الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حذار من الفخ الأمريكي الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سارعت الدول الكبرى بقيادة الولايات المتحدة بعرض الاتفاق النووى الإيرانى معهم على مجلس الأمن للحصول على موافقته حتى تقطع الطريق على أي اعتراضات داخلية على هذا الاتفاق، خاصة في الكونجرس الأمريكى بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى بتأليب أعضاء الكونجرس معتبرا أن الاتفاق خطأ تاريخي، وممارسة أقصى ابتزاز للحصول على مزيد من المكاسب الاقتصادية، وأحدث الأسلحة الأمريكية، وبالرغم من وعود أوباما بضمان أمن إسرائيل، وتحديث القدرات الدفاعية، والهجومية للجيش الإسرائيلي. وبالفعل تمت الموافقة على الاتفاق بمجلس الأمن، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
ما يؤدى إلى عودة الأموال الإيرانية المجمدة بالبنوك الغربية، الأمر الذي يؤدى إلى دفعة قوية لإنعاش الاقتصاد الإيراني، وتوفير السيولة النقدية للإنفاق على الأذرع العسكرية الإيرانية في العديد من الدول سواء قوات الحشد الشعبى في العراق أو حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، وحماس في غزة أو في سوريا أو البحرين.
وهذا إن دل على شيء يدل على أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد أعدوا سيناريو جديدا للشرق الأوسط، والخليج العربى أو فخا جديدا لإسقاطهم فيه عقب الإخفاقات، والهزائم العديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة.
وأعطت أمريكا الضوء الأخضر للحوثيين، وقوات الرئيس اليمنى المخلوع بالاعتداء على الشرعية، والسيطرة الكاملة على اليمن شماله، وجنوبه الأمر الذي هدد الأمن القومى العربي.
وبادرت مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، وعمان بتشكيل التحالف العربى لاستعادة الشرعية في اليمن، وقامت البحرية المصرية بتأمين الملاحة البحرية في باب المندب، ومنع وصول المساعدات الإيرانية للحوثيين بالإضافة للتنسيق البرى مع قوات الأشقاء العرب، وكانت رسالة قوية لأمريكا بأن البلاد العربية أصبحت يعتمد على قوتها المسلحة الذاتية للتصدى لأى اعتداء عليهم من خلال جامعة الدول العربية، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، وهذا أفزع الجميع سواء أمريكا أو حلفاءها أو جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والتنظيمات التي خرجت من عباءتها، ومرتكزاتها الإرهابية، وفجر جديد يشرق في الوطن العربى خاصة تشكيل القوات العربية المشتركة فكان لا بد من المسارعة بحصار هذا العمل، ودق الإسفين ما بين الأشقاء للحيلولة دون استمرار هذا التحالف خاصة أنه حقق انتصارات بينما ورقة تنظيم داعش بدأت تذوب عقب الضربة القوية، والهزيمة النكراء التي لحقت به على أرض سيناء الطاهرة.
حينما هاجم أعداد كبيرة منه، والمدربة بشكل جيد على أيدى إرهابيى حماس، والدعم المالى الكبير، والتسلح من تركيا، وقطر كمائن القوات المسلحة بالشيخ زويد حيث تم دفنهم برمال سيناء بدلا من رفع رايتهم المدنسة على قسم الشيخ زويد، وهذا كشف حقيقة هذا التنظيم الأمر الذي شجع الجيش العربى العراقي، والسورى في إلحاق الهزائم بهذا التنظيم على أراضيهم فكان لا بد من الإسراع بالاتفاق النووى الإيرانى لتأجيج الصراع المذهبى في المنطقة على أساس طائفي، ودينى وسنة، وشيعة كورقة وسيناريو جديد يحل محل إرهاب القاعدة، وداعش، وزيادة الاستقطاب، والتوتر السياسي بالمنطقة الأمر الذي يعزز الوجود الأمريكي، وانتعاش تجارة السلاح، ويؤكد ذلك التحرك السياسي لكل الأطراف على أرض الواقع عقب توقيع الاتفاق.
حيث سارعت ألمانيا بإرسال وفد اقتصادى كبير لطهران، وكذلك بريطانيا من أجل فتح سفارة لها أما الشركات الأمريكية فأخذت في محاولة فتح أفرع لها خاصة المتخصصة في الأكل (كنتاكى.... إلخ) وحتى الشركات الفرنسية ذهبت للفوز بنصيب الأسد من الغاز، والبترول الإيراني، ورغم الموقف المتشدد للوفد الفرنسى في التفاوض، والذي كاد أن يعرض الاتفاق للانهيار، والبترول الإيراني، وكذلك الغاز سيعوض أوربا عن الغاز، والبترول الروسى بسبب الماقطعة للمنتجات الروسية عقب الأزمة في أوكرانيا.
أما على الصعيد السياسي فقامت الإدارة الأمريكية بإرسال وزير دفاعها أشتون كارتر ليقوم بجولة في المنطقة بدأها بزيارة إسرائيل ثم الأردن ثم السعودية لطمأنتهم، وأشار أحد مسئولى وزارة الدفاع الأمريكى إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم أن تبحث مع السعودية تدريب القوات الخاصة، والأمن المعلوماتي، والدفاع المضاد للصواريخ وعقب لقاء وزير الدفاع الأمريكى بسمو الملك سلمان ملك السعودية، وولى العهد أعلن عن زيارة مرتقبة للملك لأمريكا في الخريف القادم.
وقد سبق ذلك زيارة وفد من حماس برئاسة خالد مشعل للسعودية، حيث التقى به سمو الملك سلمان ملك السعودية أثناء أدائهم العمرة.
وخرجت الأنباء التي تفيد بأن السعودية تسعى لإقامة حلف سنى في مواجهة الحلف الشيعى الذي تقوده إيران، وأن خالد مشعل يتوسط لدى حزب الإصلاح اليمنى (الإخوان المسلمين باليمن) للانضمام للسعودية في محاربة الحوثيين، وقوات الرئيس المخلوع عبدالله صالح مقابل توسط السعودية إلى مصر من أجل وقف أحكام الإعدام في حق قيادات الإخوان المسلمين بمصر، وإتمام المصالحة بين الطرفين وهذا الأمر نفاه وزير الخارجية السعودى مع نظيره المصرى في اللقاء الأخير، وأن الأمر لا يخرج عن كونهم قدموا للعمرة فقط.
والحمد لله حدث هذا النفى، لأنه لو حدث ما أشيع كان سيؤدى ذلك إلى بث الحياة بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وفروعها التي خرجت من عباءتها عقب كشفها، وتعريتها كإحدى أدوات الإرهاب في أيدى أمريكا، وإسرائيل، وتركيا، وقطر ودق إسفين ما بين الأشقاء.
أما على الجانب الإيرانى فخرج المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى ليعلن أن الاتفاق النووى الذي أبرمته بلاده مع القوى الكبرى لن يغير من سياسة إيران في مواجهة الحكومية الإيرانية المتغطرسة، وسياسة إيران في دعم أصدقائها في المنطقة، والشعوب في فلسطين، واليمن، والبحرين، وسوريا، والعراق، ولبنان، ونقول لأشقائنا في السعودية سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى إننا لن ننسى أبد الدهر وقفتكم معنا في التصدى للإرهاب، وتصريحكم الأخير أثلج صدرنا حتى لا نقع مرة أخرى في الفخ الأمريكي، وخير دليل الانتصارات التي تحققت في اليمن بتحرير عدن، وهناك الكثير، والكثير الذي يمكن عمله، وإننا لمنتصرون.