الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"طابا" أيقونة السحر والجمال بجنوب سيناء تأخذك لعالم من الرومانسية

طابا
طابا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما تطأ قدمك أرضها تشعرك وكأنك في عالم من الرومانسية، فإذا كان هناك أماكن ومدن جميلة كثيرة في العالم، ولكنها ليست رومانسية بالضرورة، فالرومانسية حالة إنسانية ولحظات نادرة من الجمال والصفاء النابع من القلب، والمدن التي تشعرك بهذه اللحظات قليلة في العالم.. إنها طابا المصرية، أيقونة السحر والجمال في محافظة جنوب سيناء.

وتمتلك طابا العديد من المقومات السياحية والأثرية ايضًا، ومنها سياحة الغوص، حيث تعد جزيرة فرعون بطابا من أجمل مناطق الغوص بسيناء بعد رأس محمد ولها روادها من جميع أنحاء العالم علاوة على اليخوت السياحية اليومية من العقبة وإيلات، كما تتمتع طابا بسياحة السفاري وتسلق الجبال، حيث تحوى وادى طويبة ومجموعة جبال تحيط بجزيرة فرعون والسياحة الترفيهية والبيئية للاستمتاع برحلات بحرية حول جزيرة فرعون ومناظر طبيعية خلاّبة، مثل منطقة الفيورد، التي تبعد عن طابا 10 كيلومترات، وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات، علاوةً على منطقة الغوص بـ«طابا هايتس» ذات الشهرة العالمية كما يمكن فتح منفذ طابا البرى أمام السياحة لرؤية العلامة 91 علامة الحدود التى تحكى قصة بطولات شعب مصر فى استعادة طابا.

قلعة صلاح الدين
وسياحة الآثار بمنطقة طابا التي تشتهر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون التي تبعد 10 كيلومترات عن مدينة العقبة وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبي حين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م، وهو ما أكده الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة.، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية.

وأشار ريحان إلى أن طابا تضم أيضًا وادى طويبة الممتد من طابا إلى النقب بوسط سيناء ويحوى نقوش نبطية تركها الأنباط أثناء رحلاتهم التجارية بين الشرق والغرب عبر سيناء وكون الأنباط مملكة كبرى كانت عاصمتهم البتراء بالأردن وانتهت مملكتهم رسميًا عام 106م على يد الإمبراطور الروماني تراجان وتركوا آثارًا عديدة بسيناء .

وأضاف أن طابا تضم أيضًا بئر طابا الذى حفر هناك حين سلمت  قلعة العقبة عام 1892م وخرجت العساكر المصرية من قلعة العقبة وعسكروا ثمانية أشهر فى وادى طابا بسيناء تحت قيادة سعد بك رفعت وحفروا هناك بئر للمياه ولصعوبة الحياة فى هذه المنطقة أرسلوا لوزارة الحربية بالقاهرة يشتكون ظروفهم وصعوبة تنقلهم فى هذا الوادي فأرسلت الحربية لجنة لاختيار مكان مناسب للجنود وللأمن فوقع الاختيار على الموقع الذى بنيت به النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع 75 كيلو من طابا عام 1893م

وتابع أن منطقة طابا لها شهرة عالمية لوجود الكانيون الملون بها محط أنظار كل السياح من شتى أنحاء العالم وتشير دراسة سياحة للمرشد السياحي بجنوب سيناء عبد العاطى صلاح عبد التواب إلى أن الكانيون يبعد 25 كيلو عن طابا  طوله 250 مترا وارتفاعه من 3 إلى 6 أمتار عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل على وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة ويتميز بلونه البنى والأحمر والأصفر والأزرق والأسود وخارج الكانيون منحوتات طبيعية من الصخور وبه نفق عبارة عن صدع فى الجبل طوله 15 مترا وفى هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال 4 دول هي السعودية والأردن وفلسطين ومصر بالإضافة إلى جزء من خليج العقبة.

وتحتفل محافظة جنوب سيناء، في هذه الأيام بالذكرى الخامسة والثلاثين لاسترداد طابا ورفع العلم المصري فوق أرض سيناء الطاهرة، لتكون بذلك آخر مئات الأمتار التي تعود إلى حضن الوطن الأم مصرنا الغالية، وسيظل التاسع عشر من مارس عام 1989، محفورًا في ذاكرة التاريخ تتذكره الأجيال جيلا بعد جيل، وسيظل استرداد هذه القطعة الطاهرة من الأرض ملحمة خالدة لن ينساها التاريخ المصري الحديث الذي سجلها بحروف من نور، بل إن كل حرف من هذه الملحمة كان شاهدًا على مدى ما تملكه الدولة المصرية من إرادة صلبة لا تقهر وقادرة على التغلب على كل الصعاب مهما كان حجمها.

لقد عادت طابا تتويجا لنصر أكتوبر العظيم الذي حققه الجنود الابطال و الشهداء الذين بذلوا الدم الغالي ليروي تراب سيناء المحررة التي ارتفعت أعلامنا الخفاقة على ربوعها و سهولها و جبالها عدا " طابا " فقد آثرت إسرائيل أن تراوغ وتماطل حتى انكشف زيفها أمام العالم ومؤسسات التحكيم .

فملحمة طابا التي عادت إلى أحضان الوطن هي قصة كفاح، فعودة طابا إلى وطنها الأم تعد معلما بارزا في طليعة الإنجازات السياسية و الدبلوماسية على طريق تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني،وعودة العزة و الكرامة والإباء بعودتها المظفرة.

وفي التاسع من شهر مارس عام 1989 جرى رفع العلم على طابا الحبيبة وهو اليوم الذي اتخذته محافظة جنوب سيناء عيدا قوميا لها؛ نظرا لمكانته وعظمته.

مشروع القرية البدوية بـ«طابا»
يعد مشروع القرية البدوية بطابا، الذي جرى افتتاحه في أكتوبر 2016، الأول من نوعه في مدينة طابا، والذي يهدف إلى تنمية المجتمع البدوي من خلال القرية البدوية النموذجية، التي تم إنشاؤها على مساحة 345 ألف متر مربع، تبرعت بها محافظة جنوب سيناء لمؤسسة ساويرس التي قامت بتنفيذ جميع أعمال الإنشاءات والبنية التحتية، بالتعاون مع إحدى الشركات القابضة للتنمية، بميزانية اجمالية تقدر بحوالي ٥٥ مليون جنيه ، ومنذ آن ذاك ومشروع القرية البدوية بطابا يؤتي ثماره الطيبة حيث تشتمل القرية على 200 منزل بدوي، و60 محلا تجاريا، ومدرسة، ومسجد، ووحدة صحية، ومركز للشباب ودار للمناسبات ومكتبة ثقافية مهداة لأهالي المنطقة والقرية شاملة المرافق.