الأحد 09 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ليفي وطابوره الخامس بمصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتواجد حيث تتواجد الخيانة والعمالة والفتن ضد الأمة العربية والإسلامية.. وفى سيرته أنه "كاتب صحفى وفيلسوف" لكنه فى الحقيقة هو "جنرال عسكرى" يترأس فريقًا من دعاة الحرب، مهمته تمهيد الميدان للمعركة "الأمريكوصهيونية" فى عالم تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوك، وتويتر، وشبكة منضبطة من الإعلام المرئى والمسموع والمكتوب" يقوم على رئاستها ومسئولياتها رجالهم فى هذه المواقع!.
"هنرى برنارد ليفى" الذى نتحدث عنه يعرف بلقب "عرّاب ثورات الربيع العربى"، وله باع طويل فى دعم الانقلابات والحروب القذرة.. تعرفه جبال أفغانستان وجوبا ودارفور فى السودان، وكردستان وليبيا وميدان التحرير بمصر، وصحراء وجبال سوريا وتونس والأردن إلى جانب باريس مقر أعماله وتحركاته ولقاءاته المريبة، وتل أبيب عشقه ووطنه ومبتغاه.
صوره مع رجاله بعدد من البلدان أمثال "أحمد شاه مسعود، وعبدالرشيد دوستم، وجون قرنج، والغنوشى وقيادات الإخوان وبعض اليساريين والنشطاء فى مصر من الطابور الخامس"، فضحت الأدوار التى مارسوها معه فى بلدانهم من أجل حفنة من الدولارات واعتلاء أعلى المناصب والكراسى.
فلا يُفوت هذا "العميل اليهودى" حدثًا دون أن يبصمه ببصمته الخاصة، حتى ارتبط اسمه بالأحداث المأساوية المعاصرة، فى المنطقة العربية والعالم الإسلامى.. وأصبحت لا تكاد تخلو ثورة عربية من صورة هذا الشخص الذى أصبح شبه راعٍ لها وملهمها، وكم تكررت صور هذا الشخص مع زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة الثورة فى ليبيا وسوريا وتونس واليمن!.
ولم تسلم ثورة 25 يناير المصرية التى تعلقت بها قلوب الكثير من العرب والمسلمين، كونها كانت المثال الحقيقى للثورة التى يديرها أناس على قدر المسئولية والشرف من أن تُدنس من طرف هذا الحقير، الذى حاول أن يصنع من نفسه صورة موجودة فى هذه الثورة العظيمة بأن أخرج عدة لقطات مصورة له مع بعض النشطاء فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين، والاجتماعات التى عقدها مع عدد من قادة الإخوان من أبرزهم الدكتور سعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، ومن قيادات الصف الأول لجماعة الاخوان!.
والمثير فى الأمر أن "ليفى" ظهر فى لقطات وهو يوزع الطعام على المتظاهرين فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير من دون أن يتعرف إليه أحد إلا قليل من رجاله، بل إنه اشترك معهم فى اقتحام مبنى أمن الدولة، وسرق بعض الملفات المهمة منه، وهو الذى رشح "وائل غنيم" لنيل الجوائز الدولية وفى مقدمتها نوبل!.
كما التقى شخصيات أخرى تولت مناصب قيادية، أو كانت لها بصماتها الواضحة فى الثورة التى مهدت لثورة أكبر وأشمل هى ثورة 30 يونيو المجيدة التى توحدت فيها كامل الإرادة المصرية إلا قليلًا من أتباع "إخوان ليفى"، والحمد لله تعالى أنه لم يُدنس هذه الثورة الشريفة.
وللحقيقة، هناك بعض الأشخاص ظُلموا بعد نشر صور لهم مع هذا "الحشرة اليهودية" بعد أن خدعهم والتقى بهم بصحبة فريقه على أنه "صحفى فرنسى"، وأذكر منهم الزميل أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، الذى التقى ليفى بمكتبه فى مركز الدراسات بالأهرام بناءً على ترشيح من مسئولى المركز، حيث كان يتولى "النجار" آنذاك رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز، ومن أسفٍ أن استغل بعض المعارضين لـ"النجار" هذا اللقاء فى شن هجوم عليه والنيل من وطنيته التى أعرفها ويعرفها الكثيرون عنه.
وهذا ليس دفاعًا عنه، أو تقربًا منه، أو نفاقًا له، فأنا أختلف معه أيديولوجيًا وفى الطريقة التى يدير بها مؤسسة الأهرام التى أتشرف بالانتماء لها، وشلته التى رشحها لأعلى المناصب، ودافع عن اختياراته لها فى تغييرات ما زالت محل ريبة وشك فى مهنية بعض أصحابها وتاريخهم الصحفى، وتجلى ذلك فيما آل إليه حال معظم الإصدارات التى تولوا مسئولياتها من تدهور حاد، ما دفع أحد أعضاء المجلس الأعلى للصحافة والمشارك فى اختيارهم، ومن أبناء الأهرام "محمد سلماوى" إلى المطالبة رسميًا بإغلاق بعض هذه الإصدارات لانحدار توزيعها.
