الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حل أزمة الدولار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أزمة الدولار تعكس واقع الحالة الاقتصادية فى مصر.. منذ عدة سنوات، ونحن نعلم أن الجنيه المصرى كان يقابله أربعة دولارات أو خمسة ريالات أو اثنان جنيه من الإسترلينى، والحقيقة أن فى ذلك الوقت كان تعداد الشعب المصرى ١٤ مليون مواطن، وكان لدينا اقتصاد قوى متمثل فى الزراعة والصناعة، حيث كانت مصر هى الدولة رقم «١» فى العالم فى التصدير، خصوصا فى القطن طويل التيلة الذى كانت تزرعه مصر وتصدره إلى العالم، وتتهافت الأسواق العالمية على شرائه، وكان يقول لى والدى إن أوروبا وأمريكا المواطنون بها يفتخرون بارتدائهم الملابس القطنية التى تحمل عبارة «صنع فى مصر»، وأيضا كانت هناك مصادر أخرى للدخل، وهى كانت تحتل المرتبة الثانية فى مصادر الدخل، وقد يتعجب البعض فى ذلك.. أتعلمون ما هى؟ هى صناعة السينما، حيث كان ينتج فى مصر أكثر من ١٠٠ فيلم سينمائى فى العام الواحد، تحكى عن الواقع المصرى، وبعض هذه الأفلام من جودتها رشحت لجائزة الأوسكار مثل فيلم «القاهرة ٣٠» لسندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى، وأيضا الراحل المبدع مجدى أحمد، وكان هناك مصدر آخر مهم للدخل، وهو التحويلات الأجنبية للعاملين فى الخارج فمن هم هؤلاء العاملون فى تلك الفترة بالخارج؟! هم الشريحة العريضة من مثقفى الوطن مهندسين ومدرسين وأطباء وعلماء وخلافه.. علموا الدول العربية والعالم كافة العلوم والفنون والطب والهندسة وخلافه، وأيضا قواعد اللغة العربية والتربية الدينية والفنون.
تلك كانت بعض مصادر الدخل للدولة المصرية، والآن بعد أن وصلت ديون الدولة المصرية قرابة التريليونين وخمسمائة مليار جنيه، وعجز الموازنة بالإضافة إلى أقساط الدين العام بلغت ٥٧٠ مليار جنيه مصر أوجه رسالة للجميع:
هل هناك حلول؟ الإجابة نعم!.. أولا: تلك الحلول من وجهة نظرى المتواضعة كمواطنة بسيطة أقول إننا يجب أن يكون لدينا حكومة قادرة على العزف على كل ما هو متاح وممكن من موارد تلك الدولة، ثانيا: أول هذه الحلول حل المعادلة الصعبة لإعادة استصلاح وزارعة عشرة ملايين فدان، مع استخدام طرق الزراعة والميكنة الحديثة لإنتاج أجود المحاصيل الزراعية وتصدرها للدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية، ثالثا: عمل مشروع قومى عملاق سياحى بحجم قناة السويس لجذب السياحة مع زيادة عدد السياح إلى ٢٠ مليون سنويا، ويجب أن يدخل فى الخطة إعادة هيكلة شركة مصر للطيران، لكى تستطيع أن تجذب كثيرا من الركاب والمسافرين على هذه الشركة الوطنية الأقدم والأعرق فى الشرق الأوسط.
أيضا أرى أن الدولة دون شراكة مع الخبرات الأجنبية وجذب مزيد من الاستثمارات العربية والأوروبية سيكون من الصعب تنفيذ ذلك، خصوصا أن السيولة النقدية المصرية فى ضيق.. الحقيقة أنا أرى أن دولة بحجم مصر لديها ٩٢ مليون مواطن، وهذه نعمة وليست نقمة إذا تم استخدامهم الاستخدام الجيد، ولديها كل هذا الكم من الآثار والشواطئ التى تمتد على السواحل الشمالية البحر المتوسط والبحر الأحمر ولديها النيل الذى يأتى بـ٥٥ مليار متر مكعب من المياه العذبة كل عام فأقول إن لدينا الموارد التى تعطينا الأمل فى النجاح ولكن يبقى السؤال:
هل الأفكار والطموحات تتوافق مع مواردنا وإمكانيتنا المتاحة؟