السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

المناضل الشيوعي ألبير أريه في حوار لـ"البوابة نيوز" (1-3).. : الرسول عاش مع اليهود على دستور واحد.. الحكومة قالت على يهود إسكندريه أسري إسرائيليين.. وهنري كورييل ساعد مصر بعد نكسة 67

المناضل الشيوعي ألبير
المناضل الشيوعي ألبير أريه في حوار لـ"البوابة نيوز" (1-2).
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في شارع محمد محمود بالقرب من ميدان التحرير الذي شهد ثورتين لتغيير الكثير من المفاهيم التي توارثناها لعدة اجيال.. كان هذا هو نفس الهدف الذي جعلنى أجلس مع المناضل المصري الشيوعى وأقدم يهودي في مصر ألبير أريه، الذي كان شاهدا على عدة عصور مهمه في تاريخ مصر.
وخلال ثلاث ساعات ونصف تجولنا فيها سويا في شوارع وحارات الماضي، ليحكى أريه لأبناء هذا الجيل ما عاشه
.
في البداية وبصوت مليئ بالحنين إلى الماضى قال: "مصر كان فيها يهود كتير كانوا عايشين زى أي حد، ماكنش في فرق بينهم وبين المسلمين والمسيحين، كله كان مصرى.. كمان الأقاليم كان فيها معابد ويهود، وناس كانت عايشه عادى حتى في المنصورة لغاية النهارده في حى اسمه تورييل، وكان من أرقى الأحياء، وكان كله يهود وتورييل نفسه كان يهوديا، ماكنش فيه إلى بنشوفه النهارده، كل ده حصل بعد حرب 1948".
هنا استوقفته للاستفسار عن جمله سمعته يقولها في أحد اللقاءات، إن هناك الكثير من اليهود المصريين ما زالوا على قائمة الممنوعين من دخول مصر منذ خروجهم في الأربعينات والخمسينات وحتى الآن في حين أن الإسرائيلين ليسوا ممنوعين فأجاب: "بعض اليهود الشيوعيين بس هما إلى ممنوعين".

وبابتسامه خفيفة تذكر: "كان لينا صديق اسمه فكتور سيجريه وكان واحدا من أعضاء الرابطة اليهودية لمكافحة الصهيونية، كان بينتمى إلى عائلة يهودية مصرية من حى السكاكينى، طُرد من مصر سنة 1949 وعاش في المجر، في مره كان في باريس في حفل توقيع كتابه الذي دون فيه ماحدث له في مصر إلى أن خرج منها وهناك قابل المستشاره الثقافية المصرية في الحفل إلى كان مقام في معهد العالم العربى وقالتله.. إنت إزاى مش بتيجي مصر وإدتله التأشيرة إلى يجي بيها زياره وفعلا جه مصر ووقفوه في المطار قالوله إستنى عشر دقايق، وبات ليله كامله جوه المطار، وتانى يوم الصبح ركبوه نفس الطياره وقالوله انت مش هينفع تدخل مصر وسافر على المجر وكأن المستشاره مادتوش تأشيرة ولا حاجه، كان الكلام ده في 2010 يعنى بعد مرور 59 سنة ما زال لسه على قائمة الممنوعين من الدخول، واتوفى بعدها في بلده بالتبنى المجر سنة ٢٠١٣".
وأكمل مستنكرا: "هنا نقدر نعرف الحجم الحقيقى من الظلم إلى حصل في حق اليهود.. هو كان جاى زياره مش أكتر ومعاه التأشيرة لكنه اطرد مرتين".
هنا إستوقفته أمام الجمله التي دائما ما نسمعها في حياتنا اليومية وهى أن اليهود ملعونين من الله وليس لهم حق في الحياه، وسألته عن رأيه، قال: "سيدنا محمد إتجوز واحده مسيحيه وماكنش حرام.. أهل الكتاب في الإسلام ليهم وضع خاص وكمان الرسول عاش مع اليهود في المدينة وكان بينهم دستور واحد، لازم نعرف إن في فرق كبير بين اليهود والصهاينة".
وعن المضايقات التي قابلها في البداية بعد الحرب كونه كان يهوديا وأسلمت، أجاب ضاحكا: "انا فعلا أسلمت عام 1966 علشان أقدر أتجوز على عكس ما يقال عنى أنى آخر يهودى في مصر، من الحاجات الظريفة أيام عبد الناصر في 68 طلبت جواز سفر مارضيوش يطلعوهولى، كان عندى جواز سفر قديم قبل ما اتمسك قبل 53 فطلبت جواز سفر وكنت عاوز أسافر لأمى علشان تشوف حفيدها فطلبت جواز وده حقى وكمان جواز السفر بالرغم من كده ماكنش له أهمية علشان كان في تأشيرت الخروج، فلازم أي مصرى ياخد التأشيرة، روحت الجوازات وكل ما أسال الموظف يقولى بكره، في الأخر كلمت خالد محى الدين وحكيت له إلى حصل فمن الصدفه وهو داخل الاتحاد الاشتراكى قابل شعرواى جمعه وحكالة القصه فقاله إنت تضمنه، قاله وأحسن منى كمان، قاله خلاص إعتبر إنه خد خلاص جواز السفر ويروح لفلان يقدم ورقه وياخد جواز السفر، فعلا روحت الداخلية لفتحى بهنسي مدير مكتب الوزير قدمت طلب وقالى خلاص بعد إسبوع هاتاخد الجواز روحت بعد إسبوع برده الموظف قالى ماعنديش جواز السفر فرجعتله قالى روح للموظف قوله طلع جواز السفر من الدرج فرحتله قالى مافيش فقولتله فتحى بيه بيقولى الجواز عندكو طلعه من الدرج فطلعه فعلا بعد كده كنت بروح لفتحى بهنسي وبطلب منه تأشيرة الخروج وكانت بتطلع في نحو يومين تلاته على طول".

