أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف، أن بلاده تعول على الأهمية القصوى لدور مصر في الأسرة العربية، وفي الأمم المتحدة والشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة.
وأعرب في تصريحات لعدد من المحررين الدبلوماسيين عقب مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكري، اليوم السبت، عن تقدير بلاده للدور القيادي الذي تقوم به مصر لاستضافة مؤتمر "إعادة إعمار غزة"، الذي يعقد غدا الأحد بالقاهرة.
وقال: "إن هناك تنسيقا قويا للغاية بين موسكو والقاهرة، ولدينا اتصالات على أعلى المستويات، وتنسيق وتبادل للأفكار بين الجانبين، حيال كل القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف أن "مصر من أقرب الشركاء بالنسبة لروسيا؛ لذا نعتمد على رؤية الأصدقاء في مصر وإدراك وخبرة المسئولين في كل شئون وخصائص وتطورات المنطقة".
وأشار المبعوث الروسي إلى أنه ناقش كل القضايا الإقليمية الحالية خلال مباحثاته مع الوزير سامح شكرى.. واصفا الاجتماع بـ "المفيد جدا"، خاصة بالنسبة لرؤى وتقييم الوزير شكري لما يحدث الآن في المنطقة لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجهود الدولية لتعزيز القدرات الجماعية لمكافحة (داعش) في العراق وسوريا وكافة الدول، والخطر الذي يمثله تنظيم (داعش) على كل الدول بما في ذلك مصر وروسيا.
وقال بوجدانوف إنه بحث أيضا مع شكري العديد من الأفكار المهمة والمشجعة بالنسبة لتعزيز التنسيق بين موسكو والقاهرة في هذا الصدد.
وأضاف، أنه سيلتقى غدا على هامش المؤتمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ لبحث كل الأمور بما فيها العلاقات الروسية الفلسطينية، والتأكيد على دعم وحدة الشعب الفلسطيني والتوافق بين كل أبنائه.
كما أكد دعم ومساندة بلاده للحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء رامى الحمد الله باعتبارها تمثل المصالح الفلسطينية بما في ذلك الاجتماعية والاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبشأن ما ستطرحه روسيا في المؤتمر، أكد بوجدانوف أن بلاده تجد ضرورة تقديم المجتمع الدولي، المساعدات في أسرع وقت ممكن وبشكل فعال للأخوة الفلسطينيين.
ولفت إلى أنه خلال الفترة التي كان يشغل فيها منصب سفير روسيا بالقاهرة، منذ التسعينيات، دارت عدد من الحروب في الأراضي الفلسطينية؛ ما أدى إلى تدمير البنية التحتية في قطاع غزة.
وشدد المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط على ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية..لافتا إلى أن تدهور الأوضاع في الأراضى الفلسطينية يرجع إلى عدم وجود حل دائم للصراع العربي - الإسرائيلي.
وردا على سؤال حول رؤية موسكو للدعوات التي تطلقها بعض الدول بشأن إمكانية التدخل البري في الحرب الحالية على (داعش)، أوضح أن روسيا تؤيد دوما احترام الشرعية الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والاستقرار في الدول.. مؤكدا على دور الأمم المتحدة في تنفيذ الاتفاقيات والتعهدات الدولية.
وأكد أن موسكو على استعداد لإجراء نقاش مع الشركاء الأوربيين والغربيين والعرب والأتراك حول كل هذه الأمور والمشاركة في الجهود المبذولة في هذا الصدد على أساس احترام سيادة الدول والمعاهدات الدولية.
وردا على سؤال حول الأزمة السورية الحالية، وتأييد موسكو للحل السياسي لها في الوقت الذي تطالب فيه تركيا بإسقاط نظام دمشق كشرط للمشاركة في الحرب الحالية على (داعش)، أكد المبعوث الروسي أن بلاده تتمسك ببيان (جنيف ١) الذي توصل إليه المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وتركيا والأمم المتحدة في يونيو ٢٠١٢، وهى تنص على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وشدد على ضرورة مواصلة العمل على المسار السياسي حيث إنه طالما توافق الجميع على تلك الوثيقة، فلابد من استكمال هذا المسار سياسيا.. مؤكدا أن الحوار الوطني الشامل السوري - السوري يكون بمشاركة حكومة دمشق والمنظمات المعارضة.
كما أكد أن روسيا ترفض أي حديث عن إسقاط النظام في سوريا، وتؤكد أهمية الحوار والتوصل إلى حل توافقي بين كل الأطراف السورية.
وحول ما تطرحه تركيا لإقامة منطقة عازلة مع سوريا.. شدد بوجدانوف على أن هذا الأمر يمكن مناقشته في مجلس الأمن الدولي بمشاركة الجميع بما في ذلك الدولة ذات السيادة على أراضيها وذلك في إشارة إلى سوريا.
