الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العشوائية المرورية وطريق الحل

رانيا هاشم
رانيا هاشم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أننا نعيش حالة من العشوائية المرورية الواضحة، والتى لا تحتاج إلى شرح وافٍ. فيكفى أن تتأمل أى شارع لتجد حقيقة ما أقول، والحقيقة أن ما نعانى منه فى مصر هو عشوائية تؤدى إلى ازدحام فتعطل المرور يعنى باختصار يمكن حلها بخطوتين لو توفرت الإرادة والقدرة على التنفيذ.
علي سبيل المثال وليس الحصر، الشارع الواحد من الممكن أن تجد فيه أكثر من عشرة تاكسيات فارغة فقط تبحث عن راكبين. وبطبيعة الحال تسير ببطء شديد حتى تجد راكبًا، مما يسبب بطئًا مروريًا من جهة وعرقلة فى الشارع مع أصوات كلاكسات عالية ترغب فى السير كما ينبغى أن يكون حتى تصل لعملها أو المكان المرغوب من جهة أخرى وبطبيعة الحال العشوائية التى تحدث فى كل شارع من التاكسيات فقط لا مثيل لها، لا يوجد انضباط أو حل، رغم أن الحل سهل وميسر. الحالة الثانية التى تربك المرور، وتعد من الخطورة بل والسلبية وتؤدى إلى عشوائية من جهة، وربما حوادث مرورية من جهة أخرى هى الأتوبيسات، فهل يعقل ألا توجد محطات للأتوبيسات، هل يعقل أن يقف الأتوبيس بمجرد أن يشار إليه أحد، هل يعقل أن يسير الأتوبيس فى الشارع أسوة بالميكروباصات يقف فى أى مكان لينزل منه الركاب، أو ليركب آخرون؟، أى عشوائية هذه التى وصلنا إليها أننا نخاطر بأرواح الناس كأنها بلا قيمة حتى لا نكلف أنفسنا ثمن محطة أتوبيس.
الحالة الثالثة والتى يعانى منها الجميع هى الميكروباصات التى تتوغل فى كل مكان، وتجعل من أجمل وأرقى الشوارع موقفًا لها ولا يهمها أحد وكأنها فوق القانون، تسير بالمخالفة فى الشوارع، تندفع فى كل مكان بسرعة جنونية، تقف فى أى مكان وفى أى وقت دون مبالاة أن تصدم أحدًا أو تغلق على سيارة أحد، إنها أبرز صورة للعشوائية كما ينبغى أن تكون، وأضف إليها مؤخرا المينى باص، ولكن ليس جميعه، فهناك شركات تحترم المرور وأخرى لا، ويتضح من منظر السيارة المتهالك الذى لا أدرى كيف حصلت على رخصة للمرور وهى سيارة متهالكة للغاية؟
إن علامات الاستفهام تتكاثر فى العشوائية المرورية التى نراها بوضوح رأى العين ولا يقوم أحد بحلها رغم أن الحل موجود. وكما قلت فى البداية إن الحل سهل وسريع إذا توفرت الإرادة القوية.
أولًا: بالنسبة للتاكسيات سنأخذ نموذج الدول الأوروبية فى التعامل مع التاكسى، أن نوفر رصيفًا فى أماكن متفرقة تبعًا لعدد قاطنى المكان ومدى احتياجاتهم للتاكسى، وتوضع لافتات مكتوب عليها تاكسى للإشارة إلى مكانه، ويقف بجوار هذا الرصيف التاكسيات بداية من الذى يحضر أولًا يقف فى البداية، ويكون له حق الحصول على الراكب الذى يرغب فى تاكسى، ثم تتوالى بعده السيارة التالية وهكذا، ويتم التنويه إعلاميًا أن هذه الطريقة الوحيدة لمن يرغب في استخدام سيارات التاكسى، يذهب للمكان المحدد ويستقله من هناك، وبالتالى وفرنا مكانًا فى الشوارع لا يقل عن عشر سيارات فى الشوارع الصغيرة والمئات فى الكبيرة، ووفر التاكسى نفسه البنزين وعناء القيادة.
الحالة الثانية: الخاصة بالأتوبيسات، فتكمن فى توفير محطات للأتوبيسات، كما كان قديمًا يقف فيها الأتوبيس لمن يرغب فى النزول وينتظره الركاب الراغبون فى استقلال أتوبيس. وكم كانت هذه المحطات متوافرة، لكن الكثير منها تغير مكانه أو اختفى وأصبح السائق كنوع من الاستسهال، يستخدم العشوائية فى الصعود والنزول للركاب التى تشكل خطرًا كبيرًا على أرواحهم.
الحالة الثالثة: والتى تشكل خطورة كبيرة وعلامات تعجب أكبر لما نعانى جميعا منه، وبما يشكله من خطورة على أرواح الجميع من فيه ومن حوله وهو الميكروباص، والحل يكمن فى إلغاء مروره فى المدن الكبرى، لكثرة وجود سيارات وقلة الحاجة إليه، واقتصاره على الأحياء الشعبية، لأنها ضيقة ولا يمكن لأتوبيس المرور فيها بسهولة. لذا هم فى حاجة إلى الميكروباص ويكون الأتوبيس بعد توفير محطات له، وكذلك المينى باص هو البديل الآمن له.
وأخيرًا أعتقد أن هذه الحلول بسيطة، وإذا تمت بالفعل وتم تشديد المخالفات والعقوبات لمن يخالف التعليمات، ستكون لدينا فى مصر انسيابية مرورية لأول مرة فى حياتنا، الحلول سهلة كما قلت ولكن الإرادة والبدء فى التنفيذ هو ما نحتاجه، فهل يتحقق الحلم الذى لا يحتاج سوى خطوتين؟