الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عام تتحقق فيه الأحلام الجميلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تفصلنا ساعات قليلة عن بداية عام جديد.. أرى الشمس تنظر فيها إلينا وتقول: "أحتفظ بكم في مداري لأنكم تستحقون القرب مني".. يمكننا أن ننظر لنصف الكوب الممتلئ في عام 2024م على هذا النحو. طالما مازلنا نحيا فمازال هناك سبب جميل للبقاء. هو أمر يمكننا أن نعتبر نعمة جميلة من نعم الحياة. سنة 2024 هي سنة كبيسة تقبل القسمة على أربعة. مما يعني أنها تريد البقاء معنا أيامًا أكثر من غيرها. يمكننا أن ننظر إلى ذلك باعتبار أن السنة تحبنا أكثر، وتريد أن تمضي وقتًا أطول معنا. سيشهد العام الجديد إن شاء الله كسوفًا كليًا وحيدًا وآخر جزئي للشمس، وهو أمر طبيعي يعيدنا للظواهر الطبيعية العادية بعد مرورنا بتضاعف لها في كثير من أشكالها في 2023 .  إلا أننا سنشاهد ثلاثة أقمار عملاقة وخسوفين للقمر، وهو أمر يتطابق مع هوى المنادين بأن ظاهرة القمر العملاق تزيد بشكل يؤكد ارتفاع حرارة الأرض بشكل يخرج عن السيطرة أكثر مما تظهر حساباتنا. يضاف للظاهر الطبيعية السماوية القوية الحدوث زخات الشهب التي يعد عام 2024 عامًا راعيًا لها إلى حد ليس بالقليل، وأوج هذه الزخات زخة شهب البرشاويات التي تشمل احتراق حوالي 100 شهاب في الساعة. 

  على صعيد الحروب التي بدأت في عام 2023، أكد كثير من الخبراء أن الشهور الأولى من عام 2024 ستشهد توقفًا بشكل أو بآخر للحرب في غزة بريًا، إلا أن هذه الحرب ستمتد بأشكال مختلفة تحوي ضغوطًا على كل الجهات، ونحن لم نعد نحتمل الضعوط في عالم رأي بعينيه كل ليلة كيف تضع دول كبرى حياة الأبرياء تحت مقصلة حرب فجة لا تراعي حقًا ولا حرمة.  بينما يرى الخبراء أيضًا أن الحرب الأوكرانية ربما تتحول إلى مصالحة سياسية تفرض فيها روسيا شروطها التي تحب، ومن ثم ستعود بعض أجزاء الاتحاد السوفيتي السابق إلى روسيا من جديد وتنتهي الحرب. إلا أن هناك حروبًا لا يفهم أحد كيف ستكون رحاها قوة واتجاهًا، وعلى رأسها الحرب في السودان. تدور هذه التوقعات وسط تكهنات بعالم غير مستقر يتعرض لهجمات من كيانات جماعات وليست دول بشكل دراماتيكي. سيجعل كل ذلك حياة البشر أصعب إلا أنه يساهم في توحيد الضمير الجمعي للعالم حول حق الإنسان في الحياة بكل ما فيها.

   نتعايش منذ عام 2019 مع عالم لا يشبه العالم الذي نعرفه مع بدايات موجة وباء كوفيد 19، تحول العالم لمكان لا يشبهنا ولا يرحب بوجودنا فيه، إلا أننا تكننا من التكيف والتعايش حتى أن بعض الحروب بدأت، والحرب تكون من أجل تغيير دفة الحياة بالقوة نحو اتجاه يفضله المنتصر، أن محاولة للعيش الأجمل فيحياة أجمل، ولكن بالطريقة الأقبح. 

   شاهد العالم أجمع كيف أشعل الشباب شمعات من أجل السلام في كنيسة المهد ببيت لحم. تابع العالم كيف خرج نور الشمعة من قلب أنقاض الصراع. وكأننا نتابع "الأمل".. حاولوا أن تروا العام الجديد صديقًا يأتي مرغمًا على الكتابة في دفاتر من سبقوه. لونوا أوراقه بأفعالكم الجميلة، واعلموا أن الإرث كبير من الأعوام السابقة، إلا أن الوقت في حد ذاته معجزة، والعام وقت ، إذن فالعام في حد ذاته معجزة. ويمكن الاعتماد على المعجزات دائمًا في تغيير العالم. الحمد لله على نعمة مصر والأصدقاء والأهل والاساتة والتلاميذ. يمكننا أن نسميه عام "الأمل" عام نتعلم فيه كيف نمارس الأمل. إذ تعلمنا من الأيام الماصية أن الأمل فن لا يجيد ممارسته إلا أصحاب الأرواح النقية، كل عام وأنتم بخبر تحبون ويحبكم آخرون.. ويمكن لكل شيء بعد ذلك أن ينتظر. يمكنكم أن تحققوا الأحلام في العام الجديد طالما قدمتم له ما يحب من الأمل. حفظ الله بلادنا وحفظنا وأحبابنا جعل العام الجديد معجزة للفرح. كل عام وكلنا في سعادة وأسباب للسعادة.