثقافية وهى: تهدف للوقوف على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها، وتجاوز فكرة النخبوية، تهدف لأن تكون خطًا فكريًا وبراجماتيًا في آنٍ واحد، وتناول موضوعات تتعلق بالممارسة الثقافية وعلاقتها بالسلطة، وكشف مدى تأثير هذه العلاقة على شكل الممارسة الثقافية، الدراسات الثقافية كسرت مركزية النص، وأصبح المعنى الإبداعى الخلاق للثقافة جزءًا من المعنى الأنثروبولوجى.
أما البعد الثانى: من نحن؟ فقالت: نحن مجموعة من الباحثين جمعتهم رغبة العمل الجماعى، وسط تصاعد موجات الأنا في كل المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية، المؤسسون هم: د.سامية سلام، د.عزيزة بدر، د.محمود عبد الغفار، د.هشام زغلول، د.محمد صلاح زيد، د.مروة مختار.
كما يدعمنا بالخبرة والاستشارة مجموعة من الأساتذة الأفاضل من مصر والوطن العربى، مثل د. سليمان العطار، د. محمد عبد المطلب، د. محمد عثمان الخشت، د. أحمد يوسف، د. وفاء فايد كامل، د. نادية جمال الدين، د. سامى سليمان، د. أيمن تعيلب، د. عبد الحميد زيد، د.محمد فؤاد زيد، د. محمد بو عزة -المغرب، د. هاجر مدقن -الجزائر، د. شهلا العجيلى -الأردن، د. حيدر سلامة -العراق، وآخرون.”
وأكدت أن خطة العمل مقترنة بجدول زمنى على المستوى القريب، والمستوى البعيد، ومنها: إصدار دورية محكمة بشكل منتظم بأكثر من لغة، عقد مؤتمر دوري بشكل منتظم للدراسات الثقافية، وضع خطة مكثفة لترجمة أصول الدراسات الثقافية، وأخر المؤلفات المعنية بها تنظيرًا وتطبيقًا، إنشاء موقع إلكترونى للمركز، إصدار نشرة دورية لمسح الحقول المصرفية على الساحة البحثية، عقد موائد مستديرة بصورة منتظمة، عقد الندوات والأمسيات والورش، بالتواصل مع كل الجهات مثل الجامعات وقصور الثقافة والنوادى الأدبية، استضافة بعض المفكرين من مصر والعالم للاستفادة من تجاربهم، ومناقشة أعمالهم.وقبل هذا أو ذاك تشكيل لجان للمركز، وعمل هيكلًا إداريًا له.
وبدأت الجلسة الثانية التي إدارةا د. محمود عبد الغفار، بمشاركة كل من د. سليمان العطار، د.عزيزة بدر، د. هشام زغلول.
وأكد د. محمود عبد الغفار مدير الجلسة على أهمية خطوة إنشاء مركز الدراسات الثقافية في مصر، والانتقال من الذات نحو العمل المشترك، وقالت د. عزيزة بدر"تعنى الدراسات الثقافية بالعلاقات فهى الحياة اليومية، وهى ليست محايدة ومهمومة، وبالحديث عن الدراسات الثقافية نجد أن النقد الثقافى في العالم العربى يؤسس للمركزية الأوروبية أي مركزية الثقافة الغربية، وكيف نمارس المركزية الأوروبية دون أن نشعر؟ مثلًا حين نهمش التداوى بالأعشاب لأنها لا تنتمى للمركزية الأوروبية، فترفض الدوريات العلمية نشر أي بحوث حول التداوى بالأعشاب، لأنها لا تنتمى للثقافة الغربية. الدراسات الثقافية تضع المثقف العربى تحديدًا أمام مسئولية، فهى تعرى وتكشف المثقف ليبقى اختياره ماذا عليه أن يفعل".
وقال د. هشام زغلول: لم تكفّ التيارات النقدية الحديثة والمعاصرة - طيلة عقود متـتـالية- عن فعل التجديد، وإن يكن بعض هذه الموجاتِ التجديديةِ مجردَ تحويرٍ طفيفٍ لمقولات الموجةِ السابقة عليه، أو انسلاخ ضمنى من عباءة صيغتها الكلية، فإنها لا تعدم - على نحو مغاير- محطاتٍ كبرى انضوت في جانب أصيل منها على طاقات أكثرَ جَذريةً وعمقًا، اتفقنا مع مقولاتها النظرية وممارساتها التطبيقيةِ أو اختلفنا، إلا أنه ليس في ذَرْعنـا اعتبارُها مجرد موجة تجديدية متحورة أو منسلخة، قدرَ ما هي رؤية تثويرية تتحول كليًّا بدفة الخطاب النقدى عن مساراته المألوفة إلى مساحات من القراءة لم تكن آهلة قبلُ بالنقاد، على النحو الذي يفتح أعيننا على آفاق رحبة من العوالم النصية الثرية، المشتبكة المتداخلة، المفعمة بالدلالة، وهذا ما يمكننا - بدرجة ما- أن نصف به الخطاب النقدى الثقافى في مجمله، لكن هذه الطاقات الجسورة التي يتسلح بها الناقد الثقافى في قراءة النصوص انضوت بشكل أو بآخر على عدد من الإشكالات والإجراءات المنهجية تمثل تحديات مركبة، يتعين عليه ابتداءًا أن يتجاوزها بكفاءة، حتى يتسنى له إنجازُ قراءة ثقافية واعية بإجراءاتها وأدواتها. من ثم تأتى هذه المداخلة مؤرقة برصد طرف من الإشكالات النقدية الملبسة التي ينضوى عليها الخطاب النقدى الثقافى عامة، واضعة الممارساتِ الثقافيةَ العربيةَ تحديدًا موضعَ مساءلة. ويمكننى بلورة هذه الإشكالات فيما يلى: سؤال الماهية، اتساع مساحة النص، تشابك المرجعية النظرية، زخم الجهاز المصطلحاتى وتعتيمه، هيمنة السياقى على النصِّى، هيمنة النصى على النسقى، إحلال الثقافى محل الأدبى.
وتناول د. سيلمان العطار، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حديثه حول الدراسات الثقافية قائلًا: أن نصل متأخرًا أفضل من أن لا نصل، العلم الغربى أو النقد لا علاقة لهما بالدراسات الثقافية، التي أصبحت منطقة تخصص مستقلة استقلالًا تامًا. الدراسات الثقافية ليست كما تبدو كلمتان، بل هي تعد كلمة واحدة، وهى تعنى عمل مقصلة لكل عنصر من عناصر العالم؛ لأن كل عنصر خلاق في حد ذاته، أما الثقافة فهى شئ والدراسات الثقافية شئ آخر، فهى ما يمكن أن نسميه الثقافة الكونية.
نحن في مصر نعانى من نقص شديد في الدراسات الثقافية، مثلًا قضية الزيادة السكانية، التي تستمر منذ عام 1952، وها نحن في زيادة رهيبة الآن نزداد نحو 3 ملايين طفل سنويًا، ولو قمنا بعمل دراسات ثقافية على هذه الإشكالية لكنا عرفنا، ما سبب زيادة الأسعار الذي نعانيه الآن، فلا يمكن أن نبنى سنويًا جامعات ومدارس بهذا الكم."