ثم انتقل بالذاكر لفترة النكسة، وتحدثنا عما حدث فيها من عدوان على مصر، قال البير: "في 68 أنا سافرت وطبعا كلنا عارفين إن بعد النكسة كان فيه اهتمام والراى العالمى كان مقلوب ضدنا.. إسرائيل نجحت بالفعل في تصوير حرب 67 إنها كانت حرب دفاع عنها وإن مصر هي اللى اعتدت الأول والإعلام المصرى مكانش قوى.. فعبد الناصر كان فاهم إلى بيحصل وكلف خالد محى الدين بتنظيم مؤتمر عالمى لنصرة الشعوب العربية، وكان الهدف حضور وفود اجنبية لإبراز تأييد عالمى لمصر.. في 68 سافرت مع خالد محى الدين فرنسا وقعدنا شهر نقابل الناس وساعدنا كتير في العملية دى هنرى كورييل وصلنا باوساط كبيرة في فرنسا وفعلا نجحنا".
وماذا بعد: "في يناير 69 اتعمل المؤتمر ونجح، وكان أنور السادات وقتها هو رئيس المؤتمر.. وأنا إشتركت وعبد الناصر حضر الجلسة الافتتاحية وقال كلمة حلوه جدا، أيام عبد الناصر كنت باخد من الاتحاد الاشتراكي تصريح علشان ادخل المطار وماحدش كان بيكلمنى، كنت بروح مع مندوب الاتحاد لاستقبال الوفود الأجنبية، في 67 قبضوا على كل الرجال والشباب اليهود وسابوا العواجيز وكام واحد من كبار الطايفه الاداريين والحاخام أو إلى كان ليهم مصالح مع المباحث، لأن المباحث كانت بتتعاون مع بعض اليهود إلى كانوا بيخلصوا الإجراءات في المطار".


