السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لقد وقعنا في الفخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعياني التفكير في قانون الانتخابات البرلمانية ، ورأيت فيه الكثير من المعايب الدستورية حتى ظننت أن هذه المعايب مقصودة لذاتها ! وكان أن كتبت عن بعض هذه الأخطاء الفادحة ، وقرأت ما كتبه غيري في هذا المجال ، إلا أنني وصلت في النهاية إلى قناعة مفادها أن الحكومة تعتبر هذا القانون قرآنا لا يجوز النقاش فيه أو تعديله ، ولذلك هي ترى أن الانتخابات يجب أن تتم بشكل نهائي وفقا له ، وذات يوم ستدرك الحكومة أنها ارتكبت خطأ كبيرا في حق مصر عندما ترى أن فلول الإخوان قد تسللوا إلى المجلس البرلماني يرفعون شعار رابعة الفاشي .
نعم فلول الإخوان ، وأظن أن جماعة الإخوان هي التي تثير الآن نغمة فلول الحزب الوطني لتجري تعمية على خطتها الرامية إلى غزو البرلمان ، وما بين فلول الوطني وفلول الإخوان نكون قد وقعنا بين شقي الرحى ، ولكن ما هي قصة غزوة البرلمان التي يزمع الإخوان خوضها ؟
من خلال الفئات "الممكنة" مثل متحدي الإعاقة ، والمرأة ، والعاملين في الخارج ، والشباب ، تتجه جماعة الإخوان في الشق الأول من خطتها إلى وضع بعض أفرادها الذين ينتمون لتلك الفئات في قوائم بعض الأحزاب ، ولكن الأكثر خطورة هو أن جماعة الإخوان قامت بالفعل بوضع تلك الفئات في القائمة التي يعدها الدكتور كمال الجنزوري مستشار الرئيس ! وأغلب من تسللوا إلى تلك القائمة لا تعلم عنهم الأجهزة الأمنية شيئا ، فجماعة الإخوان يصل عدد أفرادها إلى ما يزيد قليلا عن الثلاثمائة ألف عضو ، وكانت أجهزة الأمن في قوة عنفوانها في زمن مبارك لا تعرف منهم إلا ما يصل إلى خمسين الفًا ، وبعد الأحداث المتتالية وظهور أن جماعة الإخوان كانت قد اخترقت الأجهزة الأمنية ، ثم قيامها بعد الثورة بإتلاف كل بيانات أفرادها الموجودة لدى أجهزة الأمن أصبحت المعلومات بشأن هؤلاء تكاد تكون معدومة ، وفي ظل الوزير اللواء محمد إبراهيم بدأت وزارة الداخلية تستعيد عافيتها وتعيد ترتيب أوراقها ، إلا أن ما وصلت إليه من بيانات بشأن بيانات العضوية وعدد أفراد الجماعة لا يزال قليلا جدا .
وفي خلال السنوات الماضية كانت جماعة الإخوان تستهدف اختراق مؤسسات المجتمع المدني ، فدفعت عددا من أعضائها المعاقين إلى إنشاء جمعيات خدمية لمتحدي الإعاقة ، وأنشأت أكثر من ألف جمعية مدنية ذات تخصصات مختلفة، بعضها متعلق بالمرأة والطفولة والتعليم والتنمية البشرية وغيرها ، وكان الأمر الصارم الذي أصدرته الجماعة لهذه الجمعيات هو أن لا تظهر أي شكل من أشكال الانتماء للتنظيم ، والعمل على خلق حالة تعاطف مع "الإسلام السياسي" دون الإشارة إلى الإخوان صراحة ، كانت خطة الإخوان في ذلك تستهدف أن تكون تلك الجمعيات هي البوابة التي ستفتح لهم ابواب المجتمع إذا أغلقت أمامهم كل الأبواب الأخرى .
بوابة كمال الجنزوري إذن هي البوابة الأولى التي سيدخل الإخوان منها إلى البرلمان ، وهي بهذا الشكل تعتبر "حصان طروادة" الجديد ، ولكنه حصان مختلف ، فبداخله يكمن فلول الإخوان وفلول الحزب الوطني ، أما حزب النور فهو حصان طروادة الثاني ، ففي قوائمه العديد من أفراد جماعة الإخوان والمتعاطفين معهم ، ولكن الأكثر خطورة هو المقاعد الفردية التي قرر الإخوان خوض الانتخابات على أكثر من ثلاثين بالمائة من مقاعدها ، ولا يظن أحد أن دعايات أفراد الإخوان في المقاعد الفردية ستكون إخوانية ، بل إنها ستكون وطنية لتبعد أي شبهة عن انتماء صاحبها للإخوان ولكن المال سيلعب الدور الرئيسي في توجيه الأصوات ، وأظن أننا بعد انتخابات البرلمان سندرك أننا وقعنا في الفخ .