الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مظاهر رمضانية "موائد الرحمن.. وتاريخها عبر العصور" (13-30)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واحدة من أبرز الطقوس الرمضانية التي يسعى إليها الكثير من القادرين، للتقرب إلى الله، ولكسب ثواب إفطار صائم، لما له من عظيم الأجر عند الله، كما تعد موائد الرحمن من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي خلال أيام الشهر الفضيل، والتي يتميز بها عن سائر شهور العام.
وتختلف الأطباق المقدمة على تلك الموائد، باختلاف المنطقة المقامة فيها، والتي تتفاوت بين الأحياء الشعبية والراقية، ويحرص كثير من معدي موائد الرحمن على تقديم أشهى الأطباق والتأكد من رضا متذوقيها عنها، ليتضاعف أجرهم عند الله.
ويرجح بعض المؤرخين البداية الحقيقية لموائد الرحمن إلى عهد هارون الرشيد، حيث كان يقيم موائد الإفطار في حدائق قصره، وكان يتجول متنكرًا بين الموائد، يسأل الصائمين رأيهم في جودة الطعام ومدى كفايته.
وتاريخ موائد الرحمن في مصر بدأت أيام الليث بن سعد الذي كان فقيهًا ولديه من المال الكثير وكان يقيم موائد الرحمن ويقدم فيها للصائمين أشهى الأطعمة وخصوصًا الهريسة حتى عرفت باسم هريسة الليث.
ويعيد البعض الآخر تاريخ مائدة رمضان في مصر إلى الأمير أحمد بن طولون مؤسّس الدولة الطولونية، فهو أوّل من أقام مائدة الرّحمن في السنة الرابعة من ولايته، وقام بجمع التجار والأعيان على مائدة حافلة في أول يوم من شهر رمضان وخطب فيهم: "إني جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس".
وهناك من يقول أن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي كان أوّل من وضع تقاليد المائدة في عهد الدولة الفاطمية، وأوّل من أقام مائدة في شهر رمضان، يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، حيث كان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام، لتوزّع على الفقراء.
وقد أقام الفاطميون موائد خاصة للصائمين سموها "دار الفطرة" وفي عصر المماليك والعثمانيين تراجعت موائد الرحمن بسبب الحروب، وعندما جاء الاستعماران الإنجليزي والفرنسي بدأت الجمعيات الخيرية تعيد إحياء موائد الرحمن للفقراء، ومنذ مطلع السبعينيات بدأت موائد الرحمن بالازدهار وانتشرت في العديد من الدول العربية والإسلامية.