الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون في افتتاح معرض مقتنيات أمل دنقل: نواة لمتحف شاعر بلا مسودة

عبلة الرويني في معرض
عبلة الرويني في معرض مقتنيات امل دنقل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مخطوطات نادرة للقصائد بخط اليد، وبعض التذكارات والمقتنيات الشخصية، ورسائل وصور فوتوغرافية تُعرض لأول مرة، أضافة الى حضور كثيف من المحبين والمثقفين والمهتمين، هذا ما تضمنه الحفل الافتتاحي للشاعر الكبير أمل دنقل، الذي افتتح معرض مقتنياته مساء أمس بمكتبة تنمية.

لم يقتصر حفل الافتتاح على المقتنيات واللوحات المُهداة من كبار الفنانين مثل "بهجت عثمان"، "صلاح عناني"، "جودة خليفة" و"مصطفى فياض"، ومخطوطات نادرة لفنان الخط العربي الراحل "حامد العويضي" فحسب، وإنما شمل كذلك كلمات المحبين ممن عاصروه، فكشف خالد لطفي مدير مكتبة ودار نشر تنمية عن نواة المعرض الذي بدأت فكرته من خلال مشاوراته مع زوجة الشاعر الراحل، الكاتبة الكبيرة عبلة الرويني، عن كتاب يضم تذكارات ومسوداته وخطاباته والذي تطور إلى فكرة المعرض.

وشمل حفل انطلاق المعرض عددا من الفعاليات دشنها وأدارها الكاتب والشاعر سيد محمود الذي ذكر الكثير عن حياة وأهمية الشاعر الكبير، مؤكدا على ان الاحتفاء بأمل دنقل هو احتفاء بالشعر في ذاته. هذه ليلة استثنائية في الشعر والاحتفاء بالشاعر امل دنقل، وقال إن شعر أمل دنقل في البدايات كانت الرومانسية ثم الوضع السياسي، 
وأضاف: "هذه الأمسية تعيد التأكيد على أن الشعر باق وقادر على تجديد حضوره، هذه امسية من أجل الشعر ولا يوجد من في مكانة أمل دنقل"، ولفت إلى ان الكثيرين عادوا إلى أشعار أمل دنقل في الحرب الفلسطينية الحالية.

فيما سردت الكاتبة عبلة الرويني تفاصيل المعرض الذي تأمل أن يكون نواة متحف بدعم مؤسسي من الدولة يصون الذاكرة الثقافية للمبدعين.

وأكدت ان المعرض نادر في تقديمه للمقتنيات لكنها أكدت أن فكرة المقتنيات والمخطوطات والصورة كانت ضد تكوين دنقل ومسيرة حياته.

وقالت: "على امتداد حياته كان في حالة من عدم الاستقرار، ويكاد يكون شاعر بلا تذكارات. فقد كان يعيش ما بين صديق لاخر لبيت مؤجر، فلم يسمح له عدم الاستقرار الاحتفاظ بمخطوطات ومسودات وقصائده المنشورة حتى أنه يمكن اعتبار دنقل شاعر بلا مسودات، فقد كان تكوينه الذهني يساعده على ذلك اذ كانت ذاكرته حديديه، فتكتمل القصيدة تمامًا في ذهنه ويطرحها. والمسودات بدأت تظهر في سنواته الأخيرة فترة المرض حين قال انه يعمل بنصف عقل".

وأضافت: "قصيدة الخيول تكاد تكون قصيرة المسودات الطويلة إذ كتبت خلال سنتين وكانت في فترات طويلة من التقطيع بسبب المرض".

فيما اهدت أسماء يحيى الطاهر عبد الله مفاجأة للحضور أثناء المعرض وهي لوحتان كانت قد رسمتهم في صغرها، اذ خصت الحضور بتلك اللحظة التي نتعرف جمعتها بالشاعر أمل دنقل بعد أسبوع من وفاة والدها يحي الطاهر عبد الله، فكانت قد رسمت لوحتين وقتها، واحتفظت بهما الكاتبة عبلة الرويني لتعرضا في المتحف.

وقالت أسماء: "ليت اسماء تعلم أن أباها صعد لم يمت" التي كتبها لها الشاعر أمل دنقل بعد وفاة يحيى الطاهر عبد الله كانت هي التي أعادت صياغة مشاعرها تجاه وفاة والدها.

وقالت: "وجودي في هذه اللحظة يستدعي علاقتي بكل الدوائر وكأنه قدمني العالم وترك لي علاقة بيني وبين والدي.

فيما شارك الفنان صلاح عناني في الحوار بسرد علاقة الصداقة التي جمعته بالشاعر أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وعبد الرحمن الأبنودي.

وأشار عناني إلى أن أمل دنقل كان شخصا حاد الطباع لكن على الجانب الانساني رائع، كما كان هو والأبنودي ويحيى الطاهر عبدالله مدخل عناني للحياة الفكرية والثقافية.

من جانبه قال د. محمد بدوي إنه قد عادت إليه الذكريات ورائحة الشوارع والمقاهي في هذه المرحلة. مشيرا إلى أن امل دنقل اختار ان يتحصن بالمقهى بعيدا عن اي مظاهر.

وأضاف بدوي أن أمل دنقل ظل دائما بلا بيت، وقد كان شاعرا لا يقبل ان يخدع، فقد كان من القليلين الذين تلتقي لديهم الكلمة مع الموقف.

تلى هذا النقاش أمسية شعرية شارك فيها الشعراء بهاء جاهين وبروين حبيب وحبيبة الزين وعزمي عبد الوهاب، ومحمد المتيّم.

كما تضمن الحفل فقرة غنائية شارك فيها الفنان أحمد نبيل، وعزف على العود. إضافة إلى الاستماع لقصائد مسجلة بصوت الشاعر الراحل أمل دنقل.

واختتمت الأمسية بعرض فيلم تسجيلي تناول سيرة الشاعر الراحل بعنوان «حديث الغرفة ٨»، من إخراج عطيات الأبنودي.

يذكر أن أمل دنقل هو شاعر مصري ولد في أسرة صعيدية في 23 يونيو عام 1940 بقرية القلعة. كان والده عالماً من علماء الأزهر، حصل على "إجازة العالمية" عام 1940، فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام.

فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة، فأصبح مسؤولاً عن أمه وشقيقيه. وأنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا، والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي، لكنه كان دائم الفرار من الوظيفة لينصرف إلى الشعر.

عرف بالتزامه القومي وقصيدته الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات، وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً على هويته القومية.