الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

نكشف تفاصيل المواجهة المرتقبة بين مصر وقطر في "اليونسكو"

اليونسكو
اليونسكو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الدوحة» ترشح وزير ثقافتها حمد الكوارى مديرًا للمنظمة الدولية.. و«القاهرة» تفاضل بين مشيرة خطاب وسامح عمرو
صراع بين فايزة أبوالنجا و«مشيرة».. والرفض الأمريكى يهدد فرص «مستشار الرئيس» في الفوز بالمنصب الدولي
قبل نحو 7 أعوام تقدمت مصر للمنافسة على منصب مدير عام منظمة «اليونسكو»، وكان الدكتور فاروق حسنى، وزير الثقافة (آنذاك)، هو المرشح المصرى للمنصب الرفيع في مواجهة ٦ مرشحين، ينحدرون من روسيا، وليتوانيا، وبلغاريا، وتنزاينا، والجزائر، وبنين.
وضعت مصر كل إمكاناتها في سبيل إنجاح مرشحها، وسخر حسنى مبارك علاقاته العربية والدولية كى يحصد «حسنى» المنصب، غير أن ما حدث مثل «صدمة» بكل المقاييس.
كان فاروق حسنى الذي تولى وزارة الثقافة بين عامى ١٩٨٧ و٢٠١١ قد منع الأفلام الإسرائيلية من المشاركة في مهرجانات الأفلام العالمية التي تقام بالقاهرة، وأعلن - أمام مجلس الشعب في ٢٠٠٨ - أنه «لو يستطيع لأحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة في المكتبات المصرية».
حسنى مبارك أعلن لاحقًا أنه يأسف لهذه التصريحات التي أخرجت - حسب قوله - من سياقها، ونفى أن تكون لديه أي ميول معادية للسامية.
هاج «اللوبى الصهيونى» وخاصة في ألمانيا عندما طرحت مصر اسم فاروق حسنى، وحذر المجلس الثقافى الألمانى والمجلس الأعلى لليهود في برلين من اختيار الرجل، وتعرضت جهود مصر لـ«ضربة قوية» عندما انضم إيلى ويزل، الأديب الحاصل على جائزة «نوبل»، إلى الحملة المناهضة لترشيح الوزير المصرى.
نجحت «الجبهة المعارضة» في إسقاط مرشح مصر، وانتخبت إيرينا بوكوفا، سفيرة بلغاريا في فرنسا مديرًا عامًا للمنظمة الدولية، بفارق ٤ أصوات عن فاروق حسنى، الذي حصل على ٢٧ صوتًا مقابل ٣١ صوتًا للمرشحة البلغارية، ثم جرى التجديد لها لولاية ثانية في ٢٠١٣.
وينتخب المؤتمر العام المدير العام لليونسكو لولاية ٤ سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة، أما في السابق فكانت مدة ولاية المدير العام ست سنوات، ويمكن تجديدها لست سنوات أخرى.
ما مناسبة هذا الحديث الآن؟
المعلومات الواردة من مصادر مختلفة تقول إن «معركة اليونسكو» تجدد الآن، وتتخذ طابعًا خاصًا هذه المرة بتنافس «مصرى قطرى» على الفوز بمنصب مدير المنظمة في ٢٠١٧، خلفًا لإيرينا بوكوفا، التي يحتمل أن تترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد نهاية فترة بان كى مون.
في دوائر اتخاذ القرار يدور حوار مطول عن المرشح الذي يمكن أن تدفع به مصر في المعركة المقبلة، وتتحدث المعلومات عن نية القاهرة الاختيار بين شخصين الأول هو الدكتور محمد سامح عمرو، رئيس المكتب التنفيذى لليونسكو حاليًا، والثانية هي الدكتورة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان السابقة.
الدكتور محمد سامح عمرو - بحسب مصادر مقربة منه - يرى أنه الأحق بالحصول على ترشيح مصر، بل يستميت من أجل ذلك، فهو العارف بـ«خفايا المنظمة»، والرجل الذي ظل ممثلًا لمصر لسنوات طويلة.
وانتخت سامح عمرو في ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣ رئيسًا للمجلس التنفيذى لـ«اليونسكو»، ومثل مصر في المفاوضات الخاصة بمختلف اتفاقيات المنظمة، لاسيما التي تخص التراث الثقافى.
شروط وزارة الخارجية لمن يجرى ترشيحه للمنصب، قد تعوق وصول سامح للمنصب، فقد اشترطت أن تكون للمرشح صلة بالتعليم والثقافة، وأن يكون وزيرًا سابقًا، والشرط الأول يمكن أن يمر منه، أما الثانى فليس في صالحه على الإطلاق.
