السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

شعراء وأدباء فلسطينيون: الأبنودي "شاعر الإنسانية" سيبقى حيًا في وجداننا وذاكرتنا ‏للأبد‏

عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحل عبد الرحمن الأبنودي.. "الخال".. "شاعر الإنسانية" .. "أيقونة الشعر العربي" ‏‏.. عن عالمنا منذ بضعة أيام، لتفقد بذلك الأسرة الثقافية المصرية والعربية واحدا ‏من أعظم الشعراء الذين شكلوا وصاغوا حالة خاصة في الشعر العربي، والذين ‏لامسوا بشعرهم وقصائدهم القضايا العربية كافة، وأهمها "جُرح فلسطين".‏
لقد تعدت خسارة الراحل الأبنودى الوسط المصري، لتمتد وتشمل كافة أرجاء ‏العالم العربي من المحيط إلى الخليج، بل وشتى بقاع المعمورة، وهنا في ‏فلسطين كان لفقدان (الخال) وقع جلل في نفوس الأدباء والشعراء الفلسطينيين، ‏الذين رأوا أن رحيل الشاعر الكبير يعد بمثابة خسارة كبيرة وفادحة لفلسطين ‏والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وللحركة الثقافية والشعرية العربية عموما، ‏وليس للحركة الثقافية في مصر وحدها.‏
استطاعت قصائد وأشعار الأبنودي - الذي وافته المنية مساء الثلاثاء الماضي، عن ‏عمر يناهز 76 عاما - التي قرضها دعما ومساندة للقضية الفلسطينية أن تنفذ من ‏صيغتها المحلية المصرية إلى العالمية مباشرة، لدرجة أنه اُعتبر هنا في فلسطين ‏أحد كبار شعراء القضية الفلسطينية - بل و"فقيد الشعر الفلسطيني" - وليس ‏فقط من الشعراء المصريين الذين قرضوا أشعارا في فلسطين.‏
وقد تلقى شعراء وأدباء فلسطين نبأ وفاة شاعرنا الكبير الأبنودي بصدمة وحزن ‏وألم، وعبروا – في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى مدينة ‏رام الله بالضفة الغربية – عن حزنهم وألمهم الكبير لفقدان "الخال"، مقدمين أحر ‏التعازي لشعراء وشعب مصر والشعراء العرب، داعين أن يتغمد الله الفقيد الرحمة ‏ويدخله فسيح جناته.‏
وقال الدكتور زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة الفلسطيني، إن رحيل ‏شاعر الأمة الكبير عبد الرحمن الأبنودي خسارة كبيرة للأمة العربية وللقضية ‏الفلسطينية على وجه التحديد، والتي ساهم شعره في دعمها وبلورة الوعي ‏القومي والعربي تجاهها.‏
وأضاف أن الأبنودي ترك بصماته على الوطن العربي بأسره، حيث كان لشعره ‏الملتزم بدعم القضية الفلسطينية أثر كبير، داعيا المولى عز وجل أن يلهم أسرته ‏الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته.‏
ومن جانبه، قال الشاعر مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء ‏الفلسطينيين، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ‏بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الأبنودي يعد واحدا من الأسماء العالية والوازنة ‏في الثقافة العربية حيث قدم من أجل حرية الإنسان ومن أجل حرية هذه الأمة ‏الكثير في شعره وفي سياقه الشعري، بما يؤكد قدرته كشاعر كبير على الوصول ‏إلى الوجدان الجماعي العربي والتعبير عن هذا الوجدان بأدق الأحاسيس.‏
وأوضح أن الشعرية العربية والمشهد الثقافي في مصر والعالم العربي يفقدان برحيل ‏الأبنودي واحدا من الأسماء التي تركت كل هذا العطاء وكل هذه العطايا الإبداعية ‏في الشعرية العربية والكونية، فالخسران كبير لمصر وللمشهد الثقافي العربي بأن ‏فقدا هذا الاسم العالي والكبير الذي ترك لنا كل هذا الموروث الذي يعبر عن قدرة ‏التعبير الحقيقي عن الوجدان العربي. ‏
ولفت السوداني إلى أن الراحل الأبنودي كان إحدى القامات الكبيرة التي حافظت ‏على قوتها وأصالتها والتزامها القومي والعربي لاسيما تجاه القضية الفلسطينية ‏فظل رمزا للتمرد والثورة ورفض الظلم.‏