في تلك الأثناء وقبل أن ننتقل في الحديث إلى فترات اليهود الأخيرة وما حدث معهم عدنا إلى عام 1945، عندما كان شيخ الحارة هو الشخص المنوط به تحديد جنسية كل من لا جنسية له، وكان من المعروف وقتها أن كثير من المصريين كانوا بسطاء لا يعرفون القرائه والكتابه ولم يكن إستخراج اوراقهم الرسمية في موضع اهتمام، وبناءً على ذلك كانت الحكومة المصرية تتعاون مع شيخ الحارة الذي كان يرفض تماما أن يثبت لليهود أحقيتهم في الجنسية المصرية وبناءً عليه تقوم السلطات المعنية بترحيلهم بعد إمضائهم على وثيقة خروج بلا عوده، يقول ألبير: "شيخ الحارة كان بيرفض يدي اليهود شهادة تثبت أنهم مصريين، أفتكر كان في عامل عند والدى كان يهودى مصرى ماكنش بيعرف يتكلم غير عربى وبس وكان بيعشق أم كلثوم.. كان كل مناسبة بيروح يسافر للقاء النحاس باشا لتهنئة زعيم الأمه في كل الأعياد القونية والدينية.. لكن بعد الحرب وبعد عمليات تهجير اليهود كان زيه زي أي مصري كان عايش من غير ورق رسمي وكان لازم يثبت إنه مصرى، طبعا شيخ الحارة رفض إنه يديلة الجنسية بالرغم من إنه عارفه، الراجل قدر إنه يجيب شجرة العيلة وطلع بيها على النحاس باشا ووراله شجرة العيلة علشان يقدر يثبت بيها أنه مصرى فقاله انا عارف انك مصرى لكن عمرك ما هتاخد الجنسية المصرية، وللأسف كان من الأوائل إلى إضطروا يهاجروا إلى إسرائيل، نفس إلى حصل معاه حصل مع يهود كتير مكانوش بيقدروا ياخدو الجنسية فبيضطروا في الاخر إنهم يسافروا وكان بيتكتب على ورقهم غير محدد الجنسية والدول الأجنبية هي إلى كانت بتستقبلهم وتديهم جنسياتها ".
هنا إنتقلنا بالحديث إلى قانون عبد العظيم فهمى الذي أقر أن كل من كان يهوديا قبل 48 يعامل معاملة اليهود، فأجاب ضاحكا: "شحاته هارون هو إلى جابلى القانون ده بلغنى بيه.. فعلا عبد العظيم فهمى كان وقتها وزير الداخليه وطلع قرار إن كل من كان يهودى قبل 48 تعامله الدولة على أنه يهودى.. وكان قرار غريب لكن الأغرب منه إن كامب ديفيد هي إلى لغت كل القرارات التعسفية إلى كانت ضد اليهود في مصر علشان المفروض انها معاهدة سلام وكان أولى إن بلدنا هي إلى كانت تلغى القرارات دى".



سألته عن اعتقالات 67 التي حدثت في حق اليهود، فأوضح: "في 67 الحكومة إعتقلت كل اليهود الشباب وماسبتش غير العواجيز زى ما قولتلك، ودى كان النهاية الحقيقية للطائفة اليهودية في مصر والى طلعوا منهم اتنين بس من كل إلى اتمسكو في 5 يونيو هما شحاته هارون وبعد كام شهر خرج صحفي اسمه إبراهيم فرحي وكتب شهادته في كتاب يوسف درويش "تاريخ يهود النيل"، وحكى عن ظروف المعتقلين اليهود في أبو زعبل وإنه خرج علشان كان له ضهر لأنه كان صديق حميم لوزير في حكومة ديجول في فرنسا، تدخلت وطلعوه والباقين قعدو حسب المزاج والتنازل عن الجنسيه علشان يقدروا يسفروهم بلا عودة بالرغم من انهم كانوا مصريين".

