الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب على الإرهاب ليست حملة أمنية موسعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا كنا قد قررنا خوض الحرب فعلينا تقبل قواعدها وحساباتها، التي تفرض علينا خسائر مادية وبشرية، ومن يعتقد أو يظن أن هناك حربا يمكن أن تنتهي بدون إيقاع خسائر في الطرفين فهو واهم لا جدال في ذلك، أن حالة الحزن التي تنتابنا جميعا بسبب ما حدث في العريش، لا يجب أن تتطور إلى حالة من العويل والسخط والانتقام، ويجب أن نعي جميعا أن شهدائنا من قوات الجيش والشرطة، لم تذهب أرواحهم عن غفلة، هم يدركون جيدا مثلهم مثل بقية زملائهم، أن أرواحهم فداء للوطن لحظة دخولهم الحياة العسكرية، إن الحرب الدائرة في مصر، وبصفة خاصة في سيناء، أشد وطأة من حروبنا مع الكيان الصهيوني، فهي حرب شريفة من طرف جيش ترسخت في عقيدته القتالية معاني الإنسانية، وبين طرف قذر يتباهى بسفالته وغدره، لا يحمل سوى الخراب للإسلام وللوطن، وهذا له ثمن، الثمن الذي ندفعه وسندفعه من دماء أولادنا واخواننا، ثمن الشرف الذي يؤمنون به، ويصرون عليه، إن جعل سيناء بأكملها أنقاضا لن يأخذ وقتا أو جهد، مساواة المنازل بمن عليها وفيها بالأرض من أبسط ما يكون، وهو ما يطالب به الكثير منا، وهو مع احترامي الكامل لآرائهم، كمن يشاهد مباراة كرة قدم من بيته، وينتقد المدرب واللاعبين والجمهور أيضا، فلا هو لعب الكرة من قبل، ولا هو حتى قرأ عنها، إن إطلاق التصريحات العنترية على شاشات الفضائيات ليس له علاقة بما يحدث في غرف قيادة العمليات، فمن هو المصري الطبيعي الذي سيتخذ قرار بإبادة أسرة لا حول لها ولا قوة، ومن قال: إن الظابط المصري أو الجندي المصري، يجرؤ على فعل ذلك، إن ذلك ضد نواميس وثوابت قواتنا المسلحة، التي هى أيضا نواميس الدين والدنيا، من يتحمل قتل طفلة بريئة استغلها خسيس إرهابي واختبأ خلفها؟ من يقدر على قتل طفل يلهو ويلعب، وضعه جبان أمامه، وهو يخطط ويجهز قنابله لتفجير المصريين، لا يا سادة، لن يقترب جيشنا ولا شرطتنا من مستنقع قذر، يستميت الخونة والقتلة لجرنا إليه، أما توجيه البعض اللوم للمسئولين والقيادات لوقوع مثل هذه الهجمات، فهذا ما يقصده الإرهابيين والخونة والقتلة، محاولة هز الثقة بين الشعب وقيادته، بث الشك في قدرة من اخترناه قائدا لنا في حمايتنا وتوفير الأمن والأمان، إن الولايات المتحدة الامريكية، بكل ما فيها من أجهزة أمنية واستخباراتية ، وتكنولوجيا وأموال، لم تستطع التصدي لهجمات إرهابية، وفرنسا بكل ما فيها، قامت ولم تقعد بعد وقوع حادثة إرهابية واحدة، وغيرهما الكثير من الدول المصنفة في المرتبة الأولى في التقدم والازدهار، بين ليلة وضحاها، تأسست دولة داعش، استيقظ العالم من نومه ليجد أن بضعة آلاف من المرتزقة والإرهابيين أعلنوا قيام دولة مساحتها تعادل نصف مساحة دولتنا، وقامت بالسير نحو كردستان وأخذت في الاستيلاء على البلدات واحدة تلو الأخرى، واتحدت دول العالم ضدها وقامت وتقوم بقذفها يوميا بآلاف الأطنان من المتفجرات، ومع ذلك تستمر داعش ماضية في إرهابها، ما يحدث في سيناء حربا حقيقية، فهي ليست حملة ضد بعض الخارجين عن القانون، تنتهي بتصفيتهم أو اعتقالهم، بعد تبادل لإطلاق النيران لمدة ساعة، إنها حرب في غياب معلوماتي تام، قام به مرسي الجاسوس فور توليه الرئاسة، وفعل المستحيل لينحي القوات المسلحة أيضا عن معرفة الوضع في سيناء، بعد أن قدمها للسفلة ليعيثوا فيها فسادا، ويبنوا أوكارهم، ويقيموا أنفاقهم، ويملئوا مخازنهم بالأسلحة والعتاد، ويتزاوجوا من مهربي المخدرات وتجار الأسلحة، ليصبحوا يدا واحدة في هدم الدولة المصرية، حتى المواطنون الشرفاء لم يسلموا من أذيتهم، فراحوا يقتلون ويذبحون من تحوم حوله شبهة التعامل مع الأجهزة الأمنية، ليكون عبرة ومثلا لكل مواطن يساعد الدولة في القضاء على الإرهاب، إن القضاء على الإرهاب سيأخذ وقتا طويلا، سنتكبد خلاله خسائر غالية ونفيسة، لكننا سننتصر لا محالة، لأن فينا خير أجناد الأرض.
 أيها القطريون أليس منكم رجل رشيد؟
هل يدرك تميم ما يفعله حقا؟ هل يدرك ما ستجنيه الأجيال القطرية القادمة؟ هل وصلت الكراهية إلى درجة أن تشمت قناة تميم من قتلى قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية؟ هل بلغت السفاهة منتهاها؟ لا يمكن أن يغفر لكم الشعب المصري ما اقترفتموه، لا تغرنكم أموالكم وأموالكم وقاعدة السلية الأمريكية، فوالله لن تغن عنكم شيئا، لو انشقت (كتيبة) إيرانية وقررت احتلال أرضكم لفعلت، أيها القطريون أليس منكم رجل رشيد؟