الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إشكالية تغيير القيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أصعب الأشياء في المجتمع دراسة موضوع القيم، لأن القيم تتغير من زمن إلى آخر ومن طبقة اجتماعية إلى أخرى، وقد تكون القيم السلبية من جهة نظر فئة ما ايجابية في نظر فئات أخرى، وإحداث التغيير في منظومة القيم السائدة موضوع يحتاج إلى وقت ونفس طويل وتراكم وتغييرات في أشياء كثيرة اقتصادية وسياسية وتعليمية. وتشهد جميع المجتمعات اليوم في العالم كله أنساق جديدة من القيم والسلوكيات كنتيجة للتطورات والتغيرات في مجالات العلوم والاتصالات والاقتصاد.
ولا توجد لدينا دراسات اجتماعية كافية عن قيم وسلوكيات المصريين نستطيع من خلالها تحديد القيم الحاكمة للمجتمع المصري ومن ثم يكون التأثير والتغيير الذي نريده مبني على أساس علمي وليس على انطباعات أو مشاهدات اجتماعية، فلا أحد يستطيع أن يدعي أنه يعرف قيم وسلوكيات 80 مليون مصري ويمكن التأثير عليهم بدون حد أدني من الدراسات العملية المبنية الموثوق بها.
ونحن لا نستطيع أن نحدد ما هي القيم التي نريد تغيرها أو غرسها في المجتمع إلا إذ حددنا رؤيتنا للمستقبل بدقة وعرفنا ماذا نريد من المستقبل، وفي ضوء رؤيتنا للمستقبل تتحدد منظومة القيم التي نريد الدفع بها لأحداث التغيير المستقبلي المطلوب.
في هذا السياق فإن هناك عددا من المؤسسات المنوط بها العمل على تكوين منظومة القيم المشتركة الحاكمة للمواطنين هي: المدرسة والمؤسسة الدينية والإعلام، لذلك فأهم الفئات الاجتماعية التي تصنع قيم المجتمع هي: رجال الدين والمعلمون والإعلاميون. ويواجه تكوين قيم مشتركة للمصريين عبر المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية في الوقت الحالي تحد أساسي هو تعدد المرجعيات والقيم الحاكمة لهذه المؤسسات. فيوجد على الأقل أربعة أو خمسة نظم تعليمية يحكمها قيم ومبادئ مختلفة. وكنا حتي وقت قريب نعاني من تتعدد المؤسسات الدينية في المجتمع وتتبنى كل منها خطاب ديني مختلف، دون وجود مؤسسة دينية مرجعية واحدة (الأزهر الشريف – الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) تشكل الوعي الديني ويحتكم إليها الجميع كما في السابق، كما يبث الإعلام المفتوح قيم واتجاهات لا يمكن حصرها أو السيطرة عليها.
مستويات ثلاثة لتغيير القيم والسلوك
 مستوى الاقتناع.
 مستوى التعبير اللفظي.
 مستوى السلوك العملي.
فإذا أخذنا التدخين كنموذج، فأولاً ينبغي أن تتغير قيم الناس حول التدخين ويقتنعون أنه ضار، ثم يأتي التعبير اللفظي بأن يعبر الإنسان لفظياً عن مضار التدخين، لكن هذا قد لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير سلوكه، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تغيير السلوك والاستمرار فيه.
رابعاً: ضبط السلوك في المجال العام عن طريق القانون
إذا كان تغيير القيم يتم على مدى زمني طويل فالمطلوب الآن وبسرعة هو ضبط سلوكيات الأشخاص تجاه بعضهم البعض في المجال العام: في الشارع وأماكن الدراسة والعمل والمواصلات العامة.. إلخ، ومنع الإساءة والضرر الذي قد يقع على المواطن ـــ المواطنة المصرية من جراء سلوكيات بعض الأشخاص الذين لا يحترمون الآداب العامة والقانون. وهنا يمكن ذكر كثير من السلوكيات العامة التي باتت تشكل أضرراً في المجال العام مثل: التحرش الجنسي، والألفاظ المسيئةـ، والرعونة وسوء قيادة السيارات، والعنف، إضرار الممتلكات العامة..
وتعتمد عملية ضبط السلوك في المجال العام على عنصر أساسي هو تنفيذ القوانين المنظمة للسلوك في المجال العام وتوقيع العقوبات بشكل حاسم، وكذلك عنصر التوعية الشعبية من خلال وسائل الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية.
خامساً: القيم الإيجابية التي يمكن التركيز عليها
حددت الأمم المتحدة 12 قيمة إنسانية عامة تشترك فيها كل الشعوب المؤمنة بالأديان السماوية والعبادات الطبيعية وغير المؤمنين. وقد أجريت في السنوات الأخيرة دراسة عالمية حول خريطة القيم على مستوى العالم وتم إجراء هذه الدراسة في مصر لتحديد منظومة القيم المصرية. تم اختيار عدد من القيم للتركيز عليها في الفترة القادمة:
• قيم التنمية: التفكير العلمي  إعمال العقل احترام العمل احترام الوقت الابتكار المبادرة الشخصية.
• قيم الوحدة الوطنية والعيش المشترك واحترام حقوق الآخر.
• قيم المواطنة والعدل والمساواة والانتماء للوطن.
• قيم المستقبل.
• قيم الانتماء إلى الأسرة الترابط الأسري.