ومن جانبه، اعتبر الشاعر عبد الناصر صالح، وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، ‏الشاعر المرحوم عبد الرحمن الأبنودي (فقيد الشعر الفلسطيني) أولا وفقيد الشعر ‏‏العربي والفلسطيني وفقيد الأمة العربية كلها، وأنه كرس إبداعه الشعري ومواقفه ‏الوطنية دعما ‏لقضية الشعب الفلسطيني، التي هي قضية العرب الأولى.‏
وقال: إن رحيل الشاعر الكبير عبد ‏الرحمن الأبنودي، خسارة كبيرة للحركة الثقافية ‏ليس المصرية فحسب وإنما للحركة الثقافية ‏العربية، مشيرا إلى أنه قبل أشهر تم ‏منح الأبنودي جائزة "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية" من قبل الأخ عثمان ‏‏أبو غربية في رام الله في احتفال مهيب عقد في مركز محمود درويش الثقافي.‏
وأكد صالح أن الأبنودي قيمة وقامة ‏شعرية وثقافية وطنية وتاريخية عالية .. فهو ‏(أيقونة الشعر العربي) و‏سيبقى شعره خالدا كخلود النيل وأهرامات مصر .. كخلود ‏الشعب المصري.. وستبقى مصر هي درة تاج الدول العربية.. هي الخلاقة .. وهي ‏المبدعة التي تتصدر دائما المشهد ‏الثقافي والمشهد الفني والمشهد الوطني ‏العربي.‏. رحم الله فقيد الثقافة العربية وفقيد الشعر العربي والفلسطيني الشاعر ‏الكبير عبد ‏الرحمن الأبنودي.‏
وبدورها، قالت الشاعرة نداء يونس، "نعزي أنفسنا والشعب المصري لوفاة الشاعر الكبير ‏عبد الرحمن الأبنودي.. فقد كان رحيله صدمة كبيرة لنا، وخسارة لقامة كبيرة ‏من ‏قامات الشعر في الوطن العربي".‏
وأضافت أن اسم الأبنودي ارتبط بفلسطين والقدس، فقد كتب لفلسطين وقدسها ‏وإنسانها، وحملت قصائده بُعدا أدبيا ورسالة سياسية تنتفض لشعب تحت ‏الاحتلال.. إن الأبنودي الذي كتب (القدس قدسي) جعل لنا حصة كبيرة في إرثه ‏الشعري والإنساني.. هو ‏مصدر فخر واعتزاز لكل فلسطيني أينما وجد.. (الخال) ‏كما وصفه الصحفي المصري محمد توفيق في ‏كتابه "هو مزيج بين الصراحة ‏الشديدة والغموض الجميل.. بين الفن والفلسفة .. بين غاية التعقيد وقمة ‏‏البساطة بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي .. بين ثقافة المفكرين وطيبة ‏البسطاء .. هو السهل ‏الممتنع" .. هو شاعر قل نظيره وقل مثيله .. نحتفظ ‏بصوته في قلوبنا وذاكرتنا، ونتمنى له ‏الرحمة، وبهذه المناسبة أقول أن العظماء ‏أبدا لا يرحلون في صمت".‏
ومن جانبه، قال الأديب فتحي خليل البس رئيس ملتقى فلسطين الثقافي، "أشعر بأننا فقدنا ‏أحد شعرائنا الفلسطينيين المصريين لارتباط هذا الشاعر الكبير بالنضال الوطني ‏الفلسطيني، وفي نفس الوقت بالقصيدة المصرية الملتزمة التي تحرض على ‏الوفاء للوطن المصري وللوطن العربي الكبير في كل ما كتب وكل ما غني له ‏وانتشر في كل الوطن العربي ورددناه شبابا في عنفوان تحدينا للمخاطر التي ‏كانت تحيط بأمتنا وكنا نبقى قصائده في كل مناسباتنا .. أحر تعازينا للشعب ‏المصري الشقيق وللشعراء الفلسطينيين والعرب عموما والفلسطينيين بشكل ‏خاص".‏
وبدوره، لفت الشاعر جاد عزت الغزاوي، إلى "أن لشاعر كبير مثل الأبنودي فضلا كبيرا ‏على القضية الفلسطينية ونحن بافتقاد الشاعر الأبنودي افتقدنا الشيء الكثير صراحة، وكما ‏هو معلوم فإن الأبنودي ما كتب فقط ولا كتب عن القضايا العربية بقدر ما كتب عن القيم ‏والمعاني الإنسانية".‏
وأضاف "الأبنودي خسارة كبيرة للثقافة العربية والإنسانية أيضا، لكن لا يعزينا إلا أنه ترك إرثا ‏غنيا من الأعمال الثقافية والشعرية والأدبية التي كتبها بحزنه وفرحه وألمه.. لقد كان ‏الأبنودي شاعر الناس البسطاء العاديين.. وبالطبع كان الأبنودي ملتزما ومنفتحا أيضا في ذات ‏الوقت على كل المعاني الإنسانية والجمالية وكتب عنها بلغة بليغة .. وموته هو فقدان كل ‏الفقراء وكل الفلاحين للأرض والأمل والحياة .."‏.
