الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لعبة السياسة "3"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نطالع هذه الأيام فى العديد من وكالات الأنباء والصحف المحلية والدولية بعض الأخبار عن التجهيز والاستعداد لشن حرب برية فى الأراضى السورية بمشاركة عدد من الدول منها السعودية وتركيا وقطر، وبصرف النظر عن دوافع كل من السعودية وتركيا والتى تحتاج كل منها لمقال خاص أو ربما لمقالات، إلا أننى أحببت الحديث هذه المرة عن قطر، تلك الدويلة الصغيرة الواقعة على شاطئ الخليج العربى والتى تحكمها أسرة آل ثانى والتى اشتهرت فى الأوساط السياسة بالانقلابات، فكل حاكم منهم أتى للسلطة عن طريق الانقلاب على والده سواء تم الإعلان عن ذلك صراحة أو تم تجميله تحت زعم تنازل الحاكم عن السلطة لولده. ورغم أن هذه الإمارة الصغيرة قد أنعم الله عليها بالخير الوفير والثروات الطائلة إلا أن حكامها أبوا إلا أن يستخدموا هذه الثروات فى كل ما هو شر للدول المحيطة بهم وحرصوا باستمرار على التبعية للقوى العظمى بمختلف مسمياتها وذلك فى محاولة للحفاظ الدائم على عروشهم وسلطانهم بصرف النظر عن مصلحة شعبهم ودولتهم الصغيرة ولطالما ظل هذا الشعب القليل العدد بمنأى عن التدخل فى شئون حكم بلدهم ولم يظهر أبدا أى اعتراض على سياسة حكامهم مع العالم الخارجى عامة والعربى خاصة، إلا أنه وفى مثل هذه الأيام منذ عامين تأهب هذا الشعب للقيام بمظاهرات ضد حكام الخيانة والعمالة فى قطر وأعلن عن ذلك فى وسائل إعلام كثيرة وتم الحشد له، إلا أن أمير قطر استنجد بالقوات الأمريكية المتواجدة على أراضيه لإخماد هذه الثورة، وبالفعل استطاعت القوات الأمريكية إخمادها وقد ظهرت بعض صور القمع والقبض على المتظاهرين وسجنهم ولم تتحدث قناة الجزيرة الاستخباراتية عن هذا الموضوع ولا صحف أمريكا أو صحف أوروبا ومرت مرور الكرام ولم يسمع أحد أو يعلق على هذه الأحداث، لأن النظام فى قطر موالٍ للنظام العالمى الحالى بقيادة أمريكا، أما إذا كان غير عميل وخائن لبلده فستقوم أمريكا وأتباعها بالصراخ والعويل والهجوم المتتالى فى كل وسائل الإعلام العالمية التابعة لها بالطبع واصفة هذا النظام المعارض لها بأنه نظام قمعى ولا يتبع معايير احترام حقوق الإنسان وسيتم تحريض مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية وكل منظمات العمالة للهجوم على هذا النظام.
وهذا ما سبق وأن حدث فى كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن، ويحاولون تأجيجه فى البحرين، فى حين أن الشعب الوحيد الذى من حقه القيام بثورة هو شعب قطر، فهذا الشعب يحكمه عملاء، وهم عار على هذا الشعب وعار على أى عربى، فلهذا أصبح حق وواجب لهذا الشعب المقهور المغلوب على أمره الذى يحكم بالسلاح والنار وقوى أجنبية أن يتحرر من هذا العار، ليعود له احترامه وهيبته وكرامته وعروبته، فهل يجدد الشعب القطرى ثورته فى ٣٠/٣ القادم ويفعلها أم أن تميم تحالف مع تركيا لدعمه عسكريا والدفاع عنه، لأنه يشعر بخطورة الموقف فى بلاده، ويعلم أن أمريكا ستتخلى عنه هذه المرة، ولن تساعده، فلجأ إلى تركيا لتقف معه وتؤازره، مع العلم بأن أمريكا بقوتها تتمركز على كل أراضى قطر، وهى تدافع عن قطر باعتبارها مستعمرة أمريكية؟ فهل لجوء تميم إلى تركيا هو بداية لنزع شرعيته التى منحتها له أمريكا وتخليها عنه؟ وهل هذا يعيد إلى الشعب القطرى طموحه فى عودة المحاولة مرة أخرى فى ٣٠/٣ القادم؟ وهل سنرى ذلك يتحقق بالفعل أم أن الشعب القطرى فقد الأمل وأحبط وسلم بالأمر الواقع، ورضى بالعار الذى لحقه؟ أعتقد وأظن أن المشهد السياسى ينطق عن أشياء خفية فى قطر تدبر من خلف أظهر الأسرة الحاكمة، وربما نشهد تولى حاكم جديد تضعه أمريكا من غير هذه الأسرة الحاكمة التى أصبحت عبئا على أمريكا، فهل سيكون للشعب القطرى دور فى ذلك؟ سننتظر ونشاهد ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت وتغيرات قد تهز السياسة العالمية، وتغير مسارها، وربما سنجد أردوغان خارج المشهد، وربما تقوم أمريكا بضرب عصفورين أو غرابين بحجر واحد بعد أن استنفدت كل ما تريده منهم، وأصبحوا كروتا محروقة لا قيمة لها، فهل هذه النتائج ستكون بدايتها قطر والشعب القطرى؟ أظن أن تحالف النظام الحاكم فى قطر مع السعودية وتركيا وإبداء استعداده للتدخل فى الحرب البرية فى سوريا وتحمل جزء من فاتورة تكاليفها والعمل كرأس حربة فى مواجهة روسيا ما هى إلا محاولة لإرضاء الولايات المتحدة للحفاظ على استمرار شرعيته والحفاظ على مباركتها له.
تحيا مصر