الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قطر والإخوان والعشق الحرام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوقائع التى تتكشف يوما بعد آخر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو وسقوط جماعة الإخوان الإرهابية من فوق مقاعد الحكم بمصر بإرادة شعبية أن العلاقة بين تلك الجماعة الإرهابية ودولة قطر ليست مجرد علاقة صداقة أو محبة أو مودة بل هى علاقة عشق ولكنه عشق حرام خاصة بعد الكشف عن قضية التخابر والتجسس المتورط فيها عناصر إخوانية ومسئولون بقناة الجزيرة وضباط مخابرات قطريون..
فمن المعروف أن العشق هو شكل مفرط من أشكال المحبة وفى الوقت الذى يعتبر فيه الحب أسمى عاطفة إنسانية يتحلى بها الإنسان، فقد اعتبر العشق عبارة عن حالة مرضية يصاب بها العاشق والمعشوق معا وتحدث بسبب المغالاة الشديدة فى الحب بين الطرفين ما ينعكس بآثار سلبية على شخصية العاشق والمعشوق معا ويرتكبان تصرفات جنونية ولاعقلانية تصيب الآخرين قبل أن تصيبهما..
فالعلاقة بين قطر وجماعة الإخوان من خلال رصد التطور الذى سارت عليه منذ عدة سنوات وحتى الآن خاصة بعد اندلاع مايسمى ميليشيات الربيع العربى تؤكد أنها حالة من حالات العشق الحرام المؤثم ليس قانونيا وأخلاقيا فقط بل مؤثم دينيًا لأنه عشق هدفه إلحاق الضرر بالآخرين من الأشقاء سواء فى منطقة الخليج العربى أو على أرض الكنانة من خلال محاولات قتل الأبرياء ونشر الفوضى والدمار كما نرى الآن..
فالعشق الحرام بين دولة قطر وجماعة الإخوان الإرهابية حالة مرضية وعصبية ونفسية حيث أصاب العاشق وهو دولة قطر بالصرع السياسى والتخبط فى إصدار القرارات فى تقييم المواقف بينما أصاب المعشوقة وهى جماعة الإخوان الإرهابية بحالة من حالات الهياج والحنين إلى الدم والقتل بشرط مساعدة ودعم العاشق القطرى لها فى ممارسة أعمالها الإرهابية والإجرامية والحصول على أموال من خزانة الشعب القطرى..
وقد كان ابن سينا صادقا عندما وصف العشق بأنه مرض وسواسى شبيه بمرض "المانخوليا" حيث يجعل العاشق يستحسن بعض الصور رغم أنها لاتستحق مثل صورة التفجيرات الإرهابية ودماء الضحايا وهو مانراه الآن فى محاولات قناة الجزيرة القطرية فيما تنقله عما تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية معشوقة ولى النعم والرب الحقيقى لهذه القناة ولجميع من يعملون بها الذين تخلوا عن ضمائرهم وأصبحوا محامين للشيطان.
ومرض العشق الحرام الذى أصاب كلا من دولة قطر وجماعة الإخوان هو من الأمراض المزمنة العضال والتى لاشفاء منها على الإطلاق حتى لو انفصل العاشق عن المعشوقة، وهذا من الصعب حدوثه فى حالة قطر والجماعة لأن من أعراض هذا المرض اضطراب النبض والعقل وفقدان الرشد والحكمة والإتيان بأفعال مخالفة للشرائع السماوية خاصة ديننا الإسلامى الحنيف.
فدولة قطر وهى العاشق والممول يبذر وينفق أموال أبنائه وشعبه على المعشوقة الإرهابية دون أن يراعى أى مبادئ أخلاقية أو دينية وأن هذه الأموال أحق بها فقراء شعب قطر أو حتى فقراء العالم الإسلامى ولكن عشقه للجماعة أعمى، عيناه وبصيرته عن رؤية الحقيقة والسير فى الطريق الصحيح ففى سبيل المعشوقة ورضائها وتحقيق أحلامها الشيطانية يستمر العاشق فى هذا الطريق، طريق الباطل..
أما المعشوقة وهى الجماعة فتخفى على العاشق أن هناك عشاقا آخرين لها تعتمد عليهم وتستند إلى مساعدتهم وتذهب إليهم فى النهار بعد أن تترك عاشقها القطرى فى الليل وتشعر كل واحد من هؤلاء العشاق بأنه الوحيد الذى يسكن قلبها، وأنه الوحيد الذى تقدم له كل شىء يطلب منها سواء كان حلالاً أو حراماً ومنهم العاشق التركى والعاشق الأمريكى والعاشق الإسرائيلى..
والغريب أن العشق الحرام بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية ليس بين شاب وفتاة كالبدر ولكن المعشوقة من العجائز الشمطاء وعمرها تجاوز الـ80 عاما، ولكنها تحاول أن تتجمل أمام العاشق وتصور نفسها على أنها فى عمر الشباب، وأنها قادرة على إخفاء معالم وجهها الحقيقى القبيح، وأنها فتاة عذراء لم يسبق لها الارتباط بأحد على الإطلاق وأن العاشق القطرى هو أول وآخر عاشق فى حياتها الإرهابية لأنها متخصصة فى الخداع والتموية..
ولعل الدواء الذى نصح به ابن سينا لعلاج مثل هذه الحالة المرضية من العشق الحرام هو محاولة نصح العاشق وإسداء العظة والنصيحة له إذا كان من العقلاء او الاستهزاء به وتصوير حالته بأنها من حالات الجنون إذا لم يكن من العقلاء الراشدين ولاتنفع معه نصيحة أو عظة بل لابد من العلاج الآخر والانعزال عنه لأن عشقه حرام والتعامل معه بأى صورة من الصور أيضا، حرام ولهذا كان قرار سحب سفراء الخليج ومصر من عاصمة العاشق الولهان فى حب الجماعة الإخوانية الإرهابية..
وهذه الحالة من حالات العشق الحرام بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية ينطبق عليها مثل شعبى فى مصر ربما لايعرفة الآخرون فى دول الخليج العربى وهو "اتلم تنتن على تنتون والاتنين أنتن من بعض" وهناك مثل عربى آخر وهو "الطيور على أشكالها تقع"، ومثل آخر يقول "ماجمع إلا ماوفق" فهنيئاً للعاشق القطرى بمعشوقته الجماعة الإرهابية لأنهما يسيران معا إلى طريق التهلكة وتطاردهما لعنات جميع الشعوب العربية حتى يأتى يوم الحساب أو يوم الرجم بالحجارة عقابا لهما على هذه العلاقة الآثمة المحرمة أخلاقيا ودينيا، وإن غدًا لناظره قريب، وكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز "وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون" صدق الله العظيم.