الدكتورة مشيرة خطاب أبدت رغبتها في الترشح للمنصب، انطلاقًا من كونها وزيرة سابقة لها تاريخ سياسي ودبلوماسى طويل، تسعى الآن للحصول على منصب دولى تتوج بها تاريخها، لا سيما أنها في حال فازت بالمنصب ستكون ثانى سيدة تشغله منذ تأسيس المنظمة الدولية.
وعلى الساحة أيضًا يظهر اسم الدكتورة فايزة أبوالنجا، مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى، ورغم أن منصبها يمكن أن يعوق ترشحها، إلا أنها تطمح في منصب دولى، مدعومة في ذلك بالفترة التي قضتها مديرة لمكتب أستاذها الراحل الدكتور بطرس غالى عندما كان أمينًا عامًا للأمم المتحدة لمدة خمس سنوات.
تقف عدة عقبات أمام «فايزة» و«مشيرة»، فـ«الرفض الأمريكى» يمثل أكبر «عائق» أمام وصول الأولى للمنصب، وخاصة بعد موقفها من قضية منظمات المجتمع المدنى، والتمويل الأمريكى لها حينما كانت وزيرة للتعاون الدولى، واتضح ذلك بشكل كبير بعد تعيينها مستشارًا للرئيس، إذ اعتبر مسئولون أمريكيون أن تعيينها «تجاهل واضح من الحكومة المصرية لحرصها على العلاقات مع أمريكا»، وأن اختيارها يعتبر «صفعة علنية» على وجه الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يمثل «الانتماء المباركى» عقبة أمام الثانية.
النظام بحسب معلومات غير راغب في دخول معركة مع الأمريكان - الذين يتدخلون بقوة في اختيار مدير اليونسكو - بترشيح فايزة أبوالنجا، ولا يريد أن يتلقى «ضربة» على غرار ما حدث مع فاروق حسنى في ٢٠٠٩، وتميل الخارجية أكثر إلى الوزيرة مشيرة فهى الأصغر سنًا، ولا توجد مشكلة في علاقتها بالأمريكان. ماذا عن قطر؟
قطر من جانبها، تعتزم ترشيح الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكوارى، وزير الثقافة والفنون والتراث، لمنصب مدير عام منظمة «اليونسكو»، ضمن مساعيها للفوز بأى منصب دولى.
«الكوارى» خريج كلية «دار العلوم» بجامعة القاهرة، ومتزوج من مصرية، وهى السيدة زينب البدراوى (أم تميم)، وسبق أن شغل منصب وزير الإعلام، وعين مندوبًا لقطر لدى «اليونسكو» في الفترة ما بين ١٩٧٩ - ١٩٨٤.
سيناريو ترشح قطر لمنصب مدير عام «اليونسكو» يعيد إلى الأذهان ما حدث منها على هامش اختيار الأمين العام لجامعة الدول العربية.
في الدورة قبل السابقة دفعت قطر بمرشح من جانبها هو عبدالرحمن العطية، الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجى، ولم تكن جادة في أمر ترشحها، غير أنها أرادت أن تتحكم في المرشح المصرى الذي تريده.
عندما تقدمت مصر بمرشحها، وكان الدكتور مصطفى الفقى، لم تتحمس له قطر، ووجدت من يساعدها في الإطاحة به، وتصعيد الدكتور نبيل العربى، أمينًا عامًا للجامعة.
وفى هذه الدورة حاولت منع اختيار المرشح المصرى أحمد أبوالغيط، غير أن الإدارة المصرية قد عقدت النية على تمرير مرشحها بأى طريقة فكان أن رضخت الدوحة.
وكانت معلومات قد تواترت قبل اختيار الأمين العام للجامعة العربية بشأن تسوية «مصرية- قطرية» تدعم بموجبها الدوحة «أبوالغيط» مقابل تأييد القاهرة المرشح القطرى لرئاسة اليونسكو، حمد الكواري، فيما نفت مصادر مصرية الأمر، وقالت: «من المبكر الحديث عن دعم قطر أم لا في انتخابات اليونسكو».
من هذه النقطة، يمكن أن نقول إن قطر - استنادًا إلى مواقفها السابقة - راغبة في «قطع الطريق» أمام وصول مصرى إلى المنصب الدولى، وذلك بـ«تفتيت» أصوات الدول العربية بين مرشحين، لـ«يتسلل» ثالث ويفوز بالمنصب.