وأكد الغزاوي "نحن كفلسطينيين، بموته افتقدنا ركنا ثقافيا كبيرا .. فقدانه لا يقل عن فقدانا ‏لمحمود درويش .. ونحن نعتبره جزءا كبيرا من قضيتنا .. من ألمنا .. وهو كان دائما إلى ‏جانب القضية الفلسطينية ليس لأنه منحاز إليها بقدر ما هو منحاز للإنسانية وللعدالة ‏الإنسانية .. وسيبقى الأبنودي علما .. وسنبقى نحن أيضا أوفياء لذكراه، وبكل تأكيد سنكون ‏دائما حاضرين وداعمين لكل الأعمال التي قام بها الأبنودي".‏
وقال "حزننا كبير وألمنا كبير لفقدان الأبنودي، لكننا في ذات الوقت سنعود كلما اشتقنا إلى ‏الشاعر الكبير .. إلى ما كتب .. إلى أعماله .. وسنجده هناك حاضرا وروحه تحلق بكل تأكيد .. ‏وعزاءنا أن تنجب مصر .. ومصر دائما ولادة.. وسيكون هناك أبنودي آخر وشعراء كبار وعظام ‏آخرون يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب القضايا الإنسانية وإلى جانب الفقراء ‏والفلاحين وسينثرون بكل تأكيد الأمل والحياة".‏
وأضاف "دعني أقول لمصر الحبيبة بفقدانها هذا الشاعر نحن بكل تأكيد إلى جانبها .. وحزنها ‏حزننا .. ونسأل الله أن تبقى مصر عظيمة وكبيرة وهي أم العالم العربي وأم القضية ‏الفلسطينية وبالتأكيد أية خسارة لمصر هي خسارة لنا".‏
ومن جانبه، قال الشاعر محمود أبو الهيجاء، رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" ‏الفلسطينية.."يعتصر قلوبنا الألم الشديد لفقدان قامة شعرية كبيرة في عالم الأدب والفن ‏والشعر في الوطن العربي كقامة الراحل عبد الرحمن الأبنودي .. لقد فقدنا صوتا كان معبرا ‏عن آمال وطموحات وتطلعات وأحزان جماهير الأمة العربية وليس المصرية فقط، بخاصة ‏الموضوع الفلسطيني والشعب الفلسطيني".‏
وأضاف "خسارة عبد الرحمن الأبنودي لا تعوض، إنها فادحة تماما، ولذلك لا أعرف ماذا أقول ‏في مثل هذه اللحظات.. الأبنودي شاعرنا .. (شاعر فلسطين) .. (شاعر مصر والأمة العربية) قد ‏رحل لكن عزاءنا أن الفنون كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش .. "قد هزمته الفنون كلها" ‏‏.. سيبقى حيا في ذاكرتنا ووجداننا للأبد، لأن الإبداع لا يمكن أن يموت". ‏
وبدورها أشارت الإعلامية والشاعرة التونسية كوثر الزين المقيمة بفلسطين، إلى أن فضل الشاعر الأبنودي على الشعرية ‏العربية في الشعر المحكي كبير وكبير جدا .. هو شاعر استطاع أن يحول اللهجة العامية ‏المصرية من لهجة محلية إلى لهجة شعرية بشعرية عالية، وأن رصيده الوطني من الأغنية ‏المصرية أيضا معترف به، فرصيده للشعرية المصرية شاسع وواسع.‏
وقالت "إن فلسطين احتلت مساحة لا بأس بها في قصائد الأبنودي، وهذا إن كان ينم عن ‏شيء فهو ينم عن البُعد الوطني والبُعد القومي لشاعر تجاوز جغرافيته المحلية، وفي نفس ‏الوقت قام بواجبه الأدبي الإبداعي تجاه أمته العربية .. هو شاعر منتمي مصريا وعربيا ‏وإنسانيا لقضايا عادلة".‏
