الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الحكم بالبراءة بعد احتجازه 17 عاما ظلمًا.. والحكومة تطالبه بدفع فاتورة تكاليف السجن

المتهم
المتهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قصة تجمع بين الدهشة والغرابة، خرج رجل بريطاني في الـ57 من عمره من سجون بريطانيا بعد أن قضى 17 عامًا بتهمة اغتصاب لم يرتكبها. 

وعلى الرغم من فوزه بحكم البراءة، فوجئ بمطالبة الحكومة له بتحمل تكاليف الإقامة والطعام خلال فترة اعتقاله الخاطئة في السجن، فما قصته وكيف دخل السجن؟ ولماذا رفض الخروج حسن سير وسلوك؟ وهل سيحصل على تعويض بعد معركته الطويلة؟ 

كان أندرو مالكينسون يعيش حياة التجوال والسفر في شبابه، لكن القدر أدركه وأوقع به في فخ الظلم حينما اتهم زورًا بجريمة اغتصاب في مدينة غريتر مانشستر عام 2003. حُكم عليه بالسجن مدى الحياة مع مدة أدنى للتنفيذ لمدة سبع سنوات.

داخل أروقة السجن القاسية، عاش أندرو لحظات من العذاب واليأس. انطوت عليه أيام الحبس الطويلة بظلمها وألمها، وكأن الزمن قد توقف في مكانٍ لا يسعه سوى الآلام والشكوى. طالته أوقات الاكتئاب والحزن، وتكاد آماله تنطفئ بين جدران السجن الباردة.

وبالرغم من أنه كان من الممكن له الخروج بعد 7 سنوات من الحكم بسبب حسن السلوك، إلا أنه أصر على البقاء 10 سنوات إضافية حتى يثبت براءته. ولم يفقد الأمل أبدًا، واستمر في النضال لإثبات براءته خلال معركة قضائية طويلة دامت لمدة 20 عامًا.

وصل أندرو مالكينسون في النهاية إلى هدفه المنشود، حيث صدر حكم ببراءته وأثبتت الأدلة جدارته في تلك المأساة. ولكن عندما حان وقت الخروج، فاجأ الجميع برفضه الخروج من السجن رغم فرصته الكبيرة للحصول على الحرية. ولماذا؟ ببساطة، لأنه أصر على البقاء ليثبت براءته بشكل قاطع، ولأنه لا يريد أن يخرج من السجن بتهمة قد تظل تلاحقه طوال حياته.

وما أن حصل على حكم البراءة، حتى قرر أندرو مالكينسون التخلي عن جنسيته البريطانية والتقدم للحصول على جواز سفر هولندي. فبعد معاناة دامت لسنوات، لم تعد بريطانيا تشعر له بالمنزل بعد هذه التجربة الصعبة، بينما يشعر بأنه أكثر هولندي من بريطاني.

على الرغم من فوزه بحكم البراءة وانتهاء معاناته في السجن، يبدو أن أندرو مالكينسون لن يحصل على حلاوة الانتصار بشكل كامل. حيث يواجه الآن تحديات جديدة بسبب مطالبة إدارة السجن بتحمل تكاليف إقامته وطعامه خلال فترة اعتقاله الخاطئة لمدة عشر سنوات إضافية. وسيحارب الرجل لتجنب دفع هذا المبلغ الكبير ويطالب بالحصول على تعويض عادل يعكف بعده على بناء حياته من جديد بعيدًا عن الظلم والألم الذي تسببت به فترة اعتقاله الطويلة.

الأمر الأكثر غرابة أنه بعد فوزه بحكم البراءة، يواجه الآن مطالبة من الحكومة بتحمل تكاليف الإقامة والطعام خلال فترة اعتقاله الخاطئة.

 سيظل السؤال المحير: هل ستعوضه الحكومة عن معاناته الطويلة والظلم الذي تعرض له؟ أم سيضطر أندرو لتحمل تكاليف السجن الذي أمضى فيه أكثر من نصف حياته براءةً؟