استوقفته: "هناك أكثر من شخص قال لى أن اليهود في السجون لم يتعرضو لأى نوع من التعذيب على عكس ما ذكر شحاته هارون في كتابه " يهودى في القاهرة " وعلى عكس ما تمت ترجمته في كتاب " تاريخ يهود النيل" فكيف ترى صحة هذا الكلام"، إبتسم وقال: "شحاته هارون أنا شوفته بعد ما خرج وكانت هدومه متقطعه وحكالى إلى حصل معاه جوه وكتب ده في كتابه وكمان مأمور القسم كان كل شوية يقولهم هاتولى اللى عاوز إسرائيل تضرب السد العالى، ويضربه، كمان من المفارقات الغريبه شحاته حكالى أن كان من ضمن الممسوكين دكتور يهودى كان أصلا منتدب في ليمان طرة واتحبس وبعدها خرج من مصر نهائي ده غير إن في ناس كتير مش معروفين كمان ومكتوبين في سجلات المباحث لكنهم كانوا من الأقاليم".


في تلك اللحظه قلت له: "يعنى كان في تعذيب"، فرد: "للأمانه في 48 ماحدش إتعذب في السجون لانهم دخلو في المعتقل من غير قضية، لكن في 67 كان في تعذيب لليهود كبير.. كمان واحده صحبتى كانت بتحكى انها كانت بتشتغل مع الصليب الأحمر ومسكوا واحد من الأقاليم ومراته جت تدور عليه كانوا غلابه مالهمش علاقه لا بإسرائيل ولا السياسه لكن قبضوا عليه وبرده رحلوه".

وماذا عن يهود إسكندرية؟: "يهود إسكندرية حصل معاهم زى إلى هنا وأكتر.. من المفارقات الغريبه إن الحكومة قبضت عليهم كلهم وجابوهم بالسكه الحديد لغاية هنا، وفى محطة مصر قالوا عليهم أسري إسرائيليين، وطبعا ده سببلهم كم من الإهانة الكبيرة من الناس، وبعدها رحلوهم على أبو زعبل، ومنها خرجوا بره مصر بعد فترة قضاها في السجن".


هنا إنتقلنا بالحديث إلى الرحال هنرى كورييل، كيف عاش؟ وكيف رحل عن البلاد؟، سالته: كيف يملك كورييل الجنسية المصرية ويتم طرده، قال لى بإستنكار: "هنرى كورييل إطرد بأسلوب خسيس، إتاخد منه الباسبور علشان مايقدرش يثبت أنه معاه الجنسيه وإطرد، كان ده أيام الملك سنة 1950، وبالمناسبة هو رفع قضية وكان المحامى فيها زهير جرانه الجد وبالفعل كسب القضية قدام مجلس الدولة، لكن ماحصلش أي حاجه وفضل بره".
وعن علاقته بكورييل، قال: "اتعرفت عليه في باريس 68، واتظلم من الإعلام المصري كتير، أفتكر أن من فترة قريبة امانى الوشاحى الأمازيغية نزلت نقد لحارة اليهود فانا علقت على كلامها ففى واحد راح منزل شتيمة في هنرى كورييل بعد تعليقي وقال ده كان صهيونيى والحركة الشيوعية جزء منها خاينه ومع الصهاينة، كل ده مالوش علاقه بكلام امانى ولا كلامى، وده نوع من انواع الظلم وقلة المعرفة، وكمان ثروت عكاشة حكى إن عبد الناصر كان هايرجعله الجنسية لكن ماحصلش".
وعن علاقة كورييل بعبد الناصر رغم ما حدث، أوضح: "علاقته بعد الناصر كانت جيده، وكان في اتصال دائم بينه وبين ثروت عكاشه، وكان بيتم الإعتماد عليه في اتصالات ومعلومات وأمور تانى كتير، كمان كورييل كان على علاقه طيبة جدا بأحمد بن بلة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، وقبل كده كانت قصة كشفه لخطة العدوان كان فيها كل المعلومات حتى التفاصيل الدقيقة وأسماء الفرق، لكن عبد الناصر ماصدقش وقال بنفسه انا بلغونى ومصادقتش"، وكورييل كان باعتها عن طريق كذا واحد، منهم ثروت عكاشه وبرده خالد محى الدين كان عنده فكرة، وعبد الناصر ماانكرش".


الجزء الأول

الجزء الثانى

الجزء الثالث