لكنها كلمة حق وجدت نفسى مُلزمًا بقولها لله وللتاريخ فى حقه، فهو "وطنى" ومن ينكر ذلك فهو جاحد، علاوة على أن له باعه الطويل فى النضال ضد الصهيونية وضد فريق التطبيع فى مصر وفى مركز الأهرام، وهو أمر لا يحتاج لمزايدات أو شهادات من أحد.
ويرى ليفى أنه "محرر" الشعوب العربية والإسلامية من زعمائها الفسدة، رغم تاريخه الأسود وكراهيته للإسلام والمسلمين، ونشير هنا إلى قيامه بتوقيع بيان مع عدد من المثقفين من بينهم الكاتب الإيرانى الأصل المُثير للجدل "سلمان رشدي" صاحب كتاب آيات شيطانية، تحت عنوان: "معًا لمواجهة الشمولية الجديدة" يرد فيه على الاحتجاجات الشعبية فى الدول الإسلامية، ضد الرسوم الكاريكاتورية التى تناولها رسام دنماركى حول سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم"، ووقع البيان انطلاقًا من عدائه للإسلام عقيدة وأعرافًا، وكان من ضمن تعبيراته ضد الإسلام تلك التى صرح بها لصحيفة يهودية "جويش كرونيكل" فى أكتوبر عام 2006: "إن الحجاب ليس لحماية المرأة بل هو دعوة للاغتصاب"، وفى كتابه "يسار فى أزمنة مُظلمة.. موقف ضد البربرية الجديدة" قال: إن النزعة الإسلامية تهدد الغرب، مثلما هددتها الفاشية فى الماضى، ودعا إلى التدخل الغربى فى العالم الثالث، مؤكدًا أنه أمر مشروع!.
كما بلغت عنصرية "ليفى" حدًا غير معقول عندما وجّه اللوم إلى رئيس الوزراء البريطانى دافيد كاميرون، لأنه لم يقبل بالمشاركة فى العمليات ضد قوات القذافى، إلا بعد أن أخذت الشركات البريطانية نصيبًا من بترول ليبيا مقدمًا.
ويقول "ليفى" أيضًا إنه هو الذى نصح بتوظيف جامعة الدول العربية لتكون جسرًا لوضع ليبيا فى سلطة مجلس الأمن الدولى، كى يطبق فرض حظر جوى انتهى بالطريقة التى رأيناها!!
وكان الرجل صاحب مقولة: "أنا صهيونى، وقلبى يكون حيثما تكون إسرائيل"!.
وحسنًا فعلت الشقيقة تونس عندما هب شعبها بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية والأيديولوجية لرفض زيارة "ليفى"، وهو ليس رفضًا للشخصية فى حد ذاتها بقدر ما هو رفض لتاريخ هذا الصهيونى الذى عُرفت عنه مواقفه فى "إثارة الفتن والحروب، وإذكاء الصراعات حيثما حل"، بداية من الأزمة فى البوسنة والهرسك فى التسعينيات، إلى دعمه الجماعات المسلحة فى ليبيا، والمعارضة المسلحة فى سوريا، وسعيه لتحقيق الهدف الأسمى لخارطة الشرق الأوسط الجديد، وهى خارطة "رنار لويس" مهندس "سايكس بيكو 2" التى تتمثل فى تقسيم الدول العربية والإسلامية لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، وتسعى أمريكا وحلفاؤها من جعل الدول العربية المحيطة بإسرائيل دويلات ضعيفة تعيش فى فوضى ليسهل على "دولة إسرائيل الكبرى" إدارتها، وهو الوعد التلموذى - بزعمهم - بالسيطرة المطلقة لإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
إن زيارة "شيطان الفوضى" لتونس، فضحت المخطط الصهيونى وأوراقه التى باتت مكشوفة فى إثارة القلاقل بدول الثورات العربية، حيث كشف صراحة عبر مقابلة تليفزيونية على قناة BFM.TV، عن دعم إسرائيل للثورات العربية التى فرحت لبوادر ديمقراطية فى المنطقة وتجاهلت المبدأ الذى يقول إن الشيطان الذى تعرفه أفضل من شيطان جديد.
مصادر تونسية كشفت عن أن الزيارة كانت موجهة لطبخ ثورة مزعومة تستهدف الجزائر التى ظلت فى منأى مما يسمى الربيع العربي، من خلال لقاء ليفى مع نشطاء وحقوقيين جزائريين كانوا يتواجدون فى تونس هذه الأيام، إضافة إلى لقاء عدد من النشطاء الليبيين لتهريب السلاح إلى مصر وضرب استقرارها، واستمرار دعم حالة الفوضى فى الجارة ليبيا، وتوريط جيش مصر فى حرب مع الجماعات الإرهابية والجهادية على الحدود!.
والغريب فى الأمر كان غياب الإسلاميين عن الاحتجاج للزيارة والتنديد دفاعًا عن السيادة التونسية، ما يؤكد مدى ارتباطهم بـ"شيطان العرب".
إن كل لحظة تتجلى لنا حقائق عدونا ومخططاته اللعينة، فهل نحن واعون؟ أم ما زلنا فى سكرات موت الفهم والوعى والوطنية؟!.