ولفتت الزين إلى أن عبد الرحمن الأبنودي مثلما يقول العظماء تركوا بصمة في الأدب، وفي ‏الوطنية، وحب الوطن.. هو خالد وسيبقى خالدا.. متمنية أن تقتدي الأجيال القادمة بهذا ‏النموذج الرائع الذي شكل في فترة معينة حالة خاصة وكان نجم مرحلة شعرية معينة تألقت ‏فيها القصيدة باللهجة المحكية، ولعل الأغنية أيضا .. وما ألفه لعبد الحليم حافظ وغيره من ‏كبار النجوم، تخلد أيضا هذا الصوت الباقي فينا وإلى المنتهى.‏
وبدوره، أكد الدكتور إبراهيم هشهش، الناقد الفلسطيني وأستاذ الأدب العربي في ‏جامعة بيرزيت الفلسطينية، أنه بصفته فردا من الشعب الفلسطيني وقارئا لشعر ‏الأبنودي والشعر العربي عموما، يشعر بخسارة فادحة لغياب هذه القامة الكبيرة من الساحة ‏الأدبية في مثل هذا الوقت .. فهو يرى أن الأبنودي كان شخصا دائم الحضور وجدانيا وشعريا ‏في الساحة الشعرية بشكل عام، وفي الوجدان الفلسطيني والقضية الفلسطينية بشكل ‏خاص"‏.
وقال "نحن نعرف الأبنودي منذ طفولتنا .. عندما كان يتسابق مع المغنين المشهورين من أجل ‏أن يغنوا قصائده فتربينا على (عدى النهار) لعبد الحليم حافظ و(تحت الشجر يا وهيبة) لمحمد ‏رشدي.. وتلك الأغاني العظيمة التي ارتفعت بسوية اللغة العربية من حيث كلماتها وأصالتها".‏
وأضاف "أننا كشعراء وأدباء فلسطينيين نعتبر الأبنودي واحدا من كبار شعراء القضية ‏الفلسطينية وليس فقط من الشعراء المصريين .. والأمر المهم بالنسبة لي هو إسهام ‏الأبنودي الكبير في جمع ملحمة العرب الكبرى (السيرة الهلالية) الذي استغرق حوالي 30 عاما ‏في جمعها حتى أصلها وأخرجها.. وهذا العمل وحده يكفي أن يخلد اسمه بين الخالدين".‏
ومن جانبه، قال الشاعر جمعة رفاعي، المدير التنفيذي للاتحاد العام للكتاب ‏والأدباء الفلسطينيين، إن الوسط العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص ‏فقد قيمة وقامة من قامات الثقافة، وشاعر العامية الذي طور هذه اللغة ووقف مع القضية ‏الفلسطينية ومع المظلومين والمقهورين في كل مكان، مشيرا إلى أنه بصفة شخصية ‏يقضى نهاره وهو يسمع قصيدة الأبنودي بالعامية (الحارة الفلسطينية)..هذه القصيدة التي ‏رافقت الانتفاضة الأولى في العام 87. وهناك أجيال كثيرة ومتعاقبة في المخيمات وفي ‏المدن الفلسطينية لا تزال تحفظ عن ظهر قلب تلك القصيدة المعبرة عن الواقع الفلسطيني.‏
وأضاف أنه برحيل الأبنودي نخسر قامة من قامات الشر وقامة ثقافية وإبداعية، لافتا إلى أنه ‏ليس غريبا على فلسطين أن تكرم هذا الشاعر وتمنحه جائزة محمود درويش الكونية لشاعر ‏كوني لا يستحقها إلا شاعرا كونيا كعبد الرحمن الأبنودي.‏
