الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أسوشيتد برس: أجواء الموت والدمار تخيم على غزة

شهر رمضان يبدأ مع تفاقم الجوع وتوقف مفاوضات وقف إطلاق النار

طفل غزاوي يمسك بفانوس
طفل غزاوي يمسك بفانوس رمضان داخل إحدى خيمات النزوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد تضاؤل الآمال في التوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة بسبب تعثر المحادثات، استقبل الفلسطينيون شهر رمضان في أجواء كئيبة وسط تواصل عدوان قوات الاحتلال، والجوع الذي يأكل أجساد الصغار والكبار في القطاع المحاصر.

ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" تقريرا عن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة تزامنا مع بدء شهر رمضان، قائلة إن الفلسطينيين بدأوا صيام الشهر المبارك يوم الاثنين الماضي مع توقف محادثات وقف إطلاق النار، وتفاقم الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة، ولا نهاية في الأفق للحرب بين إسرائيل وحماس.

ونقل التقرير جزءا من الأوضاع هناك حيث أقيمت الصلاة في الخارج وسط أنقاض المباني المهدمة، وتم تعليق أضواء وزخارف في مخيمات مكتظة، وأظهر مقطع فيديو من مدرسة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة تحولت إلى مأوى، أطفالًا يرقصون ويرشون الرغوة احتفالًا بينما غنى رجل عبر مكبر الصوت.

جاء ذلك بالرغم من أنه لم يكن هناك ما يدعو للاحتفال بعد خمسة أشهر من الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من ٣٠ ألف فلسطيني وتركت معظم أنحاء غزة في حالة خراب.

كان من المعتاد أن تقوم العائلات بالإفطار بتناول وجبات احتفالية، لكن حتى عندما يتوفر الطعام، لا يوجد سوى السلع المعلبة، والأسعار مرتفعة جدًا بالنسبة للكثيرين.

ووفقًا للوكالة الأمريكية، قال صباح الهندي، الذي كان يتسوق لشراء الطعام يوم الأحد في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع: "لا ترى أحدًا والفرحة في عينيه". "كل عائلة حزينة. وفي كل عائلة شهيد”.
وكان المجتمع الدولي يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بدء رمضان، والذي سيتضمن إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين ودخول كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية، لكن المحادثات تعثرت.
وتطالب حركات المقاومة الفلسطينية بضمانات بأن أي اتفاق من هذا القبيل سيؤدي إلى إنهاء الحرب، فيما رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هذا الطلب، متعهدا بمواصلة الهجوم حتى تحقيق "النصر الكامل" على الحركة وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.

وقال نتنياهو يوم الاثنين الماضي إن إسرائيل قتلت "الزعيم الرابع لحماس" وأضاف أن المزيد من عمليات القتل المستهدف ستأتي.

"ثلاثة، اثنان، وواحد في الطريق. كلهم رجال ميتون. وقال: "سوف نصل إليهم جميعًا".. قال نتنياهو ذلك في إشارة على الأرجح إلى اغتيال صالح العاروري، نائب الرئيس السياسي لحركة حماس ومؤسس الجناح العسكري للحركة، الذي قُتل في انفجار في بيروت في يناير، فيما يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تقف وراء الانفجار، رغم أنها لم تعلن مسؤوليتها.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إسرائيل وحماس على احترام روح شهر رمضان من خلال “إسكات البنادق” وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وقال: "إن عيون العالم تراقب. وعيون التاريخ تراقب... ولا يمكننا أن ننظر بعيدا.. يجب أن نعمل على تجنب المزيد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها. … يحتاج المدنيون اليائسون إلى التحرك الفوري".

وبعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركات المقاومة يوم ٧ أكتوبر الماضي، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا غاشمًا على قطاع غزة مدعيا أن ذلك بغرض الرد على العملية والقضاء على عناصر الحركة، وهو ما يدحضه استهدافها المدنيين الأبرياء والإمعان في القتل حتى تجاوزت حصيلة الضحايا ٣٠ ألفا معظمهم من الأطفال والنساء.

وأدت الحرب إلى نزوح نحو ٨٠٪ من سكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة عن منازلهم ودفعت مئات الآلاف إلى حافة المجاعة.

وأغلقت قوات الاحتلال شمال القطاع إلى حد كبير منذ أكتوبر، فيما تقول جماعات الإغاثة إن القيود الصهيونية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام جعلت من المستحيل تقريبًا توصيل الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه في معظم أنحاء القطاع.

وتعهد الكيان الصهيوني بتوسيع هجومها إلى مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ نصف سكان غزة، دون أن تحدد المكان الذي سيتوجه إليه المدنيون هربا من الهجوم.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الهجوم على رفح سيكون "خطا أحمر" بالنسبة له، لكن الولايات المتحدة ومن جهة أخرى، ستواصل تقديم المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني.

واعترف بايدن في رسالته الرمضانية السنوية بأن الشهر الكريم يأتي “في لحظة ألم شديد”، مضيفًا: "بينما يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لتناول طعام الإفطار، فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستكون في مقدمة أذهان الكثيرين. وقال: "إنه أمر في ذهني بالنسبة لي".

وبدأت الولايات المتحدة ودول أخرى إسقاط المساعدات جوا، لكن المنظمات الإنسانية تقول إن مثل هذه الجهود مكلفة وغير كافية، كما بدأ الجيش الأمريكي في نقل المعدات اللازمة لبناء جسر بحري لتوصيل المساعدات، ولكن من المرجح أن يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يصبح جاهزًا للعمل.

ومن المتوقع أن تقوم سفينة تابعة لمنظمة الإغاثة الإسبانية أوبن آرمز برحلة تجريبية إلى غزة من قبرص المجاورة، لكن لم يكن من الواضح متى ستغادر.

وفي تناقض صارخ، قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا حاسمًا لإسرائيل وقامت بحمايتها من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، ومن جهة أخرى حثتها على بذل المزيد من الجهد لتجنب إيذاء المدنيين وتسهيل المساعدات الإنسانية.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الاثنين الناضي بأن ما لا يقل عن ٣١ ألفًا و١١٢ فلسطينيا ارتقوا شهداء منذ بدء الحرب.