الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«ذى إيكونوميست»: تصاعد الخلاف بين زيلينسكي وقائد الجيش الأوكراني يهز الساحة السياسية

الرئيس الأوكراني
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، فى الحرب الطاحنة التى تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام قبل الماضي، وسعى كل من الطرفين إلى إظهار تفوقه على الطرف الآخر.

وانتشرت شائعات فى العاصمة كييف فى ٢٩ يناير تفيد بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكى كان على وشك إقالة قائد القوات المسلحة، الجنرال فاليرى زالوزني، بعد فترة من التوترات بينهما. حسبما أفادت مجلة "ذى إيكونوميست" البريطانية.

ذكرت المجلة، يوم الأربعاء، أن إطاحة واحدة من أكثر الشخصيات شعبية فى أوكرانيا ستكون مثيرة للجدل إلى حد كبير، وستمثل لحظة محورية فى صراع أوكرانيا مع روسيا.

وحتى الآن، لم يعلن زيلينسكى عن استبدال الجنرال، لكن هذا لا يعنى أن وظيفة الجنرال زالوزنى آمنة، بحسب المجلة. وأضافت أن "ربما يكون السبب ببساطة هو أن بديله لم يتم تعيينه بعد". وأكدت مصادر فى هيئة الأركان العامة ومقربة من الجنرال زالوزني، بحسب المجلة، أن "هناك تغييرًا يجرى العمل عليه".

وتمكّنت "الإيكونوميست"، من تأكيد عقد اجتماع فى وقت مبكر من المساء أبلغ فيه الرئيس جنراله بأنه قرر إقالته. كما عُرض على زالوزني، دور آخر وهو "أمين مجلس الأمن القومى ولكنه رفض".

وجاء فى حديث المجلة البريطانية أنه "سرعانًا ما تسربت أخبار الخطة إلى وسائل الإعلام المحلية، ونفت وزارة الدفاع والقصر الرئاسى إقالة الجنرال، وهذا صحيح من الناحية الفنية".

وأضافت المجلة البريطانية، أن المشكلة تكمن فى العلاقة المختلة بين الرئيس وجنراله، والشكوك فى مكتب الرئيس بأن الجنرال لديه طموحات سياسية لم تختف. ويبدو أن الرجلين قد تضررا بسبب الخلاف. وأشارت أن الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية فى أوكرانيا تثير قلق حلفاء كييف الرئيسيين.

ووصفت المجلة البريطانية، الواقع الأوكرانى فى ظل هذه الخلافات، قائلةً إن الشائعات تأتى فى وقت حرج.

وأضافت أن الهجوم المضاد الذى شنته أوكرانيا فى الصيف قد فشل، وتواجه أوكرانيا حالة من عدم اليقين بشأن درجة الدعم الأجنبى الذى يمكن أن تتوقعه.

ومن غير المرجح أن تؤدى المعركة حول مستقبل الجنرال زالوزنى إلى زيادة احتمالات تجديد التمويل، إذ إن القائد يحظى بتقدير كبير فى الغرب.

وفى تصريحات لـ زالوزني  لـ"ذى إيكونوميست" فى نوفمبر الماضي، أعبر فيها عن اعتقاده بأن الوضع الحالى فى النزاع قد وصل إلى مرحلة "الجمود". ودعا زالوجنى فى هذه التصريحات الغرب إلى تقديم دعم إضافى لبلاده.

ومع ذلك، نفى الرئيس زيلينسكى لاحقًا صحة هذه التصريحات، مؤكدًا أن الوضع لم يصل إلى حالة الجمود وأنه يتعين على المجتمع الدولى البقاء ملتزمًا بتقديم الدعم اللازم.

وقالت إن القوات الأوكرانية الموجودة على خط المواجهة تشكو بالفعل من نقص الذخيرة، مضيفةً أن زيلينسكى ليس الشخص الوحيد الذى لاحظ شعبية جنراله.

وبدأت شخصيات المعارضة البارزة، التى تم تهميشها حتى الآن بسبب الحاجة إلى الوحدة الوطنية، فى الانضمام إلى الجنرال زالوزني.

وأكدت فى تقريرها أن هذه العملية تسارعت فى الأسابيع الأخيرة مع تزايد الشائعات حول إطاحة لجنرال.

وأشارت المجلة البريطانية، إلى أن يحق للرئيس تغيير القائد الذى لم يعد يثق به، قائلةً إن إخضاع القيادة العسكرية للمدنية هو حجر الزاوية فى الديمقراطية.

وأضافت أنه إذا تم تعيين بديل الجنرال زالوزنى فسوف يخدم بلا شك بفعالية، مضيفةً أن "إزاحة رجل يتمتع بشعبية كبيرة بين جنوده وعامة الناس مثل زالوزنى يحمل فى طياته مخاطر سياسية وعسكرية".

وتم ذكر جنرالين كمتنافسين على منصب زالوزني، وهما "أولكسندر سيرسكي"، ٥٨ عامًا؛ "وكيريلو بودانوف" (٣٨ عامًا). ويعتبر كلاهما من المقربين من الفريق الرئاسي.

كان الجنرال سيرسكي، أحد أكثر ضباط الجيش خبرة، هو العقل العملياتى وراء اثنين من أبرز انتصارات أوكرانيا ضد روسيا فى عام ٢٠٢٢: حول كييف وفى منطقة خاركيف. لكن أسلوبه القاسى فى القتال جعله لا يحظى بشعبية فى أجزاء من الجيش.

وفى العام الماضي، ضحى بقادة متمرسين فى القتال فى دفاع لا طائل منه عن بلدة باخموت الصغيرة".