السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"تشرفنا" بماسبيرو وبيت العيلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاد إلينا فى الفترة الأخيرة اثنان من أميز وأجمل أبناء ماسبيرو، حافظا على تألقهما وحب واحترام جمهورهما وهما فى كامل النجومية الإعلامية والفنية رغم مرور السنين.. الأولى عادت إلينا محمولة بحنين طفولتنا، عادت كما هى، وكأن الأيام تخشى أن تجرح ذاكرتنا.. من منا لم يحبها وينجذب إلى حديثها ويتمنى أن تداعبه بحنانها.. عادت ماما نجوى هكذا يناديها الصغار والكبار، لأن الأمومة مشاعر وليست عمرا، عادت بكامل أناقتها وأنوثتها، مهذبة فى اختيار كلماتها وإيماءاتها، عادت وما أحلى عودتها، وكم كنت أتمنى لو كانت طلتها علينا من بيتنا الكبير «ماسبيرو».. وقد شعرت أن الدافع لعودتها سنين الانحطاط التى مرت بنا التى عملت على هدم التآلف الأسرى والاحترام الأبوى عملا بكسر «السلطة الأبوية»، والابتذال والسوقية التى ملأت الشاشات.. وصدمت كما صدمنا لكنها أرادت الإصلاح.. واستغلالا لذكائها وخبراتها عرفت أن الجميع فى احتياج للدفء الأسرى ولمة العائلة، والعودة إلى عاداتنا وتقاليدنا من تراحم وصلة رحم إلى توقير واحترام للكبار.. تجلس ماما نجوى فى حلقاتها لتستمع بإنصات إلى ضيوفها وتعرف متى تسأل وكيف تغير دفة الحديث، وبمهارتها تخرج مكنون الصدور لنستفيد من الخبرات المتعددة.. وكما يقال «الجواب بيبان من عنوانه».. اختارت اسم برنامجها «بيت العيلة»، وهو ما يجعلنا ننسى أننا نشاهد برنامجا تليفزيونيا ونجلس معها فى بيتها وفى ضيافتها.. وكان من أجمل حلقاتها حلقة عن الأب ودوره، وغيابه عن أبنائه لتوفير متطلبات الحياة، وهو ما يسبب التباعد بينه وبين الأبناء، لتنبههم بأهمية الاحتضان والتعبير عن عواطفنا التى تقيدها الحياة المادية وتسيطر عليها.. فالبرنامج يعمل على إفاقة الكبار والصغار.. وحسنا فعلت بتجنب شخصية «بقلظ»، لأنها كانت مقحمة ولا معنى لها، كذلك يؤخذ على البرنامج إقحام العرض المسرحى الذى لا يناسب طبيعة البرنامج الهادئة والراقية، ولكن فى المجمل البرنامج رائع وتشرفنا بماما نجوى واستمتعنا بطلتها الرائعة.. أما الشخصية الثانية فهو الفنان الموهوب تمثيلا وغناء واستعراضا ونجم نجوم الإذاعة والتليفزيون الأستاذ سمير صبرى الذى يطل علينا أيضا من إحدى القنوات الخاصة ببرنامج «ماسبيرو» كأنه يأبى الابتعاد عن مبنى ماسبيرو فأطلق اسمه على البرنامج.. وكما سمعت فإنه عرض على التليفزيون المصرى فكرة البرنامج واستعداده التام القيام به والأخذ بيد تليفزيون بلدنا ولكنهم رفضوا!.. رغم أن سمير صبرى مقدم برنامج على أعلى مستوى ولا يقل عن أى من مقدمى البرامج العالميين.. فهو ابن الإذاعة والبرنامج الأوروبى وابن التليفزيون وصاحب «النادى الدولى» البرنامج المتميز الذى تخرج من خلاله الإعلاميتين فريدة الزمر وسلمى الشماع.. يدير برنامجه بأدب جم وهدوء وخفة ظل ممتزجة بثقل الخبرة والموهبة.. ويقوم البرنامج فى الأساس على عرض أجزاء من برامج ماسبيرو القديمة، ويتحدث عما يحمله من ذكريات للشخصيات التى تدور حولها.. ويعد سمير صبرى بنكا للذكريات مع أغلب الفنانين العظام كعبدالحليم وسعاد حسنى ونادية لطفى وعمر الشريف وفاتن حمامة ورشدى أباظة وأحمد رمزى والعديد من الفنانين الذين جمعته بهم الأدوار التمثيلية أو الحياة بوجه عام.. ويضم البرنامج لقاءات سواء مع فنانين أو غيرهم، ففى إحدى الحلقات استضاف الدكتورة لوتس عبدالكريم التى تحدثت باستفاضة عن الموسيقار «محمد عبدالوهاب» وزيجاته الثلاث، الأولى من السيدة «زبيدة الحكيم» وكان زواجا عرفيا وهو فى بداياته، وكانت تكبره كثيرا وأصرت على أن يكون الزواج سريا لمكانتها الاجتماعية، وكان لها فضل كبير -مثل الشاعر أحمد شوقى- فى تعليمه وتثقيفه ليصبح نجم المجتمع الأرستقراطى الذى دخله طائعا لمعلميه.. والزوجة الثانية السيدة «إقبال» أم الأبناء، والثالثة السيدة «نهلة القدسى».. واستضاف أيضا الفنانة «أمل إسماعيل شركس» التى اشتهرت بـ«طروب» وهى سورية من أم تركية وأب شركسى، وتزوجت بالمطرب «محمد جمال» وكونا ثنائيا ذاع صيته قديما.. أما اللقاء الرائع الذى بهرنى به الأستاذ سمير فكان مع الكابتن «سامح حسين» رئيس النشاط الرياضى بنادى الجزيرة، ومجموعة من الشباب الرياضى من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتجلت براعة الأستاذ فى حواره معهم وقبوله لتلعثمهم بكل أريحية، وبلا لفتة أو إيماءة تجرح مشاعرهم.. وإشعارهم ببطولاتهم وتشجيعه لهم وغناؤه معهم.. الرسالة الإعلامية ليست بالشىء الهين ليجعلوها مهنة من لا مهنة له.. إنها عمل مهنى وفنى وثقافى يحتاج إلى الدراسة والعمل والتدريب، وهو ما يتوفر فى العديد من أبناء ماسبيرو الجدد وكل أبناء ماسبيرو القدامى.. فأهلا بطلتكم المحببة، سعدنا وتشرفنا بالإعلام الحقيقى.