الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجددون جدد .. أحمد شوقي الفنجري (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونواصل مع كتاب "كيف نحكم بالإسلام في دولة عصرية" ونقرأ "أما نظرية الحاكمية الإلهية فكان أول من أعلنها في العصر الحديث أبو الأعلي المودودي في كتابه "نظرية الإسلام السياسية" ثم جاء بعده المرحوم سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" وهذه النظرية ترفض الديمقراطية باعتبار أن الهدف منها هو حكم الشعب بالشعب، وأن الأمة مصدر السلطات، وهذا بزعمهم شرك بالله لأن الله تعالي قال "إن الحكم إلا لله" وفي ذلك يقول المودودي " إن الله تعالي نزع جميع سلطات الأمر والتشريع من أيدي البشر لأن ذلك مختص به الله وحده. ولما كانت الديمقراطية تعطي السلطة للشعب جميعا فهي مرفوضة قطعا. وقد اثبتت الأحداث أن نظرية الحاكمية الإلهية في أول دولة إسلامية معاصرة وهي إيران أدت إلي ظهور طبقة الملالي التي تحكم باسم الدين وتنصب المشانق باسم الإسلام". "وهكذا يريد هؤلاء الخوارج المعاصرون أن يضفوا علي الاستبداد صبغة شرعية (ص23) ونمضي لنقرأ: "والنظرية الثانية هي عصمة الخليفة من العزل ما لم لم يكفر بالله" ويقول الفنجري "وقد قرأت الكثير مما كتبته الجماعات والاحزاب الإسلامية المعاصرة، وقرأت مسودة الدساتير التي كتبها المودودي في الهند والخميني في إيران والنبهاني في الأردن وقطب في مصر.. غيرهم، وكنت دائما أتعجب من هاله التقديس والعصمة التي تضفيها علي شخص الخليفة المقترح فهو حاكم مدي الحياة وهو غير قابل للعزل إذا أهمل أو أخطأ أو ظلم، والمبرر الوحيد لعزله هو الكفر البواح. ومعناه أن يبوح بنفسه بالكفر ويقر علي نفسه به، وهو أمر مستحيل الحدوث. ثم يروي حديثا لرسول الله يقول "سيكون بعدي أمراء من غشي أبوابهم وصدقهم في كذبهم وأعانهم علي ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن لم يغش أبوابهم ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعينهم علي ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض" رواه الترمذي والنسائي. وحديث آخر "وأنا أشهد الله تعالي علي من وليته شيئا قليلا أو كثيرا من أمور المسلمين فلم يعدل فيهم أنة لا طاعة له، وهو خليع مما وليته" (ص27) ثم يضيف "وما أن استولت الثورة الإسلامية في إيران علي الحكم حتي أخذت تنصب المشانق وحمامات الدم لمن تسميهم أعداء الشعب ثم انقلبت الثورة علي ابنائها تصيبهم وتريق دمائهم" ثم يورد فقرة من كتاب "الرعب المقدس" للكاتب الإيراني المنفي في باريس أمير طاهري "لقد استبدلنا حكم العسكر بحكم العمائم وسجون الشاه بمشانق الملالي، فلم يتغير شيء فينا سوى زيادة عدد قبورنا" (ص28) وهكذا، وكأن د. الفنجري يتحدث إلينا بما تفعله الآن القاعدة وداعش وشباب الصومال وبوكوحرام ومتأسلموا مالي، وكأن الخلافة وضعت لهذا العنف المتوحش، وكأن الإسلام لا يكون إلا بهذه الأمواج من الدماء. وهذه الصورة المشوهة تسئ ليس فقط إلي فاعليها وإنما تسئ أساسا إلي الإسلام ذاته.
ونواصل مع مفكر شجاع وعالم بأمور دينه وأمور دنياه.