كارثة مفاعل تشرنوبل
نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان
قاموا بالمناوبة تلك الليلة. وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في
جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت
الخسائر المادية ما قيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقى 36 شخصا
مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص.
وعقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة" والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشئت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.
إلا أنه في الأعوام الأخيرة لوحظ تشقق في الغلاف الخرساني
لذلك هناك دراسات لعمل غلاف جديد أسمك وأفضل عزلا. وربما كان قيام الاتحاد
السوفييتي بالإعلان عن حدوث هذا الانفجار على أراضيه، ثم طلب المعونة من دول
العالم، أحد مظاهر التغيير في سياسة البلد الذي كان يتزعم الكتلة الشيوعية والذي
كان لا يكشف عن مثل تلك الأحداث أبدا.
وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال
الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن
العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب
الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية
آلاف شخص.
وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين
عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.
بعد تسرب الإشعاع في وقت قصير تم التخلص من العديد من الأشجار والغابات المحيطة بسبب مستويات الإشعاع العالية. وسميت المنطقة المحيطة بالمحطة النووية “الغابة الحمراء” وذلك لأنّ لون الأشجار تحول إلى لون زنجبيلي ساطع. في نهاية المطاف تم جرف ودفن الأشجار ضمن خنادق.