ومن جهته، قال يوسف المحمود، الشاعر والإعلامي ومدير فضائية فلسطين الإخبارية، إن الأبنودي شكل ‏حالة خاصة في الشعر العربي، وكان ‏من أكبر شعراء العامية العرب، لافتا إلى أن (الخال) لامس ‏بشعره وقصائده كل القضايا العربية .. وكان ينشد من القاهرة إلى ‏كل أرجاء الوطن العربي.. ‏وبالنسبة للقضية الفلسطينية كان كم لامس الجرح العربي الذي ‏اسمه (فلسطين).‏
ونعى وفاة الشاعر الكبير.. الشاعر الذي أحبه كل من استمع إليه.. الشاعر الذي ‏أحبته ‏الجماهير العربية أيضا بسبب ملامسته لجرح العرب سواء في فلسطين أو في كل أنحاء ‏‏الوطن العربي. رحم الله الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بقدر ما أضاف حتى إلى الشعرية ‏العربية ‏وإلى الحساسية الشعرية العربية.‏
وأشار إلى أن الأبنودي كان شاعرا باللهجة العامية لكنه قُبل عند ‏العرب كما يقبلون الشعر ‏وهذه الحساسية الجميلة والرائعة .. وكم أثر هذا الشاعر في ‏الوجدان العربي وتحديدا في ‏الوجدان الفلسطيني بانتباهاته ولفتاته، وكذلك بما فعل ‏بالنسبة بمجمل القضايا الاجتماعية ‏أيضا وكذلك القضايا الإنسان العربي.‏
ولفت المحمود إلى أن "الأبنودي كان منحازا دائما ‏للمظلومين والفقراء، وكان قريبا من القلب، لذلك رأينا ‏عندما توفاه الله كيف بدا الحزن عليه ‏بشكل كبير من قبل الجماهير العربية، وكان ينادى ‏بالمناداة الشعبية.. ينادى بـ(الخال)، وكان كل ‏الذي رآه، والذي يعرفه والذي لم يعرفه، يعرفون ‏شعره ‏الجميل، والذي من خلاله احتل مكانة عليا في قلوب الفلسطينيين والملايين من ‏العرب".. مضيفا أن هذا الشاعر بملامسته الهم ‏الإنساني ككل شكل أيضا حالة إنسانية عالية ‏لا تنسي في الوجدان لذلك رحمه الله، ‏لكنه ظل خالدا في الأرواح، وظل خالدا تماما بشعره ‏وبجماهيره الذين يحملونه بقلوبهم.‏
ومن جانبه، قال الأديب نادر جلال، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والتربية في منظمة التحرير ‏الفلسطينية وعضو ملتقى فلسطين الثقافي، إن أيا من فلسطيني (الحارة الفلسطينية) التي ‏كتب عنها الراحل عبد الرحمن الأبنودي لديه ما يقال ف حول هذا الشاعر الكبير. فمعظم ‏الأسانيد التقت بالذائقة الفنية العربية في أغاني ‏الرعيل الأول عبد الحليم حافظ وصباح، ‏وصولا إلى الجيل الأخير محمد منير .. وكل هذه ‏الأغاني التي نحفظها ويحفظها كل ‏فلسطيني وعربي هي بصمة الشاعر الراحل عبد الرحمن ‏الأبنودي.‏
وأضاف "نشعر كفلسطينيين أننا فقدنا أحد أهم القامات الشعرية والثقافية في العالم ‏العربي، وأحد ‏المدافعين عن القضية الفلسطينية في الحقل الثقافي وفي المشهد الثقافي. ‏فكل مواطن ومثقف فلسطيني يشعر حقيقة بأنه تربطه علاقة حتى شخصية مع هذا الشاعر ‏‏الكبير".. مشيرا إلى أن فلسطين منحت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي جائزة 2014 التقديرية .. ‏نحن نشعر ‏بخسارة كبيرة إنما عزاءنا بأن شعر الأبنودي باق وأن نفسه معنا إلى الأبد إن شاء ‏‏الله".‏